مع الحزن.. غضب وتصعيد استهداف الكيان الصهيوني
نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان: العمليات العسكرية لن تتوقف أو تتراجع، وإنما في طريقها للازدياد.
وكيل محافظة مأرب عادل الشريف: نحن على ثقة أن كل الأعداء سينهزمون بإذن الله.
نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله، الأستاذ رائد جب: الضربات التي يتلقاها الكيان الصهيوني تؤثر بشكل ملموس، والدليل على ذلك هو المشاهد والتقارير التي تتداولها وسائل الإعلام.
تبرز الأحداث العسكرية كعلامات فارقة تساهم في تغيير مجرى المنطقة. الأيام الأخيرة شهدت تطورات دراماتيكية مع تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليات نوعية ضد العدو الصهيوني في مدينة يافا المحتلة، مستخدمةً صاروخ فلسطين 2 والطائرات المسيرة في قصف عسقلان، مستلهمةً من تضحيات الشهداء وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ووفاء قيادات محاور المقاومة سواء في اليمن أو في ايران أو العراق.
وبالتوازي مع العمليات العسكرية فإن التكتل الشعبي الرائع للشعب اليمني، الذي يخرج أسبوعيًا في مسيرات مليونية تأييدًا للقضية الفلسطينية، يعكس مدى عمق الالتزام والمساندة لهذا الشعب للأمة العربية والإسلامية. هذه الصورة الحية للمقاومة تضيف زخماً جديداً للعمليات العسكرية، وتجعل من البقاء في المدينة المحتلة “حيفا” أمراً مُستحيلاً بالنسبة للكيان الصهيوني، الذي يجد نفسه محاصرًا بواقع جديد يستوجب إعادة حساباته.
في تصعيد لافت للصراع في المنطقة، تواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية النوعية في عمق الكيان الإسرائيلي، آخرها إطلاق صاروخ باليستي من طراز “فلسطين 2” بمدى يتجاوز 2000 كيلومتر، باتجاه منطقة يافا المحتلة (تل أبيب). وفي هجوم متزامن، استهدفت القوات المسلحة هدفًا حيويًا في عسقلان المحتلة باستخدام طائرة مسيرة من نوع “يافا”، محققة أهدافها بدقة عالية. حيث أتت هذه العمليات وسابقاتها في إطار الدعم المباشر للمقاومة في فلسطين ولبنان.
حققت العمليات النوعية في “تل أبيب” نجاحات قصيرة وطويلة الأمد، منها تعطيل الرحلات الجوية في عدة مطارات “إسرائيلية” وإجبار ملايين المستوطنين الصهاينة على الاحتماء في الملاجئ. وقد أثارت الضربات النوعية حالة من الهلع والارتباك داخل صفوف العدو، خاصة بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ والطائرة المسيرة.
على الجانب الآخر، أثارت العملية تساؤلات جدية حول فعالية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية. محللون عسكريون صهاينة وصفوا الضربة بأنها تُظهر ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية “الإسرائيلية”، ما قد يدفع الكيان إلى إعادة تقييم شامل لاستراتيجياته الدفاعية والهجومية. وأشار المحللون إلى أن استمرار هذه الضربات قد يُشكل تحديًا كبيرًا للعدو الإسرائيلي على المدى الطويل، خاصة في ظل عجزه عن حماية عمقه الاستراتيجي.
وعلى صعيد متصل وتطور موازٍ، نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية بحرية نوعية استهدفت ثلاث مدمرات أمريكية كانت متجهة لدعم العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر. العملية استخدمت 23 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا بالإضافة إلى طائرات مسيرة، وأدت إلى إصابات مباشرة في المدمرات الثلاث. وتُعد هذه العملية البحرية هي الأوسع من نوعها التي تنفذها القوات اليمنية، مما يعزز من قدراتها العسكرية في البر والبحر.
في الداخل اليمني، قوبلت هذه العمليات بترحيب شعبي واسع. المواطنون اليمنيون، الذين طالما أبدوا دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية، اعتبروا أن هذه الضربات تأتي امتدادًا لموقف اليمن التاريخي في مقاومة العدوان الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني.
ومع كل ضربة جديدة، تزداد الشكوك حول قدرة العدو الإسرائيلي على الصمود أمام تصاعد قدرات المقاومة في المنطقة خاصة الضربات العسكرية من اليمن. حيث بات واضحًا أن كل مواجهة جديدة تزيد من تآكل الردع الإسرائيلي وتكشف نقاط الضعف في دفاعاتها، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على مواجهة هذه التحديات المستمرة، وهل يمكنها إعادة بناء ما فقدته من هيبتها العسكرية أم أن الفشل سيستمر ويتفاقم مع كل عملية قادمة؟.
العمليات مستمرة في التصاعد والتطور
مع استمرار التحديات وتزايد التصعيد، تظل القوات المسلحة اليمنية مؤهلة لمواصلة عملياتها النوعية، واضعةً نصب عينيها انطلاق مسار جديد نحو النصر. إن المرحلة ليست فقط مفصلية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، بل هي تحمل في طياتها فصولًا جديدة من الملاحم والمقاومة التي تتجلى في صمود شعوب المحور المقاوم. سيتبين من خلال الاستطلاع التالي العمق الذي تحدثه تأثيرات هذه العمليات بدلالاتها وأبعادها على المشهد الإقليمي والدولي.
الاستطلاع، ينقل للقارئ الكريم الآراء الموحّدة للقيادات اليمنية والفلسطينية حول أهمية التنسيق والترابط بين جبهات المقاومة، مما يؤكد على جبهة الإسناد كقوة فاعلة تُعزز من موقف المقاومة الفلسطينية. فإلى المحتوى:
توسيع مسرح العمليات
وللتعليق على التطورات العسكرية يؤكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان، أن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية منذ حوالي عام تظهر بشكل واضح تصاعدًا وتطورًا مستمرين.
وأوضح اللواء جلال الرويشان في تصريح لموقع أنصار الله أن هذه العمليات تعكس قدرة القوات المسلحة على توسيع مسارح العمليات، مما يتطلب من العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني دراسة هذه التطورات وفهم أن العمليات لن تتوقف أو تتراجع، بل في طريقها للازدياد. ودعا العدو إلى ضرورة إيقاف العدوان على غزة ولبنان.
وأشار الرويشان إلى أن الموقف اليمني يظهر بصورة متكاملة، بدءً من قائد الثورة الذي يتحدث أسبوعيًا عن المستجدات، وصولًا إلى المواقف الحكومية والشعبية وقوى الدفاع، مما يعكس تماسكًا واستجابة جماعية. حيث تخرج الجماهير، بالملايين، بشكل طوعي كل أسبوع، استجابة لنداء الله ونداء القائد في نصرة إخوانهم في غزة وفلسطين ولبنان، مؤكدًا أن هذا الزخم الشعبي سيستمر حتى يتوقف العدوان.
كما دعا الرويشان الشعوب العربية والإسلامية إلى أن تستنهض هممها وتقوم بوقفة موحدة لنصرة الفلسطينيين الذين عانوا من الظلم لأكثر من 75 عامًا، مشددًا على أن الرهان الحقيقي هو على الشعوب، إذ أن هذه هي القوة المعوّل عليها لتحقيق التغيير والدعم للحقوق المستضعفة.
الادعاءات جزء من الحرب النفسية
نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله، الأستاذ رائد جبل، أوضح أن العملية العسكرية التي نفذت مؤخرًا كانت ناجحة ومؤثرة، حيث هزت الكيان الصهيوني وضربته في مقتل، وتأتي هذه العملية في إطار دعم الشعب الفلسطيني والمجاهدين الفلسطينيين واللبنانيين. واعتبر جبل أن هذا يمثل التزام الشعب اليمني وقواته المسلحة بالمشاركة الفاعلة في مقاومة العدوان.
كما أكد على أنه لا تمر أي عملية ضد الكيان الصهيوني دون أن يدعي الأخير أنه أسقط الصواريخ أو الطائرات المسيرة، مشيرًا إلى أن هذه الادعاءات هي جزء من الحرب النفسية التي يمارسها العدو. وأوضح أن الضربات التي يتلقاها الكيان الصهيوني تؤثر بشكل ملموس، والدليل على ذلك هو المشاهد والتقارير التي تتداولها وسائل الإعلام.
ولفت جبل إلى أن الضربات التي يوجهها الجيش اليمني تظهر تكاتفًا وانسجامًا بين فصائل المقاومة، مما يبرز التعاون والتكامل في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وغزة، مؤكدًا أن هذه العمليات تأتي ضمن إطار التنسيق والتعاون بين جميع محاور المقاومة في مواجهة التحديات والعدوان.
العدو ما هو إلا “قشة”
وكيل محافظة مأرب، عادل الشريف، من جانبه أكد أن الشعب اليمني بكل أطيافه وقبائله يبارك الضربة القوية التي استهدفت العمق الصهيوني. وأعرب عن التأييد المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وللقادة العسكريين، مؤكدًا على ضرورة استمرار الضغوط والعمليات ضد العدو الأمريكي والإسرائيلي، الذي يتسبب في تدمير الشعوب واعتداءاته على الفلسطينيين واللبنانيين.
وشدد الشريف على أهمية توحد الشعب اليمني حول قيادته وقوته الصاروخية والقوات المسلحة، مع ضرورة زيادة الضغوط العسكرية لضرب الكيان الصهيوني والسفن الأمريكية والبريطانية، بهدف رفع الحصار عن قطاع غزة ودعم أبناء فلسطين ولبنان.
وأشار إلى مقولة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، التي تشير إلى أن العدو ما هو إلا “قشة”، مؤكدًا على يقينه بأن جميع هؤلاء الأعداء، سواء كانوا إسرائيليين أو بريطانيين، سوف ينهزمون بإذن الله في القريب العاجل.