الشهيد القائد السيد حسن نصر الله.. سيدُ المقاومة الذي لم يُهزم

|| صحافة ||

رَحَلَ الشهيدُ القائدُ السيدُ حسن نصرُ الله، الأمينُ العامُّ لحزب الله اللبناني، شهيداً على طريقِ القُدْسِ كما تمنَّى هو: “النصر أَو الشهادة”.

رَحَلَ بعد تاريخ طويل من الجهاد المشروع، خاضه المجاهدُ الشهيد السيد حسن نصر الله حتى لقي ربه شهيداً في قصف جوي للمقر الرئيسي للحزب بالضاحية الجنوبية، نفذه جيش الاحتلال السرطاني الصهيوني المغروس في خاصرة الأُمَّــة العربية والإسلامية، وعلى ما يبدو أن خرقًا أمنيًّا قد قاد تلك القوة لتحديد مكانه وضربه بعد سنوات مضت لم تستطع الاستخبارات الصهيونية تحديد مكان هذا المجاهد الكبير.

نعم اغتالت “إسرائيل” السيد حسن نصر الله، لكنّها حفرت في التاريخ ما لا تقوى صواريخ الولايات المتحدة وأطنان من متفجراتها على محوه، فهذا السيد لا يمحوه قتل، إنّه من أُولئك الذين لا يتركون أهلهم أبداً، وأهله سينتصرون حتماً معه.

 

قنابل 2000 رطل:

احتاجت “إسرائيل” لقنابل أمريكية الصنع تزن الواحدة حوالي 2000 رطل لترميها على جسد السيد حسن نصر الله في عدة غارات متتالية، لتغتال سيد المقاومة، ونجحت في ذلك، لكنها بالتأكيد لم ولن تنجح في هزيمة المقاومة، وجيل المقاومة الذي تربى على أن الكيان الصهيوني عبارة عن كيان سرطاني في جسد الأُمَّــة لا بد من إزالته، وإزالته تكون بالبتر وهو ما سيكون.

 

الفتى الفقير:

كان فتىً صغيراً في حي “شرشبوك” البيروتي الفقير، ثم صار الأمين العام لحزب الله؛ حزب الله الذي صار أُمَّـة على يديه.

إنّه ابن عبد الكريم نصر الله صاحب الدكان الصغير، والأخ الأكبر بين 9 أبناء، من البازورية الجنوبية، هو أبو هادي، أبو الشاب الشهيد الذي مضى ذات أيلول، هو الأمين العام، السيد حسن أَو السيد، كلمة واحدة تكفي أحباءه للدلالة عليه.

إنّه من تزيّن صوره بيوت أهل الجنوب والبقاع، وكل لبنان.. يسكن في كُـلّ الأماكن، ولم تقتصر صوره على لبنان فحسب، بل توجد تقريبًا في كُـلّ بيت من بيوت اليمنيين، وفي كُـلّ بيت عربي مسلم حر يكره الاحتلال، وتواق للحرية والاستقلال.. نعم إنه حسن ونصر من الله، هو من أذاق الكيان الصهيوني الأمرَّين، وهو من جعلهم يخرجون من الجنوب اللبناني، صاغرين أذلاء، هو سيد المقاومة الذي قال ذات يوم: “إن سلاح المقاومة لم يتوجّـه يوماً إلى أي لبناني، وكان وسيبقى على الدوام موجهاً ضد جيش الاحتلال الصهيوني”.

هو سيد المقاومة الذي حيثما يكُن الفقراء يكُنْ.. تمرّ في الشوارع فتجده يُطلّ عليك بعد أن غاب عن الحضور المباشِر مع أهله، الذين يحبهم ويحبونه، وهو الأقرب إليهم.

هو نصر الله الذي إذَا أطَلَّ من شاشات التلفاز تسمرت العيون أمامها لبلاغته وحكمته، وقوة حجته، حتى أعداؤه ترتجف قلوبهم من سماع صوته وخطبه، هو نصر الله الذي ناصر وساند الشعب اليمني في كُـلّ خطبه ولقاءاته منذ أول يوم للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن في 26 مارس 2015، هذا العدوان الذي روج له أعداء اليمن بأنه مِن أجلِ إعادة اليمن إلى الصف العربي، فقال نصر الله: “إذَا لم يكن اليمنيون عربًا فمنهم هم العرب، إن الشعب اليمني هم العرب الأقحاح”.

هو نصر الله الذي قال إنه يتمنى أن يكون جنديًّا مقاتلًا في صفوف المجاهدين اليمنيين تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

هو نصر الله الذي ترتفع القبضات وتصدح الحناجر تلبيةً له.. إنّه من تلهج الألسنة بذكره عند كُـلّ دعاء وصلاة.

إنّه من يُقسِمُ الشبابُ بشيبته وخيوطِ عمامته.. إنّه من ترتفعُ أيدي العجائز المنهكة سائلةً اللهَ أن يأخُذَ من أعمارهم ليعطيَه، كُـلُّ مسلم يدعو في صلاته وخلواته بالنصر المبين للمجاهدين المدافعين عن دينهم وأرضهم وعرضهم والسيد حسن نصر الله سيد المجاهدين في زمنه.

 

موقعُ استشهاده:

نعم، استطاع هذا الكيان الصهيوني السرطاني اغتيال القائد الكبير السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت التي أحب؛ معنى أنه استشهد في جبهة المقاومة، لم يهرب ولم تكن دماؤه أغلى من دماء جميع الشهداء، كما كان يقول دائماً، استشهد في أشرف معركة، وهي معركة القدس، معركة الفتح الموعود، لم يترك أبناء غزة وحدهم، بل كان معهم منذ أول يوم للعدوان الصهيوني على قطاع غزة في الثامن من أُكتوبر الماضي.

 

(طُوفَانُ الأقصى):

في أول خطاب له لمعركة (طُوفَان الأقصى) في السابع من أُكتوبر، أكّـد أن معركة (طُوفَان الأقصى) كانت معركة فلسطينية خالصة، لم يشارك فيها محور المقاومة، وإنما كانت المعركة والنصر معركة ونصر المقاومة الفلسطينية، هذه المعركة التي جاءت لإسقاط التطبيع الذي كان جارياً على قدم وساق، بمساع أمريكية، جاءت معركة (طُوفَان الأقصى) وخلطت الأوراق، لكن بعد العدوان الهمجي على أبناء غزة، وذهاب العدوّ الصهيوني لارتكاب المجازر بحق المدنيين والأطفال والنساء، كان لزاماً على سيد المقاومة السيد حسن نصر الله ومن خلفه حزب الله أن يفتح جبهة استنزاف في الجبهة الشمالية للكيان الصهيوني، جبهة استنزفت الكثير من عدة وعتاد جيش الاحتلال، جبهة أرهقت الجيش الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم ما قدمه حزب الله من شهداء من خيرة القادة العظام، إلا أن السيد حسن أكّـد في أكثر من خطاب أن حزب الله لن يتوقف، وأن سكان شمال الكيان الصهيوني لن يعودوا إلا من خلال وقف العدوان على غزة، وأن شروط عودتهم بيد المقاومة الفلسطينية وحدَها.

 

الروحُ الثورية الجهادية:

رحل سيد المقاومة وقد بث الروح الثورية الجهادية في قلوب مئات الآلاف من المجاهدين من جيل الشباب والذين سيحملون القضية من بعده، رحل وقد ترك وراءه مئات الآلاف من السائرين ليس نحو الانتصار على الكيان الصهيوني فحسب، بل إلى زواله.

لذلك اغتيال القائد المجاهد الكبير سماحة السيد حسن نصر الله ليس نهاية المطاف في مسيرة الجهاد، ضد الكيان السرطاني الصهيوني، بل من المؤكّـد أن المسيرة ستتواصل وبعنفوان أكبر، فالقضية أصبحت جزءاً أَسَاسيًّا من مسيرة الحياة اليومية لطوابير طويلة من المجاهدين اللبنانيين واليمنيين والعراقيين والسوريين والفلسطينيين أَيْـضاً.. اغتيال السيد حسن نصر الله سيكون بمثابة دافع جديد يضاف إلى دوافع النضال المشروع ضد كيان محتلّ وغاصب لأرض فلسطين.

كما أن حزب الله كيان مؤسّسي لن يتأثر بالتأكيد بغياب قائد أَو أكثر، والحزب المقاوم الذي صنع نصر الله قادر على صنع أكثر من نصر الله، كما السيد نصر الله قد أشرف خلال كُـلّ هذه السنوات على صناعة الكثير من القادة الكبار العظام.

 

ابنُ الحي الفقير صار رأسَ المقاومة:

في الـ31 من أغسطُس 1960، في حي “شرشبوك” في شرقي بيروت، وُلِدَ فصلٌ جديد من تاريخ البلاد والمنطقة، يوم أبصر النورَ حسنٌ.

بعد 15 عاماً، انضم القائد، الذي كان فتى متحمساً، إلى أفواج المقاومة اللبنانية “أمل”، التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر، عندما توجّـهت العائلة إلى البازورية قرب صور.

بعد عام توجّـه إلى النجف في العراق، حَيثُ بقي عامَينِ أمضاهما في الدراسة الدينية في الحوزة العلمية، حَيثُ التقى السيد عباس الموسوي، قبل أن يغادر ويعود إلى لبنان في عام 1979.

تأثّر السيد نصر الله بالسيد الموسوي، فكان الأخير مرشداً له ومعلِّماً، وتأثّر كلاهما بمفجِّرِ الثورة الإسلامية في إيران، الإمام روح الله الموسوي الخميني.

التقاه السيد نصر الله عام 1981، وتلاقى معه في الموقف من الغرب والاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، التي بذل مهجته في سبيلها.

عندما كان شاباً في الـ22 من عمره، في عام 1982، شارك في تأسيس حزب الله. اندفع في خدمة المقاومة، فكان صوتها الذي يعتلي السيارات وتبثّه مكبرات الصوت، حاثًّا الناس على امتشاق البنادق في وجه “إسرائيل”، ذلك الكيان المؤقت الذي سيزول حتماً، حتى نيل إحدى الحسنيين: النصر أَو الشهادة.

الحضور الآسر المهيب وقوة البيان والحجّـة؛ صفتان تتلازمان مع السيد نصر الله، الذي تستأثر كلماته بلُبّ كُـلّ منصت، فإذا ذُكرتا ذُكر هو. لذا، ليس مستغرباً أن تشمل مسؤولياته الأولى في حزب الله التعبئة وإنشاء الخلايا العسكرية. وبعد ذلك، تبوّأ منصب نائب مسؤول منطقة بيروت، ثم أصبح مسؤولاً لها.

لاحقاً، صار السيد نصر الله المسؤول التنفيذي العام في حزب الله، وعضواً في مجلس الشورى، الهيئة القيادية الأعلى ضمن حزب الله. وفي عام 1989، غادر من بيروت إلى قم في إيران، حَيثُ تابع هناك دراساته الدينية. وبعد عامين تخلّلتهما تطورات في بلده، الذي فتكت به الحرب الأهلية واحتلت “إسرائيل” أجزاءً من جنوبيه وبقاعه الغربي، عاد السيد نصر الله إلى لبنان، وانتُخب السيد عباس الموسوي أميناً عاماً.

خلال العام الذي تسلّم فيه السيد الموسوي الأمانة العامة، عاد السيد نصر الله إلى مسؤولياته التنفيذية.

وفي الـ16 من فبراير عام 1992، اغتال الاحتلالُ السيدَ عباس.

لم يستغرق انتخاب السيد حسن نصر الله خلفاً للأمين العام الشهيد سوى بضع دقائق، على الرغم من أنّ الأمين العام الجديد، الذي صار شهيداً أَيْـضاً، تمنى أن يكون هذا المنصب من نصيب غيره؛ إذ إن “كل الإخوان كانوا أكبر منه”.

 

أوهَنُ من بيت العنكبوت:

استُشهد السيد حسن نصر الله وأبناؤه المقاومون يقصفون المستوطنات في شمالي فلسطين المحتلّة؛ دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته؛ ودفاعاً عن لبنان وشعبه. وعلى النحو الذي اختتم به مسيرته، ابتدأها قبل 32 عاماً، حين كان قصف المستوطنات بـ”الكاتيوشا” أول قرار يتخذه بصفته الأمين العام، ليخطّ في التاريخ أنّ المقاومة الإسلامية أدخلت هذا السلاح في المواجهة مع الاحتلال.

كان تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي في عام 2000 أبرز ما كرّس السيد نصر الله قائداً عظيماً، لا لبيئة حزب الله التي تعاظمت وازدادت تشبثاً بخيارها فحسب، ولا للبنانيين فقط أَيْـضاً، بل للعرب والمسلمين كلهم أَيْـضاً، إذ إنه كان القائد العربي الأول الذي يمرّغ أنف “إسرائيل” بالتراب، ويجبرها على الانسحاب من دون أية شروط، ويثبت للعالم كله أنّ “إسرائيل هذه، التي تملك أسلحةً نوويةً وأقوى سلاح جو في المنطقة، واللهِ هي أوهن من بيت العنكبوت”.

هو من أعاد إلى الجنوبيين أرضهم، من جعلهم آمنين في بيوتهم، ومن حرّر الآباء والأبناء الأسرى وقرّ أعين أهلهم بهم، ومن جمع كبار القرى ليدبكوا في الساحات التي باتت خاليةً من الإسرائيليين، ومن ملأ آنية النساء بالأرز ليرششنَها على السيارات التي تستقبلها القرى المحرّرة، ومن كتب الأناشيد والزغاريد التي تحكي قصص بطولات لا تنتهي.

من منا لا يذكر الحاجة فاطمة قشمر، التي تحمد الله على التحرير؟ السيد نصر الله هو من وضع تلك الكلمات “الحمد لله تحرّرنا” على لسانها، وأدخل الفرحة والسرور قلبَها، وجعل أجيالاً لاحقةً تفرح لفرحها.

وهو من قال للعرب كلهم، وللفلسطينيين بصورة خَاصَّة، إنّ هؤلاء المحرّرة أرضهم يمكن أن يكونوا أنتم أَيْـضاً. قاوِموا واصبروا وأعِدّوا لـ”إسرائيل” ما استطعتم من عدة وراكموا ثأر شهدائكم، تظفروا، فـ “يا شعبنا الفلسطيني، مصيرك بيدك، تستطيع أن تستعيدها بإرادتك، بخيار عز الدين القسّام، بدماء فتحي الشقاقي ويحيى عياش، يمكنك أن تستعيد أرضك. يمكنكم أن تعيدوا أهلكم إلى ديارهم بفخر واعتزاز من دون توسّل إلى أحد”.

لم يأتِ عدوان تموز في عام 2006 إلا ليزيد هذا القائد عظمةً في عيون محبيه ومبغضيه، على حَــدٍّ سواء. هذه المرة قال لكل شعوب المنطقة: إنّ الولايات المتحدة يمكن أن تُهزم أَيْـضاً، وإنّ الشرق الأوسط وبلادكم يمكن أن تكون كما تريدون أنتم، لا كما يريد عدوكم، وأرغم الدنيا على أن تعترف بأنّ “نصر الله ربح الحرب” فعلاً. قال لهم إنّهم قادرون على أن يحرقوا كُـلّ ما يمكن أن ينال من شرف هذه البلاد تماماً، كما فعلته مقاومته بـ”ساعر” في عُرض البحر.

أعاد الناس مرةً أُخرى إلى بيوتهم في الجنوب والضاحية، عمّرها لتعود “أحلى مما كانت”؛ ولأنّ شعبه، الذي عاد ذاك التموزَ إلى منازله، خَبِر وعدَه الصادق، صبر على ما حَـلّ به خلال إسناده المقاومة في غزة، وبذل في سبيل فلسطين بيوته وأرزاقه، فداءً للمقاومة، وفداءً للسيد الحبيب، الذي وعد بـ “أنّنا سنعمّرها لتكون أحلى مما كانت”.

 

حزبُ الله في سوريا:

الكثيرُ من مبغضيه يقولون وهم لا شك من عملاءِ الولايات المتحدة الأمريكية ومن سار في فلكها يقولون، نعم نصر الله استشهد على يد اليهود الصهاينة، وفي معركة القدس، وفي الجبهة بالضاحية الجنوبية، بل وفي المقر الرئيسي لحزبه الذي يدير المعركة، لكن وآه من كلمة لكن “ما سار به إلى سوريا، لماذا ذهب للقتال في سوريا” لمثل هؤلاء المغفلين نقول لهم: لماذا لم تسألون أنفسكم لماذا ذهبت أمريكا إلى سوريا، لماذا ذهبت الإمارات وقطر والسعوديّة إلى سوريا، لماذا مولوا المرتزِقة من مختلف بقاع الأرض لتدمير سوريا وقتل شعبها وأطفالها ونسائها، لماذا ذهبت تركيا وبريطانيا وفرنسا إلى سوريا، لماذا ذهب كُـلّ أشرار الأرض إلى سوريا، لماذا ذهبت وتذهب في كُـلّ حين “إسرائيل” إلى سوريا تدمّـر وتقصف العاصمة دمشق ومطارها ومنشآتها وأطفالها ونسائها دون أن يتحدث المجتمع الدولي عن كُـلّ هذه الجرائم؟!

أما السيد حسن نصر الله لا تحدّه حدود مصطنعة؛ فقد حسم قراره بشأن الحرب على سوريا، في إطار القضية الأسمى، قضية فلسطين. كان يجب أن تصمد سوريا بقيادتها، وألا تسقط في أيدي الولايات المتحدة و”إسرائيل” والتكفيريين، حتى تصمد المقاومة وفلسطين، وحتى لا يدخل سكان المنطقة في الظلمة.

وتحقيقاً لهذا الهدف، أعلن السيد نصر الله، في مايو 2013، قيام حزب الله بالقتال في سوريا إلى جانب الجيش، ضدّ الإرهابيين.

وعد أهله في لبنان بأنّه لن يسمح للمقاتلين بالسيطرة على الحدود اللبنانية – السورية، لم يخيّب ظناً فصدق كعادته، وجلب إلى شعبه نصراً جديدًا في تحرير الجرود عند الحدود مع سوريا، في معركة التحرير الثاني في أغسطُس 2017.

وفعلًا انتصر السيد حسن لسوريا ولقيادتها، والجميع يعلم كيف استطاع بشار الأسد من نقل سوريا نقلة نوعية خلال عشر سنوات تقريبًا؛ فجعلها من أبرز الدول المصنعة والمكتفية زراعيًّا، ومن أبرز الدول المصنعة للأدوية وللملابس ولمختلف المنتجات؛ الأمر الذي أغاظ الولايات المتحدة و”إسرائيل” وعملاءَهم من التكفيريين وغيرهم في المنطقة الذي قاموا بتمويل تخريبها وتدميرها؛ لذا نجد أن السيد حسن نصر الله قام بواجبه الديني والإنساني والعربي والأخوي تجاه سوريا.

 

هذا هو نصر الله:

ارتقى السيد حسن نصر الله شهيداً عظيماً على طريق القدس وفلسطين، ليلتحق بقافلة رفاقه الشهداء، وأبى حتى اللحظة الأخيرة، حتى النَّفَسِ الأخير، أن يتخلّف عن أداء الواجب؛ نصرةً للمقاومة في قطاع غزة في (طُوفَان الأقصى)، التي مثّلت المعركة “بين الحق كله، والباطل كله”. وله “لا نقول وداعاً، بل نقول إلى اللقاء.. إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، إلى جوار الأحبة”.

 

صحيفة المسيرة – عبد الرحمن مطهَّر

 

قد يعجبك ايضا