الأكبر في تاريخ الجيش اليمني: مناورات “ليسوؤوا وجوهكم” تجمع الشعب والجيش في معركة وطنية واحدة
موقع أنصار الله . تقرير | يحيى الشامي
قبل أيام، نفذت وحدات قتالية من ألوية وتشكيلات المنطقة الخامسة، والقوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية مناورات تدريبية وصفت بأنها الأكبر في تاريخ البلاد، تحت عنوان “ليسوؤوا وجوهكم”. استمرت هذه المناورات لأكثر من أسبوع، حيث امتدت نيرانها من أعالي البحار إلى المياه الإقليمية اليمنية، وتوسعت لتشمل السواحل والقرى القريبة، وصولاً إلى الجبال عبر إنزالات مظلية ضخمة تهدف إلى السيطرة على مراكز الاتصال والتحكم، وانتهت بحرب شوارع مكثفة.
تضمنت التدريبات، التي جرت على شكل مناورات نارية، عمليات بحرية معقدة تحاكي التصدي لهجوم واسع من قوات معادية “مفترضة” باستخدام قطع بحرية متعددة، بما في ذلك غواصات، مع محاولات إبرار على السواحل اليمنية، مدعومة بغطاء جوي مكثف. كانت عمليات الإبرار المفترضة هي الأكثر إثارة في الاشتباك البحري الذي امتد على طول عشرات الكيلومترات من الشريط الساحلي.
في بداية المناورات، وقعت اشتباكات بحرية عنيفة في المياه الإقليمية اليمنية، حيث حاول العدو المفترض التقدم نحو الشواطئ المحلية. أظهرت التدريبات تكبد العدو خسائر بشرية ومادية بسبب حقول الألغام البحرية التي زرعتها القوات البحرية اليمنية مسبقاً، مما أدى إلى تدمير العديد من القطع البحرية للعدو الافتراضي. كما عُرضت أسلحة جديدة نوعية تم استخدامها لأول مرة.
عكست المناورات قدرة ملحوظة على مستوى دوائر الرقابة والإنذار المبكر، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العسكرية، حيث كانت هناك تفاصيل لم يُسمح بنشرها وفق توجيهات الدفاع اليمنية. وفيما يتعلق بالهجوم ومحاولات الإبرار، فقد كان الهجوم المفترض واسعاً ومكثفاً بالنيران، ونجحت بعض عناصره في التسلل إلى السواحل اليمنية والتقدم تحت ضغط نيران البارجات البحرية والطيران إلى بعض القرى والمدن. استمرت المواجهات على السواحل بشكل عنيف، وتحولت إلى حرب شوارع في المدن القريبة.
تم تنفيذ عمليات إنزال على المرتفعات الجبلية في الظهير الجبلي للساحل، حيث كان الهدف تحقيق اختراق لجغرافية الدفاعات المسلحة، مع محاولة إرباك جهودها الدفاعية. وقد تجلى دور المجاميع الشعبية المسلحة، التي تشكلت من قوات التعبئة العامة، حيث تمكنت من التصدي لقوات العدو في الجبال، ونجحت في محاصرتها، مما يعكس مستوى عالٍ من الخبرة لدى هذه القوات. وفي الوقت نفسه، انضمت القوات النظامية لإتمام مهمة التطهير والتحرير.
بشكل عام، تميزت هذه المناورات العسكرية بعدة نقاط رئيسية:
– شملت التدريبات البحر والمناطق الجبلية والصحراوية والساحلية، وأطراف المدن، مما أتاح لقوات التعبئة العامة دخول أجواء شبه واقعية لحرب مفترضة، وإجراء تدريب ناري متعدد المستويات لاختبار مكتسباتها القتالية.
– كانت المناورات البحرية الأولى من نوعها، وكشفت القوات المسلحة عن أسلحة جديدة مثل الطوربيد البحري “قارعة” وزوارق غير مأهولة متعددة المهام.
– تم استخدام مساحات جغرافية مترامية لاختبار الجاهزية القتالية في بيئات متنوعة تحت ضغط كبير من النيران الجوية والبحرية.
– تصنّف هذه المناورات كالأكبر في اليمن، حيث استمرت لأكثر من أسبوع في ظروف وتضاريس مختلفة.
– استخدمت أسلحة متنوعة، بما في ذلك الثقيلة والمتوسطة، إلى جانب الطائرات المسيّرة.
– كان الهدف من المناورة تعزيز “الوعي الدفاعي الجمعي” عبر إشراك قوات التعبئة العامة في تدريبات تحاكي التصدي لقوات غازية.
– لاقت المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي للمناورة مشاهدة واسعة من الشارع اليمني، الذي يعول على قواته وجيشه.
– تميزت المناورات بالتنسيق العالي بين الفروع المختلفة، مما يعكس قدرة الجيش اليمني على العمل بشكل متكامل.
– أظهرت التدريبات استخدام تقنيات حديثة في التخطيط والتنفيذ، مما ساهم في تعزيز كفاءة العمليات.
– كانت فرصة لقوات التعبئة العامة لإظهار قدرتها على التكيف مع الظروف، وتم تدريبهم على تنفيذ عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ.
– سلطت المناورات الضوء على أهمية الدعم الشعبي للجيش، حيث شهدت المناطق المجاورة تفاعلاً إيجابياً من السكان.
– تعتبر هذه المناورات رسالة قوية لكل من يفكر في الاعتداء على اليمن، حيث تؤكد جاهزية القوات المسلحة وقدرتها على التصدي لأي تهديدات.
في ختام هذه الفعالية العسكرية، يمكن القول إن المناورات لم تكن مجرد تدريبات عسكرية تقليدية، بل كانت فرصة لتعزيز الروح الوطنية والشعور بالواجب بين المواطنين، مما يعزز من تماسك الجبهة الداخلية ويزيد من قدرة اليمن على مواجهة التحديات المستقبلية بعزيمة وإصرار.