حاملون راية المقاومة وصور الشهداء.. أهالي جنوب لبنان يعودون الى قراهم غير آبهين بتحذيرات العدو

 

بدأ أهالي جنوب لبنان بالعودة الى بلداتهم وقراهم ومدنهم، رغم تحذير المتحدث باسم العدو الإسرائيلي من العودة الى البلدات الجنوبية التي أمر بإخلائها سابقا.

وشهد الطريق الواصل بين العاصمة بيروت ومدينة صيدا وصولا إلى الجنوب ضغط سير بسبب توافد النازحين العائدين، حيث من المتوقع أن يشهد هذا الطريق زحمة سير خانقة خلال الساعات المقبلة بسبب عودة الأهالي.

ورغم مرور أكثر من شهرين على بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، والدمار الواسع والغير مسبوق الذي سببته آلة القتل الإسرائيلية، عاد الأهالي رافعين علامة النصر والصمود، مزينين سياراتهم بصور الشهداء الذين قضوا بصواريخ وقذائف العدو الإسرائيلي.

وكان أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت قد توافدوا إلى مدينتهم التي نزحوا منها جراء العدوان الإسرائيلية على لبنان، وذلك بعد دقائق من سريان اتفاق وقف إطلاق النار فجر اليوم الأربعاء.

عودة النازحين الى جنوب لبنان

 

وتوافد أهالي الضاحية الى شوارعها لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، خصوصا بعدما شهدت الضاحية موجة غارات إسرائيلية ليل الثلاثاء الأربعاء قبيل وقف إطلاق النار، هي الأعنف والأشد تدميرا منذ بدء الحرب.

ورغم الدمار والأضرار التي لحقت بالأبنية والبنى التحتية، وصل الأهالي إلى الضاحية حاملين رايات المقاومة ومؤكدين تمسكهم بها رغم كل المجازر التي ارتكبها الاحتلال والدمار الذي سببته صواريخه.

وقد نفّذ صحافيون وإعلاميون من وسائل محلية وعالمية، صباح اليوم الأربعاء، جولة في الضاحية الجنوبية لبيروت عقب إعلان وقف إطلاق النار. حيث جال الإعلاميون مناطق الضاحية الجنوبية التي تعرّضت لغارات عنيفة على مدى شهرَين، حيث عاينوا حجم الدمار الذي خلّفه العدوان على المناطق المدنية والمباني السكنية والمؤسسات التجارية.

كما واكبت الوسائل الإعلامية عودة النازحين وأهالي الضاحية إلى مناطقهم، غير آبهين بالدمار وآثار العدوان.

في ذات السياق أطلقت قوات العدو الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه محيط أهالي مدينة الخيام أثناء محاولتهم تفقد منازلهم في الحي الشمالي الشرقي.

 

عودة النازحين تأكيد الانتصار على العدو

وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان “مشهد عودة الناس رغم التهديدات الاسرائيلية منذ فجر اليوم يكمل جهاد المقاومين وتضحيات الشهداء في تأكيد الانتصار على أهداف الحرب الاسرائيلية.”

وأضاف فضل الله في تصريحات لوكالة يونيوز للأخبار من مدينة بنت جبيل الجنوبية اليوم الاربعاء: انتصر الشعب والمقاومة ولبنان لأننا أسقطنا أهداف الحرب المتمثلة بتدمير هذه المنطقة وجعلها منطقة عازلة معزولة من الناس، الناس عادت ولم يتمكن العدو الاسرائيلي من احتلال هذه الأرض بفضل التضحيات.

وتابع: منذ الصباح، كان المقاومون في بليدا وعيترون وعلى أطراف مارون وبنت جبيل وعيناتا وعيتا الشعب والخيام وكفركلا وشبعا وكل المناطق من الناقورة إلى تلال كفرشوبا وشبعا، كانوا متواجدين في أماكنهم وظلوا يقاتلون حتى آخر لحظة من وقف إطلاق النار، وبقيت الصواريخ تطلق إلى لحظة وقف إطلاق النار.

واردف: كل الاعتداءات التي قام بها العدو الاسرائيلي طيلة ليلة أمس لم ترهب هذا الشعب لأنه شعب لا يهزم ولا ينكسر.

وختم قائلا: اليوم بملئ الثقة وبفضل هذه التضحيات والدم الغالي لسيدنا الشهيد السيد حسن نصرالله الذي رحل عن عالم الدني إلى العالم الملكوتي وترك فيها غصة، نقول له من بنت جبيل “نصرك هز الدني”.

فشل أهداف العدو

نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله اللبناني محمود قماطي، من جهته أكد تحقيق الانتصار بعد شهرين من الجهاد المتواصل والصمود والإرادة. مؤكدا أن العدو لم يحقق أي هدف من أهدافه.

وأضاف قماطي في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء من الضاحية الجنوبية لبيروت: “حققنا الانتصار اليوم بعد شهرين من الجهاد المتواصل والصمود والإرادة والعدو لم يحقق أي هدف من أهدافه.” وتابع قائلاً: “صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدو وأفشل العدوان على الشرق الأوسط أيضاً”.. مؤكداً أن ما جرى اليوم هو انتصار للأمن القومي العربي.

وأردف: تحية لبيئة المقاومة التي صمدت وصبرت وكانت وفية ومضحية في سبيل دعم المقاومة وصمودها ونحن أوفياء لهذه البيئة. وقال قماطي: نحضر اليوم لتشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين الذي سيكون استفتاء شعبياً وسياسياً لتبني نهج المقاومة.

وأضاف: “سنتابع موضوع الأسرى كما موضوع إعادة الإعمار، وأقول للرأي العام اللبناني إنه عندما يفشل العدو في تحقيق أهدافه ويصل إلى نقطة الاستعصاء العسكري فهذا هو الانتصار. وتابع: حماس والجهاد الإسلامي يشكران المقاومة وقادتها ونقول اليوم إننا لن نترك فلسطين وهي قضيتنا الأساسية.

وأكد قماطي أن كيفية استمرار دعم حزب الله لفلسطين هو أمر يُقرر في حينه، وقال: “الفضل في الانتصار يعود أولاً إلى المقاومة وثانياً إلى الموقف السياسي الرسمي وثالثاً إلى بيئة المقاومة”.

واختتم قماطي حديثه بالقول: “الفضل في هذا الانتصار يعود إلى التفاوض الصلب للمفاوض السياسي اللبناني وفي طليعته الرئيس نبيه بري”.

قد يعجبك ايضا