“فايننشال تايمز”: نتنياهو لن يغير سياسته في غزة هروبًا من مسؤولية المحاسبة

موقع أنصار الله – متابعات – 30 صفر 1446هـ

نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن محللين إسرائيليين قولهم إنّ السبب في عدم إجبار الإضراب الأخير، رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، على التراجع، هو أنه بدلاً من تقديم جبهة موحدة في مواجهته، كشف الإضراب عن الانقسامات العميقة في “إسرائيل”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ النسبة الأكبر من المحتجين “لا زالت مستمدّة من القطاعات الليبرالية” وليس من داخل معسكر نتنياهو الخاص، وإن من شأن هذه التحركات أن توحّد جمهور اليمين وأحزابه بعد إدراكهم أنهم إن لم يتحدوا فسيفقدون الحكم.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ تأثير الإضراب ضعف أكثر، عندما قضت محكمة بعد ظهر أمس الإثنين بضرورة إنهائه مبكراً، بحجة أنّ الدعوة إليه كانت لأغراض سياسية.

ونقلت الصحيفة عن مدير حملة نتنياهو الانتخابية خلال انتخابات العام 2009، الخبير الاستراتيجي روني ريمون، قوله إنّ “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يسقط الحكومة هو الخلافات داخلها وليس الضغوط الخارجية”.

ورأى ريمون أنه في الأشهر الأخيرة، أصبحت هذه الخلافات علنية على نحو متزايد، مثل الخلاف بشأن تجنيد “الحريديم”، مشيراً إلى أنّ الخلافات الأكثر ضراوة كانت بسبب الحرب، وإصرار وزير الدفاع وقادة المؤسسة الأمنية والعسكرية أنّ التوصل إلى اتفاق مع حركة المقاومة حماس هو أفضل وسيلة لتأمين إطلاق سراح نحو مائة أسير ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.

وقال ريمون إن نتنياهو كان بإمكانه، العام الماضي، وقف التعديلات القضائية والنجاة بحكومته، أما هذه المرة، فإذا استسلم، فهذا يعني الذهاب إلى الانتخابات وفقدان السيطرة على الأمور”.

وقال الخبير الاستراتيجي، ناداف شتراوشلر، الذي عمل سابقاً مع نتنياهو، للصحيفة، إنه “طالما أن إبرام صفقة الرهائن يهدد بقاء ائتلافه واستراتيجيته العسكرية فإنه لن يفعل ذلك”.

وإذ نقلت الصحيفة عن شتراوشلر قوله إن نتنياهو “يريد إنجاز شيء كبير قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قد يكون صفقة، وقد يكون شيئاً في الشمال”، فقد تابعت موضحةً أنّ معظم المراقبين لا يتوقعون أن يغير نتنياهو سياسته، فـ”إنهاء القتال الآن من شأنه أن يجعله يواجه المحاسبة على إخفاقات الـ7 من أكتوبر دون أن يتمكن من الرد بأنه رد بتدمير حماس”، كما يقول أفيف بوشينسكي، المحلل السياسي الذي كان رئيساً لمكتب نتنياهو.

ورأى بوشينسكي أنه “في الوقت الحالي، يُلام نتنياهو على الـ7 من أكتوبر، وهو الذي يقود حربًا لم تحقق النصر الذي وعد به”، مضيفاً “في ظل هذه الظروف، لا يستطيع نتنياهو، الذي يعرّف نفسه بأنه السيد أمن، أن يتحمل هذا”.

وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد حذّرت من أن إصرار نتنياهو على البقاء في “محور فيلادلفيا”، ومنعه التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، سيؤدي إلى “رصف فيلادلفيا بجثث الأسرى الإسرائيليين في الطريق لإعادة احتلال القطاع”.

قد يعجبك ايضا