في الوحدة قوة المسلمين

موقع أنصار الله ||مقالات ||حسين بن محمد المهدي

حمدًا لله منشئِ كُـلّ شيء ومُبِيدُه، ومُبْدِئِ كُـلّ حي ومعيده، لا تدركه العيون والأبصار، ولا يغيره الليل والنهار.

نحمده على نِعَمِه الغِزَار، ونشكره في الليل والنهار، ونصلي ونسلم على نبي التوحيد والوحدة مَن أقام الدليل، وأوضح السبيل، وقام بنصرة الدين وعبادة رب العالمين؛ حتى أتاه اليقين، ودعا إلى توحيد الله وتوحد المسلمين.

كانت هجرته عليه الصلاة والسلام، في شهر ربيع الأول، وكان أول عمل قام به بعد بناء المسجد هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومَن نظر إلى أَيَّـام المسلمين الأولى وهم قليل مستضعفون وأعداؤهم كُثْر، وكان المسلمون كالشامة في الثور الأسود، يخافون أن يتخطفهم الناس من حولهم، كما أخبر الله عن ذلك، (وَاذْكُرُوا إذ أنتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِه).

ولكن آن ذاك لم يكن لهم عدو من أنفسهم، بل كانوا وحدة وكتلة وأمة واحدة، يرمون عن قوس واحدة، ويشعرون بالتعاون، وأن كُلًّا عونٌ لصاحبه، ولولا تعاطفهم وتساندهم وتوحدهم لكانوا أكلة الآكل ونهزة المنتهز في ذلك الوقت.

 

والشمل جميع، لم يلبسهم الله شيعاً، ولم يفرقهم مذاهب وأحزاباً، ولم يقطعهم مِزَقَا، ولم يقزمهم دولاً، بل كانوا كالجسد الواحد، إن حادث ألمّ بالبعض منهم تألم الجميع، فانتشر الإسلام سريعاً، وامتد على رقعة كبيرة من الأرض.

ولكن الله خلق الدنيا مختلطة منافعها بمضارها، وممتزجاً شرها بخيرها، فانصرفوا إلى منافسة بعضهم البعض، فدب إليهم داء الأمم من قبلهم الحسد والبغضاء، وليس يفت في عضدهم، ويضعف مكانتهم مثل التباغض والتناحر والتنازع والتفرق؛ ولهذا نهاهم الله عن ذلك فقال سبحانه: (وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).

ولو أن المسلمين آمنوا بهذه الآية حق الإيمان الذي يظهر أثره في نفوسهم وأعمالهم لما فرقت بينهم المذاهب الدينية، ولا الأهواء السياسية، ولا العصبيات الجنسية، ولكنهم إذَا تركوا دينهم تفرقوا شيعاً، وزالت قوتهم، وذهبت ريحهم، واستولت الصهيونية اليهودية على أرض الإسلام، أرض فلسطين، ولن يصلح أمرهم إلا برجوعهم إلى كتاب ربهم، وسنة نبيهم كما أمرهم ربهم (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شيء فَرُدُّوهُ إلى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الآخر ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).

فبعودتهم للاستمساك بكتاب ربهم وبوحدتهم، يمكن استرداد وحدتهم وقوتهم، ومكانتهم وعزتهم، والنصر على عدوهم، وتحرير أرض فلسطين، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـة واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).

الثناء والتبجيل لأسود الأُمَّــة المجاهدين في فلسطين، ولكل من ناصر القضية الفلسطينية وجاهد؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين وسعى إلى توحيد الأُمَّــة ورفع راية الجهاد إعلاء لكلمة الله (وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

قد يعجبك ايضا