مسؤولة أممية: 70% من الشهداء في غزة من النساء والأطفال
موقع أنصار الله – متابعات – 11 جمادى الأولى 1446هـ
ندّدت مسؤولة أممية رفيعة، بـ “وحشية يومية” تواجه سكان قطاع غزة المحاصر والذي تقصفه “إسرائيل”، واصفة ما يجري بـ”أعمال تذكّر بأخطر الجرائم الدولية”.
وتحدثت القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، عن “منع دخول المساعدات والسلع والخدمات التجارية الأساسية، بما في ذلك الكهرباء، ما أدى إلى زيادة الجوع والتجويع، والآن المجاعة المحتملة. نحن نشهد أفعالاً تذكرنا بأشد الجرائم الدولية خطورة”.
وأشارت إلى حصار إسرائيل بيت حانون منذ أكثر من شهر، وأضافت “بالأمس، وصلت المواد الغذائية والمياه إلى الملاجئ، ولكن اليوم أجبر جنود الاحتلال الإسرائيلي الناس على النزوح من المناطق نفسها (التي وصلت إليها المساعدات)”.
وأضافت مسويا “في هذه اللحظات التي أقدم فيها إحاطتي، تمنع قوات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، حيث يستمر القتال، ويوجد حوالي 75 ألف فلسطيني يعانون من نقص حاد في إمدادات المياه والغذاء”.
وعن الوضع الإنساني في قطاع غزة عموماً، أكدت أن “ظروف الحياة في مختلف أنحاء غزة غير صالحة للبقاء الإنساني، فالطعام غير كاف، كما أن إمدادات المأوى ــ المطلوبة قبل الشتاء ــ قليلة للغاية”.
وأشارت إلى التشريع الإسرائيلي في الكنيست الذي يحظر عمل وكالة أونروا اعتباراً من يناير/ كانون الثاني المقبل، محذرة من أنّ ذلك يقوض عمل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وقالت: “إذا تم تنفيذ هذا القانون، فسوف يشكل ضربة مدمرة أخرى للجهود الرامية إلى توفير المساعدات المنقذة للحياة وتجنب خطر المجاعة. ولا يمكن لأي منظمة أخرى أن تسد هذه الفجوات”. كما أشارت مسويا إلى تدهور الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.
70% من الشهداء في غزة هم من النساء والأطفال
وبدورها، وصفت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيلزي براندز كيهريس الوضع الإنساني في غزة بـ “الكارثي”، مشددة على أن “الأغلبية الساحقة (سبعون بالمئة)، من الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في غزة هم من النساء والأطفال”، مشيرة إلى استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وجرح قرابة مئة ألف آخرين، ورجحت أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير، حيث ما زال الكثير من الشهداء والجرحى تحت الأنقاض.
وشددت على أن الفئة العمرية الأكبر بين الوفيات هي الأطفال ما بين سن الخامسة والتاسعة.
وتوقفت كيهريس عند تشريد أغلبية سكان غزة داخلياً، ونسبة عالية منهم لأكثر من مرة، حيث اُجبر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني على النزوح، بمن فيهم النساء، والأطفال، والمسنون، وذوو الإعاقة، والنساء الحوامل، والمرضى.
وأكدت “أن الغارات الجوية الإسرائيلية على مراكز الإيواء والمباني السكنية أدت إلى استشهاد عدد غير مقبول من المدنيين، ما يؤكد مجدداً أنه لا يوجد مكان آمن في غزة”.
كما أكدت أيضاً أن نوعية الهجمات التي تقوم بها “إسرائيل” تشير إلى أن جيش الاحتلال “انتهك بشكل منهجي المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي: التمييز والتناسب وأخذ الحيطة في الهجوم”.
كما أكدت كيهريس أن نهج إسرائيل العدائي أدى “إلى تدمير البنية التحتية المدنية في غزة، بما في ذلك الأماكن التي تتمتع بوضع الحماية بموجب القانون الدولي: المستشفيات والمدارس والخدمات الحيوية بما في ذلك الكهرباء والمياه والصرف الصحي. وهذا يساهم بشكل مباشر في خطر المجاعة الذي نناقشه اليوم”، وأضافت “لقد قتلت (إسرائيل) المئات من العاملين في المجال الطبي، والشرطة المدنية، والصحافيين، وعمال الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك أكثر من 220 من موظفينا في الأمم المتحدة”. وفق قولها.
وتحدثت المسؤولة الأممية عن تدخل “إسرائيل” المستمر والمتواصل في ما يخص توزيع ودخول المساعدات الإنسانية، مشددة على أن “إسرائيل” “باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال ملزمة، بموجب القانون الدولي، بحماية المدنيين الفلسطينيين وتزويدهم بالإمدادات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة. ومع ذلك، فقد كان التأثير التراكمي لأكثر من عام من الدمار في غزة سبباً في خسائر فادحة، حيث تم تدمير الخدمات الأساسية للفلسطينيين في غزة وأصبحت الظروف، وخاصة في شمال غزة، غير صالحة للبقاء على قيد الحياة”.
وأضافت كيهريس “إن الطريقة التي ينفذ بها جيش الاحتلال عملياته في شمال غزة لا تشير فقط إلى أن نهج (إسرائيل) يسعى إلى إفراغها من الفلسطينيين، من خلال تهجير الناجين إلى الجنوب، بل يشير أيضاً إلى أخطار جسيمة أخرى وارتكاب فظائع من أخطر الأنواع”.
وشهد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وشبح المجاعة والأزمة الإنسانية، عُقد مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك، تقديم إحاطات من قبل مسؤولين أمميين تحدثوا فيها عن كارثية الوضع الإنساني في غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي حين حاولت المندوبة الأميركية الدفاع عن “إسرائيل” زاعمة أن الاحتلال سهّل دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، اتهم المندوب الروسي الولايات المتحدة بتوفير الوقت لـ “إسرائيل” من أجل الاستمرار في حربها.