الرهان الخاسر!!
موقع أنصار الله ||مقالات || أحمد يحيى الديلمي
بعد جهدِ جهيد وبعد أن أخرسوا آذاننا بالكلام الفارغ والمنمق وكل شيء غير مُجد، انتهت الزفة وأصبحت قنوات الزيف والبهتان الممولة مالياً من الخليج وفكرياً من أمريكا وبريطانيا في حالة ندم على الأوقات سرقتها من المشاهدين والمتابعين وهي تروي لهم قصصاً وحكايات مفبركة ونسباً مغلوطة عما يُسمى بالانتخابات الأمريكية .
في هذا الجانب أعجبني أمريكي من أصول جزائرية كان يتحدث مع إحدى القنوات ويصرخ بملء فمه “ أيها الإعلاميون الذين يدعون أنهم عرب خافوا الله وراقبوه إن كانت ضمائركم قد ماتت وأصبحتم تعيشون في ردهات الغياب الأمريكي المصطنع، فالمواطن العربي المسكين يظل يبحث عن المعلومة ويعتقد أنها لديكم ولكنه يُفاجأ بأنكم على مدى عام كامل سوقتم له مسرحيات هزلية عن الديمقراطية وما يتصل بها في أمريكا وظللتم تتعقبونه بأخبار مزيفة تتحدث عن الأحمر والأزرق بنوع من الانبهار والإحساس بالعظمة والممولين لكم من الزعماء والكيانات الهُلامية، يتلذذون بالصمت تجاه ما يجري لأبناء جلدتكم في غزة ولبنان، أصبح الحديث عن ترامب وهاريس أكثر من الحديث عن ضحايا الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ولبنان، أنا وابني كمواطنين أمريكيين يحق لنا الإدلاء بصوتينا في ولاية ميتشغن، أدللنا بصوتينا لحسن نصر الله وإسماعيل هنية ليقيننا بأن هؤلاء هم أشرف الناس وأعظم الناس الأبطال الميامين الذين أشعروا العالم بأن العروبة لا تزال باقية وأن الإسلام يعيش في أعماق أصحابه الحقيقيين بعد أن حاولت الزعامات الهُلامية القضاء على أهم شعارين خالدين للأمة، أما زوجتي الكريمة رغم أنها أمريكية إلا أنني دفعتها لأن تصوت للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، فهو أيضاً يستحق الاهتمام والتقدير من كل عربي ومسلم، لأنه أعاد لليمن وضعها الطبيعي ومكانتها المتأصلة في النفوس كبلد حام لحمى الدين ومُناصر لقضايا الأمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستحقه، نحن من نعيش في أمريكا ونشاهد ما يجري في وطننا العربي والإسلامي ونتساءل دوماً: إلى متى سيظل هذا الغفول العربي؟ بالذات في وسائل الإعلام الناطقة بالعربية، تصدقون أمريكا وتجعلونها تتصدر الأخبار والبرامج باعتبارها سيدة العالم، وهذا ما ترتجيه منكم وهو الشيء الذي تسعى من أجله إلى تأكيد زعامتها للعالم وفي سبيل هذه الغاية تحاول أن تجعلكم دائماً خلف الصفوف ومن وراء الشهوات والغرائز الشيطانية التي تعتمل في نفوس الزعامات الأمريكية، نصف قرن من الزمن وأنتم تراهنون على أمريكا وتمنون شعوبكم بأن الحل بيدها وهي تصفعكم الصفعة تلو الصفعة وكل مرشح أول ما ينطق به يُعلن الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني وأنه لن يتخلى عنها من أول مرشح حتى المرشح الـ 47 وهو الرئيس الحالي، كلهم يتغنون بالعدو الصهيوني وأنتم بلا وعي ولا إحساس تظلون تراهنون على أمريكا، بل وللأسف الشديد نجد أن دول الخليج تتهالك في سبيل التوقيع على اتفاقيات أمنية مع هذا الكيان العابث الوحشي المتغطرس وكأنهم لا يأبهون بحماية الخالق سبحانه وتعالى، ولا يركنون إلا إلى هذه الأمريكا، قلت أنا عدة مرات ومنذ أن امتلكت الجنسية الأمريكية أيها العرب، يا أخوان أمريكا هي إسرائيل وإسرائيل هي أمريكا، لا تراهنوا على مثل هذه الأشياء فتخسرون، وها هي الخسارة فعلاً تتعاقب أمتنا من جولة انتخابية إلى أخرى، والغريب أن وسائل الإعلام العربية تنتظر بفارغ الصبر كل ثلاث سنوات لتبدأ مسرحية الانتخابات الأمريكية على مدى عام كامل وهي تردد أخباراً مُلفقة الهدف منها إبقاء أمريكا في الصدارة وفي واجهة الأحداث ونحن لا نتعظ، كل قناة تتعقب كل ما يُسمى بالسبق الصحفي وتبذل مئات الملايين في سبيل ذلك ولكنها لا تجني شيئاً، وها هو الأمر يتجدد اليوم ولكن على حساب أقدس وأعظم قضية وهي قضية فلسطين، فاليهود يتمادون في الإبادة والتنكيل بأبناء فلسطين ولبنان وقنواتنا سادرة في الغي تتعقب الانتخابات الأمريكية، يا لها من مذلة ويا له من خزي وعار !! وأخيراً يجب أن لا نراهن على أحد من هؤلاء الأمريكيان، فكلهم في النهاية صهاينة وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع”، انتهى كلام هذا المواطن من أصل جزائري وأقدم له الشكر وأكتفي به وأتمنى أن يصل إلى أذهان من لا يزال لديهم قليل من الوعي بمعركة الأمة الحقيقية، والله من وراء القصد..