إزاحة الستار عن غواصة «القارعة»: مُسيّرات صنعاء تعود إلى عمق الكيان الصهيوني

|| صحافة ||

دخلت عمليات الإسناد اليمنية لقطاع غزة ولبنان منعطفاً تصعيدياً جديداً خلال الساعات الماضية. وغداة تنفيذ قوات صنعاء ثلاث عمليات بحرية استهدفت ثلاث سفن مرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي، مساء أول من أمس، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن هجوم عسكري طاول، أمس، عمق الكيان الإسرائيلي، استهدفت فيه صنعاء هذه المرة بعدد من الطائرات المُسيّرة، منطقة صناعية حيوية في مدينة عسقلان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال سريع، في بيان، إن الهجوم يأتي في إطار “المرحلة الخامسة” من التصعيد اليمني ضد الكيان الإسرائيلي.

وأكّدت تل أبيب، من جهتها، نجاح طائرة مُسيّرة يمنية واحدة في اختراق أجواء فلسطين المحتلة، وتجنّب الدفاعات الجوية التابعة للكيان. إلا أن جيش الاحتلال ادّعى أنها سقطت في منطقة مفتوحة في عسقلان.

وتشير هذه التطورات التي تأتي قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لانطلاق العمليات اليمنية ضد إسرائيل، إلى مرحلة جديدة من الضربات، خصوصاً أنها بدأت باستعراض قدرات بحرية جديدة أهمها غواصة “القارعة” المُسيّرة القادرة على تنفيذ عمليات دقيقة وكبرى ضد السفن والبوارج، وصولاً إلى انتقاء الأهداف الاستراتيجية. وفي هذا الإطار، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن “الحوثيين يتحدّون أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. وفي كل مرة يحاولون تغيير مسارات الطيران المُسيّر ومفاجأة إسرائيل”. وأضافت أن “المُسيّرة انطلقت من اليمن نحو البحر الأحمر مروراً بصحراء سيناء، ودخلت البحر المتوسط في نقطة غير معروفة، ثم اتجهت شمالاً إلى عسقلان”، مشيرة إلى أن “القوات الجوية الإسرائيلية تغيّر باستمرار نشر الرادارات وتحاول تحسين عملية رصد المُسيّرات واعتراضها”.

 

الرياض تسعى إلى توحيد الفصائل اليمنية الموالية للتحالف

وفي ما يتعلّق بالصراع في اليمن، استدعت السعودية، أمس، رئيس “المجلس الرئاسي” الموالي لها، رشاد العليمي، إلى الرياض، بالتزامن مع قيام قائد قوات التحالف السعودي – الإماراتي، فهد بن تركي السلمان، بعقد لقاء مع عضو “المجلس الرئاسي”، نائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، عبد الرحمن المحرمي، ناقش معه خلاله سبل توحيد كلّ الفصائل، واستكمال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض الموقّع بين القوى الموالية للسعودية وتلك الموالية للإمارات، في الخامس من تشرين الثاني 2019. وتهدف السعودية، من خلال تفعيلها هذا الاتفاق المتعثّر في شقة العسكري، إلى إعادة ترتيب القوى المحسوبة على التحالف، في إطار ما يُسمى بقيادة “القوات المشتركة” التي يقودها السلمان. وترى مصادر في صنعاء، تحدّثت إلى “الأخبار”، أن “هذه الخطوة تأتي في إطار الحراك الأميركي – السعودي المعادي”، حتى في ظل تسريبات سعودية زعمت أن الرياض رفضت تمويل الخطة الأميركية المعادية لليمن.

وعلى وقع رسائل صنعاء التي بعثت بها من خلال تنفيذها سلسلة مناورات عسكرية على أربع جبهات قبل أيام في الساحل الغربي، استعرضت فيها تعاظم قدراتها العسكرية وأكّدت من خلالها جهوزيتها لأي تصعيد معاد من قبل الموالين للتحالف السعودي – الإماراتي، لمّحت مصادر دبلوماسية محسوبة للأخير، إلى أن واشنطن أرجأت تنفيذ خطتها العسكرية في اليمن إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. وقالت المصادر، وفق تقارير صحافية، إن الولايات المتحدة أبلغت قادة الفصائل بأنها غير مستعدة بعد لتنفيذ الخطة التي ناقشتها معهم خلال لقاءات واشنطن، والتي جرت الأسبوع الماضي. ولم تستبعد المصادر أن يكون القرار الأميركي ناتجاً من مخاوف من اندلاع تصعيد واسع على مستوى المنطقة، في حال تفجير الوضع في اليمن.

وكانت وسائل إعلام أميركية قد أشارت إلى وجود مخاوف في وزارة الدفاع الأميركية من تداعيات نقص المخزون الاستراتيجي من الصواريخ الاعتراضية، والمخصّص للحفاظ على مصالح واشنطن في المحيط الهادئ، حيث تتمركز بوارج وحاملات طائرات أميركية مهمتها تنفيذ جولات بحرية في البحر العربي والمحيط الهندي، في إطار مساعي احتواء العمليات اليمنية هناك.

 

الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد

قد يعجبك ايضا