خليل الحية: الاحتلال فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه / أنصار الله تجاوزوا البعد الجغرافي وغيّروا معادلة الحرب والمنطقة

أعلن رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة ورئيس وفدها للمفاوضات الدكتور خليل الحية، مساء اليوم الأربعاء، عن الوصول لاتفاق وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة. مؤكدا أننا الآن أمام مرحلة جديدة في غزتنا الأبية هي مرحلة البناء والمواساة وإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار. مؤكدا أن معركة طوفان الأقصى  بدأت من أجل القدس وستبقى القدس والأقصى بوصلتنا وعنوان جهادنا ومقاومتنا، حتى التحرير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وقال د. خليل الحية: “نستذكر بكل كلمات الشكر والامتنان، كلَّ من وقف معنا في جبهات الإسناد في لبنان الشقيق والإخوة في حزب الله الذي قدم مئات الشهداء من القادة والمجاهدين على طريق القدس وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله وإخوانه في القيادة.

وأكد أن أنصار الله هم إخوان الصدق الذين تجاوزوا البعد الجغرافي وغيّروا من معادلة الحرب والمنطقة وأطلقوا الصواريخَ والمُسيَّرات على قلب العدو. مضيفا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمت المقاومة ولشعب الفلسطيني  وانخرطت في المعركة ودكت قلب الكيان في عمليتيْ الوعد الصادق . لافتا إلى ان المقاومة العراقية اخترقت كل العوائق لتساهم في إسناد فلسطين ومقاومتها ووصلت صواريخها ومسيّراتها إلى أراضينا المحتلة.

وأكد أن هذه اللحظة التاريخية من جهاد الشعب الفلسطيني ونضاله سيكون لها ما بعدها.. وخاطب أبناء غزة قائلاً: “نتوجه بكل عبارات الفخر والشموخ والثناء إليكم يا أهلنا وشعبنا في غزة الأبية تحية لكم، يا دُرّة الطائفة المنصورة، يا أهل غزة العظام، يا أهل غزة الكرام، يا أهل الشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، يا من صدقتم الوعد وصبرتم وتجرعتم الآلام ما سبقكم بها أحد، ولاقيتم ما لم يلاقه أحد، وأديتم الأمانة على حقها وأنتم أهلٌ لها، فديتم لحظة الفداء، وقدّمتم لحظة العطاء، وصبرتم في مواقع الصبر، وجاهدتم في مواطن الجهاد، ونلتم من الشرف أعظمَه بإذن الله”.

وأضاف: نقف في هذه اللحظة بالتحية والإجلال أمام قوافل الشهداء. شهداؤنا ارتقوا في أشرف معركة وأعظم للدفاع عن القدس والأقصى نقف بإجلال أمام القادة الشهداء إسماعيل هنية ويحيى السنوار  وصالح العاروري والإخوة في القيادة السياسية والعسكرية للحركة في القطاع.

ولفت إلى أن معركة طوفان الأقصى شكلت منعطفاً مهماً في تاريخ قضيتنا ومراحل مقاومة شعبنا العظيم وستستمر آثارُ هذه المعركة ولن تتوقف بانتهاء هذه الحرب فما حدث في السابع من أكتوبر من إعجاز وإنجاز عسكري وأمني قامت به نخبة القسام سيبقى مفخرةً لشعبنا ومقاومتنا تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل.

الاحتلال فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه السرية

وأوضح أن طوفان الأقصى أصاب كيان العدو في مقتل، وسيستعيد شعبُنا كامل حقوقه وسيندحر هذا الاحتلال عن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا عما قريب بإذن الله تعالى. لافتا إلى أن ما قام به الاحتلال وداعموه من حرب إبادةٍ وحشية، وجرائمَ نازيةٍ، ومعاداة للإنسانية، سيبقى محفوراً في ذاكرة شعبنا والعالم وإلى الأبد، كأبشع إبادة جماعية في العصر الحديث. وأضاف: “ستبقى الحرب وصمة عار على جبين الإنسانية والعالم الصامت المتخاذل ولن ينسى شعبُنا كل من شارك في حرب الإبادة، ونؤكد أن كل هؤلاء المجرمين سيلقون جزاء ما قدموا وفعلوا ولو وبعد حين”.

وتابع قائلا: ” بالرغم مما تعرض له شعبنا من أهوالٍ وشدائدَ تشيب لها الولدان فإننا نرفع رؤوسنا بمقاومتنا ونفخر بأبطالنا ومقاومينا، وبشعبنا الصابر ولن يرى عدوُّنا منا لحظة ضعف ولا انكسار”. وأضاف: “باسم كل الضحايا وكل قطرة دم سالت، وكل دمعة ألم وقهر: لن ننسى ولن نغفر، وليس منا ولا فينا من يفرط بحق كل هذه الآلام والتضحيات.

وأشار إلى أن هدف الاحتلال المبطن كان تصفية القضية وتدمير القطاع والانتقام من أهله وتهجيرَهم، وإنهاءَ آثار العبور المجيد في السابع من أكتوبر. مؤكدا أن الاحتلال فشل في تحقيق أيٍّ من أهدافه السرية أو المعلنة فقد ثبتَ شعبُنا في أرضه، لم يرحل أو يهاجر، وكان الدرعَ الحصينَ لمقاومته.

وبيّن أن أبناء القسام الأبطال الذين أذهلوا العالم أجمع ببطولاتهم وعملياتهم حتى آخر لحظة من لحظات هذه الحرب يقاومون بشرف وأخلاق فأبطال القسام نفذوا عمليات نوعية بجرأة لم ير العالم مثلَها واستبسال قل نظيره وهم يضعون العبوات ويطلقون القذائف وينصبون الكمائن وأثخنوا في العدو حتى جعلوا آلياتِ الاحتلال. كما أن أبناءَ سرايا القدس إخوةَ الدرب والسلاح وكانوا نموذجاً للمقاتل  الفدائي الحر، وباعوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن أجل وطنهم ودفاعا عن شعبهم.

العدو لن يهز اشعب الفلسطيني

وقال خليل الحية: “نُثبت اليوم أن الاحتلال لم ولن يهزم شعبَنا ومقاومتَه بفضل الله ومعيتِه ولم يحقق سوى الخرابِ  الدمارِ  والمجازرِ بحق شعبِنا، ولم يأخذ أسراه إلا باتفاق مع المقاومة . مضيفا أن صمودَ شعبِنا وعظيمَ تضحياتِه وبسالةَ مقاومتِه قد أجهض وأفشل أهداف الاحتلال. وأضاف: “نؤكد للعالم أننا شعب حر يبني ولا يهدم، ويعمّر ما دمره الاحتلال، و كما كان أهل غزة رجالاً في الحرب سيكونون رجالاً بعد الحرب .

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني أمام مرحلة المرحمة، فنتراحم فيما بيننا ونتكاتف ونحن قادرون بعون الله ثم بمساعدة الإخوة والأشقاء والمحبين والمتضامنين أن نبنيَ غزةَ من جديد وأن نخففَ من الآلام، ونداويَ الجراح، ونمسحَ على  رؤوس الأيتام. مؤكدا مواصلة الجهود مع الأشقاء في كل القوى والفصائل الفلسطينية لبناء وتعزيز الوحدة الوطنية، والمضي في إكمال الطريق لتحقيق أهدافنا الوطنية مؤكدا أن هذه المعركة بدأت من أجل القدس، وستبقى القدسُ والأقصى بوصلتَنا وعنوانَ جهادِنا ومقاومتِنا، حتى التحريرِ وإقامةِ الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس.

 

ثمرة صمود الشعب الفلسطيني

وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد أصدرت بيانا مساء اليوم الأربعاء، قالت فيه إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني العظيم ومقاومته الباسلة على مدار أكثر من 15 شهرًا من الصمود والتحدي.

وأكدت حماس أن هذا الاتفاق يُعد إنجازًا كبيرًا للشعب ومقاومته وأمته وأحرار العالم، وهو بمثابة محطة فاصلة في مسار الصراع مع العدو، ويشكل خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الشعب في التحرير والعودة. موضحة أن الاتفاق يأتي استجابة لمسؤوليتها تجاه الشعب الصابر في قطاع غزة، بهدف وقف العدوان الإسرائيلي ووضع حد للدماء والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرض لها أبناء القطاع.

وأعربت الحركة عن تقديرها العميق لكل المواقف المشرفة، الرسمية والشعبية، التي وقفت مع غزة وساهمت في فضح الاحتلال ووقف العدوان، سواء على الصعيد العربي، الإسلامي، أو الدولي.

قد يعجبك ايضا