أصول الفقه والأفكار المغلوطة في معرفة الله

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

الله: هو اسم للذات المقدسة, عَلَم للذات المقدسة، الله سبحانه وتعالى, وهو الأساس لبقية أسمائه, تأتي بقية أسمائه في مقام الثناء بعد أن يكون الأساس الذي تضاف إليه وتستند عليه هو اسمه سبحانه وتعالى: الله.فأي متكلم يستطيع أن يوصل بتسلسل استدلالاته المنطقية إلى الإجابة على من هو؟ ثم ليقول لي: هو الله.الله إنما أتى من خلال الفطرة التي فطر النفوس عليها، ومن خلال أنبيائه ورسله، وليس عندما تقرأ في [العقد الثمين] أو تقرأ في [الأساس] أو تقرأ في كتب أخرى من هذه كتب المتكلمين المصبوغة بأساليب المعتزلة وعباراتهم فيقول لك: وهو الله.. وهو الله.. وهو الله.. الخ. هو الله، لكن ليس على هذا الاستدلال الذي ذكرته، هذا الاستدلال يجعل الله بحاجة إلى أبسط مخلوقاته في أن يدل عليه، ونحن – كما قلنا سابقاً – لم نجد في القرآن الكريم آية واحدة بعد أن يذكر الله كثيراً من مظاهر خلقه, ومفردات هذا الكون فيقول: [أليس ذلك دليل على أني حي، أو على أني قادر]؟. أبداً يقول لك: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة:40) أي أليس مَن صنع هذا بقادر على أن يصنع هذا؟.لاحظوا حتى في [سورة الحج] لم يفْرُق بين الموضوع إلا حرف واحد هو حرف [الباء]: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحج:6) بعد أن ذكر في بيان الأدلة التي تقمع كل ذلك الريب الذي لدى المشركين في ما يتعلق بالبعث {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}، لم يقل: ذلك أن الله هو الحق؛ فتوهم العبارة: أنه استدل على أنه حق بهذه الأشياء، فهي دلت على أنه حق. ذلك بسبب أنه هو الحق، بسبب أنه هو الحق كانت على هذا النحو. {وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، أي ولأنه يحيى الموتى، ولأنه على كل شيء قدير.في آخر سورة [القيامة] قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة: 36-40) هل تستطيع أن تقول: أن ذلك هو إشارة إلى الله؟.. لا.. أليس هذا دليل على أن من قدر عليه هو قادر على أن يحيى الموتى، فيوجه الاستدلال إلى الفعل وليس إلى الدلالة عليه هو، من قدر على هذا قادرٌ على هذا، من صنع هذا قادر على صنع هذا, وهكذا تأتي.تجد أيضاً في [سورة هل أتاك حديث الغاشية] بنفس الأسلوب؛ بحيث لو لم تحمله على نفس الطريقة ستقول الاستدلال هذا غير منطقي. عندما قال – وهو يبين قدرته سبحانه وتعالى على البعث – : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}(الغاشية:1) القيامة..

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة معرفة الله – عظمة الله- الدرس السادس

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 23/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com