مجلة “ذا ناشيونال إنترست”: “كاد الحوثيون أن يغرقوا حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور”
نشرت مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، تقريراً جديداً كشف عن تفاصيل جديدة بشأن المعركة الصعبة التي واجهتها حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي أيزنهاور في البحر الأحمر من الجيش اليمني، في وقت سابق من هذا العام، موضحاً أن الرأي العام الأمريكي لا يملك ولا ينبغي له أن يتسامح مع خسارة حاملة طائرات عملاقة كأيزنهاور.
وأشارت المجلة إلى أن الحادث الذي أورد تفاصيله التقرير (نشر تحت عنوان هل كاد الحوثيون أن يغرقوا حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية؟) يؤكد استمرار التهديد الكبير الذي يشكله الجيش اليمني، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن على السفن الغربية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي، لافتاً إلى تكتم أمريكا الشديد على الحادث الذي تمثل في صاروخ أطلق من اليمن اقترب إلى مسافة 200 متر، من أيزنهاور.
وقال التقرير : “إن الحوثيين كادوا أن يصيبوا حاملة الطائرات الأمريكية بصاروخ، في حادثٍ لم يتم الإبلاغ عنه إلا في عدد أكتوبر من مجلة (CTC Sentinel النشرة الشهرية لمركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت)”، مشيراً إلى أن هذا الحادث أثار مخاوف بشأن تعرض الأصول البحرية المتقدمة للهجوم من قبل “الحوثيين” الذين وصفهم التقرير بـ”جهات غير حكومية” مجهزة بطائرات بدون طيار وصواريخ، ويسلط الضوء على التحديات المحتملة التي تواجه جاهزية البحرية الأمريكية في مواجهة الأسلحة المتطورة من خصوم مثل الصين.
ولفت التقرير إلى أن “الحوثيين” هاجموا، الممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن منذ اندلاع الحرب بين “إسرائيل” وحماس في أكتوبر الماضي. وقد أُرسلت حاملة الطائرات أيزنهاور، إلى جانب سفن أمريكية وأوروبية أخرى، إلى المنطقة لحماية السفن المدنية التي تمر عبر الممرات الملاحية.
وكانت حاملة الطائرات أيزنهاور، على وجه الخصوص، مشغولة للغاية أثناء الانتشار، حيث أطلقت “155 صاروخاً أرض-جو، و135 صاروخاً كروز للهجوم البري، ونحو 60 صاروخاً جو-جو، و420 سلاحاً جو-أرض خلال ما يسمى بالانتشار القتالي “التاريخي”، حسبما ذكرت مجلة نيوزويك.
وأشار التقرير إلى أن “حاملة الطائرات أيزنهاور كانت هدفاً للحوثيين الذين لديهم ترسانة متنوعة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الجوية والبرية والبحرية والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة”، موضحاً أنهم كانوا يصدون الوجود الأمريكي في المنطقة.
واعتمدت أيزنهاور على مجموعة حاملة الطائرات الضاربة، التي تضم طراداً ومدمرات، للحماية. وذكرت مجلة نيوزويك أن “الطراد والمدمرات، التي كانت مسلحة بصواريخ للدفاع الجوي، شكلت طبقة دفاعية لحماية حاملة الطائرات”. “وفي الوقت نفسه، يمكن للطائرات المقاتلة على متن حاملة الطائرات، المجهزة بصواريخ جو-جو، إسقاط الطائرات بدون طيار والصواريخ البطيئة الطيران”. ولحسن الحظ، فإن “أيزنهاور” نفسها مجهزة بأسلحة للدفاع عن النفس، بما في ذلك صواريخ أرض-جو وأنظمة مدفعية للتهديدات القريبة حسب ما ذكرته المجلة.
ومع كل ذلك، أشارت المجلة الأمريكية إلى أن الطائرات بدون طيار والصواريخ منخفضة التكلفة، يمكن أن تشكل تهديداً مشروعاً لحاملة طائرات أمريكية عملاقة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، ينبغي أن تكون موضع قلق، موضحة أن حاملة الطائرات رمز لهيبة الأمة وقوتها العسكرية وبراعتها التقنية، وربما يتجاوز تهديد “جماعة الحوثي” المسلحة بطائرات بدون طيار وصواريخ رمز القوة الأمريكية “أيزنهاور”.
ورجح التقرير أن يؤدي ضعف حاملة الطائرات العملاقة أمام “الحوثيين” إلى تفاقم المخاوف بشأن الاستعداد البحري لمواجهة الصين، وتعتمد الاستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على الردع الناجح لحاملة الطائرات. ومع ذلك، للحفاظ على أسطول حاملات الطائرات في مأمن من الأسلحة الصينية المتطورة (مقارنة بأسلحة الحوثيين)، قد يكون للسفن الرائدة الأمريكية تأثير خافت على أي صراع.
وقال التقرير: “لا يملك الرأي العام الأمريكي، ولا ينبغي له أن يتسامح، مع خسارة حاملة طائرات عملاقة. والواقع أن الخسائر البشرية والمالية المترتبة على خسارة حاملة طائرات عملاقة واحدة فقط من شأنها أن تشكل صدمة للضمير بالنسبة لأمة كانت قادرة على الانخراط في صراعات خارجية على نحو بطيء وملتزم جزئياً منذ ما يقرب من جيلين”.