نورُ الإسلام يبدِّدُ إضلالَ اليهود والأمريكان
موقع أنصار الله ||مقالات ||حسين بن محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن الحياة مع الإبصار ضياء وإبصار، وأن الموت في دولة وعز خير من الحياة في ذلة وعجز، (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِنْ نُورٍ).
لقد جاء الإسلام ليبدد ضلال الطغيان، وظلام جاهلية بني الإنسان (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
فإذا أخذ المسلمون حكاماً ومحكومين بهدي القرآن، ونور الإسلام، عَلَتْ كلمتهم، وصَحَت عقيدتهم، واستقامت أمورهم، وارتفعت رايتهم، وأصبحوا على عدوهم ظاهرين (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأصبحوا ظاهِرِينَ).
وإذا نظرنا إلى أحوال المسلمين حينما يدرك بعضهم شيئًا من النقص نجده في الغفلة التي تدرك البعض فيأنس في الأمور الخَاصَّة والعامة إلى ما ينتهجه، مما يظنه صواباً، دون الالتزام بعرض ما يأتي ويذر على منهج القرآن، متناسياً ما أرشد الله إليه، فيتوكل على غير من أمر الله بالتوكل عليه، تاركاً لمن أمره الله باستشارته في الأمور التي يترتب عليها الشقاء أَو السعادة، النصر أَو العزة، لا ينتهز فرصته، ولا يجعل من القرآن حجته، معتمداً على تقارير أجهزته، التي أعدها، مع أن من أشد الغصص ترك الرجوع إلى القرآن، والاستعانة بالرحمن، واستشارة أهل الحكمة والإيمان.
وقد أمر الله رسوله (ص)؛ باعتبَاره النبي الموحى إليه، والذي يمثل رأس الدولة الإسلامية وزعيمها (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). وأثنى على من يقيم فريضة الشورى بقوله: (وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ).
وما حدث في الربيع العربي، وما تعقبه في سوريا ينبئ عن ذلك؛ فمن اعتمد على من استكفاه برأيه، دون الأخذ بالقرآن وهديه، لم يخل من رأي فاسد، وظن كاذب، وعدو غالب.
ولكن أهل الإيمان يأخذون من ذلك العظة والاعتبار، ويستجيبون للقوي الجبار (الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّـهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ، الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيمانًا وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّـهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).
فَــإنَّ أحق من ذكرت من لا ينسى ذكرك، وهو الخالق جل وعلا، الذي خاطب عباده المؤمنين بقوله: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)، (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل الذي يذكر الله والذي لا يذكر الله كمثل الحي والميت)، (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أنت بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، وقوله تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)، وقوله تعالى: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أنفسهُمْ).
فإذا نسى الإنسان ربه نسي نفسه، ولم يدرك مصالحه هلك، وسرعان ما ينفرط عليه أمره، وتحيط به أسباب الخيبة والهلاك في الدنيا والآخرة.
وإذا كان الكثير من الناس قد لا يدرك عزه ومجده؛ بسَببِ الغفلة فينسى ما عهد الله إليه، أَو يكفر بنعم الله عليه، فَــإنَّ المسلم يدرك أن الشرف والكمال ومحاسن الأفعال ليست بكثرة المال، ولا بالاستعلاء على خلق الله؛ لأَنَّه قد أسلم وجهه لله، وأحسن إلى عباده، (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى)، (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لا انفصام لَها) فهو على نور من ربه (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِنْ نُورٍ).
إن المسلم لا ترهبه الصهيونية اليهودية الأمريكية بما تملكه من عدة وسلاح، وتسير عليه من ظلم وفجور؛ لأَنَّه يعلم أن العزة لله، ولرسوله، وللمؤمنين، فقوته يؤيدها وينصرها مالك الأرض والسماوات الخالق لكل شيء، والقادر على كُـلّ شيء، والمحيط بكل شيء، من بيده النصر والعزة والفلاح فمن كان يريد العزة (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا)، (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ).
إن شعب اليمن شعب الإيمان والحكمة وقائد المسيرة القرآنية آخذون بأسباب العزة والحكمة، رافعون راية الإسلام، مجاهدون؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله، وتحرير فلسطين بعزيمة المتوكلين على الله، المعتمدين عليه، سيوجهون إلى الصهيونية اليهودية وحاملات طائراتهم صفعات قوية تسقط بها أحلام الصهيونية اليهودية الأمريكية، وتحترق بها مدمّـراتهم وحاملات طائراتهم في البحار، كما تغرق بها أفكارهم وأجسامهم كما غرق فرعون، ويتبدد بذلك طغيانهم وفسادهم وظلمهم، ويتحرّر بها شعب فلسطين العربي المسلم والأقصى الشريف بإذن الله.
لقد جاءت الصهيونية اليهودية إلى بلد العرب والمسلمين من بلدان بعيدة بطراً وكبرياء يريدون محو الإسلام، واحتلال أرض المسلمين في فلسطين وسوريا ولبنان، والإضرار بعباد الله وأوليائه، وقتل الأطفال والنساء، وسفك الدماء، ترى أين حقوق الإنسان التي زعموها؟
وأين القانون الدولي الذي أشاعوا المحافظة عليه؟
وهل يأتي ذلك أَو يصح تصديقه من أمثال هؤلاء، الذين تلطخت أيديهم بالدماء واحتلوا أرض فلسطين؟
إن نور الإسلام وقوته ستبدد هذه الهمجية، والرعونة الذي تمارسها الصهيونية على مرأى ومسمع من الناس أجمعين.
وإن إشارة النصر وبشائره تلوح في الأفق، (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا).
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).