«الانتقالي» مستدعياً الكيان الصهيوني: لم يتبقّ لكم سوى اليمن!

|| صحافة ||

في وقت يكافح فيه أبناء المحافظات الجنوبية لتأمين لقمة العيش جراء الاقتصاد المتدهور، وتهاوي سعر العملة المحلية، وتراجع الخدمات الحكومية إلى حد توقّف بعضها مثل الكهرباء، وفيما يشهد «المجلس الرئاسي» تصدعاً في هيكله السياسي، أطل رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي»، عيدروس الزبيدي، من «منتدى دافوس»، بمواقف عدائية إزاء صنعاء، محرّضاً “إسرائيل” والغرب على التخلّص من قيادة «أنصار الله» السياسية. وكعادته، عرض من جديد بندقية قواته للإيجار مجاناً، ومن دون مراعاة للمصلحة الوطنية، تماماً كما فعل سابقاً أثناء مشاركته مع «التحالف العربي»، وإنما هذه المرة كجزء من إستراتيجية غربية للحرب على اليمن، بحسب ما يقول نشطاء جنوبيون. وبدا موقف الزبيدي خارج السياق، في ظل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوقّف هجمات «أنصار الله» على العمق الإسرائيلي، والهجمات المتبادلة بينها وبين التحالف الأميركي – البريطاني. إلا أنه ليس غربياً على المكوّنات المشكِّلة لـ«المجلس الرئاسي» تقديم عروض للقوى الخارجية الإقليمية والدولية، وهي التي ما فتئت تسدي الخدمات مقابل أثمان زهيدة قائمة على المكاسب الشخصية والمنافع الحزبية.

وفي تصريح إلى صحيفة «الغارديان» البريطانية أدلى به على هامش مشاركته في «المنتدى الاقتصادي العالمي»، رأى الزبيدي أن على «الغرب أن ينتهز الفرصة لاستهداف قيادة الحوثيين»، مضيفاً أنه «لم يتبقّ لهم (الغرب وإسرائيل) سوى منطقة واحدة وهي اليمن. والآن هو الوقت المناسب لمواجهة الحوثيين ودفعهم إلى التراجع إلى مواقعهم». ودعا الإدارة الأميركية الجديدة إلى تصنيف «أنصار الله» منظمة إرهابية أجنبية، وأشاد بالرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، لإظهاره «قيادة حاسمة»، منتقداً إدارة سلفه، جو بايدن، بسبب ما وصفه بـ«الافتقار إلى الحزم». ووضع الزبيدي نفسه في خدمة أي مشروع يصب في خانة القضاء على قوة اليمن، بالقول «إننا على استعداد للعمل مع الجميع في هذا الشأن»، في تصريحات تشير إلى إمكانية حدوث بعض التعاون حتى مع إسرائيل، على حدّ تعبير «الغارديان».

 

أي هجوم على اليمن بحاجة إلى قرار أميركي كبير وحتى الآن لم تصدر عن ترامب أي إشارة تجاه صنعاء

ويتقاطع كلام الزبيدي مع التسريبات الإسرائيلية في وقت سابق حول خطة غربية للعدوان على اليمن، بمشاركة قوات محلية يمنية تتبع للتحالف السعودي – الإماراتي، واستعداد الحكومة في عدن لتقديم المشورة الاستخباراتية لكل من يشنّ هجمات على مواقع «أنصار الله». ومنذ التوقيع على «اتفاقات أبراهام» بين الإمارات وإسرائيل، تَعزّز التواصل الأمني بين كل من تل أبيب و«المجلس الانتقالي الجنوبي» عبر البوابة الإماراتية؛ إذ تشكّل سيطرة «الانتقالي» على بعض المواقع الحيوية في اليمن، وخصوصاً جزيرة ميون في باب المندب وأرخبيل سقطرى في المحيط الهندي ومواقع أخرى، مورد جذب لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، والتي تنشط في المحافظات الجنوبية بغطاء إماراتي. كما تصف الصحف إلاسرائيلية جماعة «الانتقالي» بـ«الأصدقاء السريين» الجدد في اليمن.

إلا أن مصادر مطلعة تقلّل، في تصريحات إلى «الأخبار»، من قيمة تصريحات الزبيدي، واصفة إياها بـ«العبثية»، معتبرة أن «أي هجوم على اليمن بحاجة إلى قرار أميركي كبير، في وقت ترفع فيه الإدارة الأميركية الجديدة شعار وقف الحروب. وإلى هذه اللحظة، لم تَصدر عن دونالد ترامب أي إشارة تجاه اليمن». وتضيف المصادر: «فضلاً عن ذلك، فإن الانتقالي المموّل كلياً من دولة الإمارات ويتخذ قادته من أبو ظبي مقراً لإقامتهم، ليس مستقلاً في قراره في أي تفصيل، عن الإدارة السياسية للإمارات، فكيف إذا كان الأمر بحجم زج القوات البرية في هجوم على الشمال اليمني كجزء من مشروع إستراتيجي غربي للعدوان على البلد؟». وتتابع: «أما إذ كان عرض الزبيدي مقابل كسب تأييد القوى الغربية لانفصال المحافظات الجنوبية عن صنعاء، فإن البيئة الإقليمية، ولا سيما في السعودية، صاحبة القرار الأول في هذا الشأن، ترفض حتى الآن انفصال الجنوب. ويدرك الجميع، وخصوصاً قادة دولة الإمارات، أن أي استخدام للقوى المحلية المرتبطة بهم في المحافظات الجنوبية سيعتبر من قبل صنعاء إعلان حرب، سيضطرّها إلى الرد على العواصم المشغّلة لهذه القوى».

 

الاخبار اللبنانية: لقمان عبدالله

قد يعجبك ايضا