ارتباطُ اليمنيين بالرسول الأكرم
موقع أنصار الله ||مقالات ||عدنان عبدالله الجنيد
الحمد لله القائل: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئك هُمُ الْـمُفْلِحُونَ)، الحشر- آية (9).
في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وأصحابه الأخيار، نوجز ارتباط اليمنيين بالرسول محمد “صلوات الله عليه وآله وسلم”.
إن ارتباط اليمنيين بالرسول محمد منذ القدم، حَيثُ ذكر المؤرخون في التاريخ أن الملك تبع اليماني ذهب إلى مكة، وكسا الكعبة المشرفة، وصنع لها باباً مفتوحاً، ووضع أموالاً لخدمتها، ووصل إلى تلك المنطقة (المدينة المنورة) التي وردت آثار في آثار الأنبياء السابقين أنها مهاجر خاتم الأنبياء، وسيد المرسلين، وخلف فيها القبيلتان اليمانيتان (الأوس والخزرج)، ليبقيا في ذلك المكان، ويسكنا فيه، ويستقرا فيه، ويرابطا فيه، حتى يأتي هذا النبي ويهاجر إلى هذا المهاجر إلى ذلك المكان فيكونا أنصاراً له، وبنا بيتاً لنبي آخر الزمان سكن فيها أجداد أبو أيوب الأنصاري التي وقفت ببابه ناقة النبي (صلوات الله عليه وآله وسلم) عندما هاجر إلى المدينة، وأوقف المال والأرض (المسجد النبوي)، وحفر الآبار، وغرس النخيل، وترك رسالة للنبي كتبت على قطعة من النحاس بماء الذهب مكتوب فيها:
شهدت على أحمد أنه
رسول من الله باري النسم
فلو مُـــدَّ عمري إلى عمره
لكنتُ نصيراً له وابنُ عم
وجالدت بالسيف أعداءَه
وفرَّجت عن صدره كُـلَّ غم
وفعلاً بقي الأوس والخزرج، واستوطنوا ذلك المكان، وعمروه، وسكنوا فيه، واستقروا فيه جيلاً بعد جيل، حتى أتى الوعد الإلهي، وحتى أتى خاتم الأنبياء رسول الله محمد – صلوات الله عليه وآله وسلم – فكانوا هم الأنصار الذين استجابوا بكل رغبة، وكان انتمائهم للإسلام انتماء الإيمان، وانتماء النصرة والجهاد، ورفع راية الإسلام، والإيواء لرسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وكانوا كما قال الله عنهم في الآية المذكورة أعلاه، وكان لهاتين القبيلتين اليمانيتين (الأوس والخزرج) الشرف الكبير، والفضل العظيم، والدور التاريخي المهم، فكان مجتمع الأوس والخزرج هو المجتمع الذي أوى، وشكل اللبنة الفاعلة، والصلبة، والقوية لنشوء المجتمع الإسلامي، وتحمل لواء الحق والعدالة، وتحمل قيم الإسلام، وتحمل هذه الرسالة بدلاً عن قريش، فهو المجتمع الذي آوى الرسول ونصره واستقبل المهاجرين، وشكل مع المهاجرين نواة عظيمة، وصلبة وقوية لحمل راية الإسلام.
ووصفهم الله أَيْـضاً في آية عظيمة ومهمة جِـدًّا في كتابه الكريم، وهو يحكي عما قبل هجرة النبي إليهم، وهو يحكي عن تعنت الكافرين في مكة وعن تعنت قريش حينما قال: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ).
وحسب الروايات أنه عندما هزم الملك اليمني سيف بن ذي يزن الحميري الأحباش، وتولى الملك على اليمن، توافدت الوفود العربية لتهنئته، ومن ضمنها وفد مكة برئاسة عبدالمطلب بن هاشم، وبعد حوار بين الملك وعبد المطلب على نبي آخر الزمان… قال الملك والبيت ذي الحجب، والعلامات على النقب، إنك يا عبدالمطلب لجده غير كذب… فاحتفظ بابنك، وأحذر عليه اليهود، فَــإنَّهم له أعداء…، وأعطى الملك اليمني هدايا كثيرة لعبد المطلب بن هاشم من ضمنها السيف اليمني الحضرمي (سيف ذي الفقار) لحماية نبي الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- ويذكر اليمنيون ذلك في موشحاتهم الدينية الموروثة عندما يحتفلون بمناسبة المولد النبوي الشريف (وعندما زار عبدالمطلب الملك أعطاه سيفاً).
وعندما بدأت مرحلة الصراع مع قريش (المرحلة الجهادية)، أرسل الرسول -صلوات الله عليه وآله وسلم- وفد من الأنصار إلى موطنهم الأصلي اليمن ليعلموهم صنع السلاح (لأَنَّ اليمن في ذلك العهد كانت صنعاء، وكرش وكشر مشهورة بصنع السلاح)، وتم صنع أسلحة ودروع لرسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وعاد الوفد حاملاً بعض الأسلحة والدروع وخبرة التصنيع إلى رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- وكانت بردة الرسول يمانية الأصل، واليوم التاريخ يعيد نفسه كما استطاع السلاح اليماني (سيف ذي الفقار) في تحطيم حصون خيبر واليهود والمشركين، اليوم في عهد قائد الثورة اليمنية القائد المجاهد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تطور السلاح اليمني من سيف ذي الفقار إلى صاروخ ذي الفقار الذي كان له الدور الأبرز في تحطيم حصون قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة، في إغلاق باب المندب، وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية، واستهداف بوارج وسفن وحاملات الطائرات لثلاثي الشر في نصرة القضية الفلسطينية حتى يتم رفع الحصار على غزة.