شهادات قاسية عن أبشع أساليب تعذيب وتجويع أسرى غزَّة في سجون العدو
موقع أنصار الله – متابعات – 5 شعبان 1446هـ
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أنّ شهادات غير منتهية تعكس مستوى جرائم التّعذيب المستمرة بحقّ معتقلي غزة في معسكرات وسجون العدو الصهيوني، وذلك استناداً لمجموعة من الزيارات التي تمت مؤخراً لـ11 معتقلاً من غزة، في معسكرات (سديه تيمان، نفتالي، وعناتوت، وسجن النقب).
ووفقاً للهيئة والنادي فقد روى المعتقلون ما تعرضوا له من عمليات تعذيب وإذلال وتنكيل خلال عمليات اعتقالهم من غزة، وفترات التحقيق القاسية، إلى جانب ذلك نقلت الطواقم القانونية، تفاصيل إحضارهم إلى الزيارة التي تعكس مستوى الإذلال الذي يتعرض له المعتقلون، تحديدا عملية تقييدهم المستمرة من الأطراف، وكيفية تحويل حاجات الأسرى إلى أداة للتعذيب والتنكيل، وتناول نوع من أنواع التحقيق أو ما يعرف بتحقيق (الديسكو).
واستعرضت بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، أبرز ما تضمنته هذه الزيارات من شهادات، تؤكّد مجمل الجرائم الممنهجة التي رصدتها المؤسسات، ونقلها المعتقلون بعد تحررهم، وهي جرائم ممتدة تاريخياً، إلا أنّ مستواها تصاعد بشكل -غير مسبوق- بعد الحرب.
بحسب إفادة المحامية التي زارت أحد المعتقلين، “أُحضر المعتقل (ي.ف) إلى الزيارة، وقد تعمد الجندي سحبه بطريقة مهينة من سترته التي بدت أكبر من حجمه بكثير، ولم يتمكن المحامي من رؤية وجه المعتقل إلا بعد أن أزال العصبة عن عينيه، وفي حينه بدا على الأسير استغرابه من الضوء”.
“وقد روى المعتقل أنه تعرض في معسكر (سديه يتمان)، لتحقيق (الديسكو) وهو التحقيق الذي يتعرض فيه المعتقل للموسيقى الصاخبة بشكل مستمر لمدة يومين، وبعد 30 يوماً عقدت له جلسة محاكمة، مدتها 5 دقائق، ولم يفهم من الجلسة أي تفصيل أو سبب لاعتقاله”.
وأكّد المعتقل (ي.ف) أنّ ظروف الاعتقال في معتقل (عناتوت)، حيث يبقى المعتقلون معصوبي الأعين ومكبلين الأيدي طوال الوقت، ويمنع على أي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر.
أما المعتقل (م.ي)، فلم يكن يدرك مكان احتجازه إلا بعد أن أبلغته المحامية بذلك، بسبب بقائه معصوب الأعين ومكبل الأيدي طوال الوقت.
وأفاد بأن معسكر (عناتوت) شديد البرودة، ويُمنع المعتقلون من الحديث، ويجبرون على الجلوس في وضعيتين فقط: إما على الركب أو على المؤخرة طوال ساعات النهار. كما تُستخدم الحاجة لقضاء الحاجة وسيلةً للإذلال، حيث يُعاقب المعتقلون الذين يطلبون الذهاب إلى الحمام بإجبارهم على الجلوس على الركب لفترة طويلة دون فراش، مع رفع البنطال حتى الركبة لتلامس الأرض، وتكبيل أيديهم خلف الرأس.
أما على صعيد الطعام، فهو قليل جدًا ويقتصر على لقيمات، ويُسمح لهم بالاستحمام مرة واحدة أسبوعيًا، فيما يتم تبديل ملابسهم مرة واحدة شهريًا. كما يُحرم المعتقلون من الصلاة أو الوضوء، ومن يُضبط وهو يصلي أثناء الجلوس يتعرض للعقاب.
وفي زيارة لأحد المعتقلين في معسكر (سديه تيمان)، أفاد المعتقل (م.م) بأنه تعرض للضرب المبرح خلال عملية اعتقاله، ما تسبب له بكسور في أضلاعه.
وبعد مرور ثلاثة أشهر على اعتقاله، لا يزال يعاني من آلام في صدره، ولم يُعرض على أي محاكمة حتى الآن.
وأوضح أن كل 55 أسيرًا يتشاركون ثلاث قطع من المحارم فقط، مؤكدًا أن بعض المعتقلين الذين أُحضروا حديثًا إلى المعسكر تعرضوا للضرب.
في سجن النقب، تركزت إفادات الأسرى حول جريمة التجويع وعمليات الإذلال المستمرة، إضافة إلى انتشار مرض الجرب “السكابيوس”.
وأفاد أحد المعتقلين بأنهم يبقون في حالة جوع دائم بسبب تلاعب إدارة السجن بمواعيد تقديم الطعام القليل أصلًا.
كما أشار بعض المعتقلين إلى أنهم لم يُزودوا بمقصات الأظافر منذ شهرين، ولم تُوفر لهم ماكينات الحلاقة. حتى اليوم، لا يوجد تقدير دقيق لعدد المعتقلين من غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال، لكن المعطى الوحيد المتوفر هو ما أعلنته إدارة سجون الاحتلال في يناير الماضي، حيث صنفت (1886) معتقلًا على أنهم “مقاتلون غير شرعيين”، بينهم ثلاث أسيرات محتجزات في سجن (الدامون)، وعشرات الأطفال في سجن (مجدو) ومعسكر (عوفر).
واستحدث الاحتلال معسكرات خاصة لاحتجاز معتقلي غزة إلى جانب السجون المركزية، من بينها معسكر (سديه تيمان)، ومعسكر (عناتوت)، ومعسكر داخل سجن (عوفر)، إضافة إلى معسكر (نفتالي)، وقد يكون هناك معسكرات أخرى غير معلن عنها.
شكّلت شهادات المعتقلين تحولًا بارزًا في كشف مستوى توحش العدو الصهيوني، حيث وثّقت جرائم تعذيب وتنكيل وتجويع، إلى جانب الاعتداءات الطبية الممنهجة، والانتهاكات الجنسية، واستخدام الأسرى كدروع بشرية.
شكّل معسكر (سديه تيمان) عنوانًا بارزًا لجرائم التعذيب الممنهجة، بما في ذلك اعتداءات جنسية، وفق شهادات معتقلين أُفرج عنهم. وأدت هذه الجرائم إلى استشهاد العشرات من المعتقلين، عدا عن عمليات الإعدام الميداني.
وأعلنت المؤسسات المختصة عن استشهاد (37) معتقلًا من غزة، من بين (58) أسيرًا استشهدوا منذ بدء الحرب، فيما يواصل العدو الصهيوني إخفاء بقية أسماء الشهداء.