القائد يرفع مستوى حضور الجبهة اليمنية في الصراع مع العدو: “لن نتفرج على تهجير الفلسطينيين”

|| صحافة ||

رفع السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، درجة انخراط جبهة الإسناد اليمنية لغزة في الصراع مع العدوّ الصهيوني إلى مستوى جديد يعكس اندفاعًا كَبيرًا في تثبيت الدور المتقدم والرئيسي لليمن في حاضر ومستقبل المواجهة؛ مِن أجلِ الحفاظ على مكاسب المراحل الماضية، بما في ذلك مكاسب “طوفان الأقصى” وحرمان العدوّ من أية فرصة للتخلص من تلك المكاسب أَو تأثيراتها على مسار الصراع.

 

اليمن يتولَّى مسؤولية التصدّي لمخطّط التهجير:

السيد القائد فجر مفاجأة جديدة صادمة لجبهة العدوّ، الخميس، من خلال الإعلان عن الاستعداد للتدخل عسكريًّا وبكل الإمْكَانات المتاحة لمواجهة أية محاولة لتنفيذ مخطّط تهجير الفلسطينيين من غزة، والذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخّرًا، ووجه الأنظمة العربية بقبوله.

هذا الإعلان عكس تصاعدًا كَبيرًا لدور جبهة الإسناد اليمنية لغزة، إذ بات واضحًا أن القيادةَ اليمنية حريصة على عدم تفويت أية فرصة للحضور في قلب المشهد ومواكبة كُـلّ التفاصيل بأقصى طريقة فعالة ممكنة، وهو ما كان قد برز بشكل جلي من خلال دور “المراقبة” لوقف إطلاق النار، وهو الدور الذي أكّـد السيد القائد أن جاهزية اليمن لممارسته قد وصلت إلى حَــدّ الاستعداد للتدخل “الفوري” بالعمليات العسكرية على مختلف المسارات للرد على أي خرق صهيوني أَو أمريكي.

ومن المهم الإشارة إلى أن إعلان السيد القائد عن الاستعداد للتدخل العسكري لمواجهة مؤامرة التهجير، انطلق من واقع “الضرورة” لا الاستعراض، بالنظر إلى الخطورة الكبيرة التي مثلها إعلان ترامب الوقح، وإصراره على المضي فيه من خلال الضغط على الدول العربية، بالإضافة إلى عدم بلوغ رد الفعل العربي المستوى المطلوب من الصرامة والحزم، فبيانات الرفض العربية للمؤامرة حملت في طياتها فجوات خطيرة تترك إمْكَانية للمساومة على ذلك الرفض، وتتيح لإدارة ترامب اتِّخاذ مسارات التفافية أُخرى لإيقاع الدول العربية في فخ الموافقة على تنفيذ المشروع بشكل غير مباشر من خلال التدرج فيه أَو تأجيله إلى مرحلة معينة، أَو تقديم تنازلات أُخرى تساعد على الوصول إليه مستقبلًا، وهو ما حذر السيد القائد منه بشكل صريح في خطابه الأخير.

وقد حرص السيد القائد في هذا السياق على توجيه القوات المسلحة اليمنية بشكل معلن برفع مستوى جاهزيتها واستعداداتها لاتِّخاذ الخيارات العسكرية المطلوبة للرد على أية محاولة للمضي في خطة التهجير، وهو توجيه يعكس حجم “الضرورة” التي ينطلق منها هذا الموقف، والحاجة الماسة إلى تثبتيه كواقع ملموس لردع الأعداء في ظل ضعف الموقف العربي والإسلامي الذي من شأنه أن يغري الأمريكيين والصهاينة بعدم التراجع.

هذا أَيْـضًا ما ظهر بوضوح من خلال إعلان الرئيس المشاط، عن جاهزية القوات المسلحة لتنفيذ توجيهات السيد القائد، حَيثُ عزز ذلك الإعلان جدية توجّـه القيادة اليمنية، وأزال أي أوهام لدى العدوّ.

وظهر ذلك أَيْـضًا بوضوح من خلال دعوة السيد القائد لجماهير الشعب اليمني إلى الاحتشاد المليوني، الجمعة، لدعم خيارات المواجهة، وهو ما سيشكل دلالة إضافية واضحة إلى الجدية في قرار العودة إلى حالة التصعيد المفتوح المسنود شعبيًّا، سواء لمواجهة مؤامرة التهجير، أَو للرد على خرق اتّفاق وقف إطلاق النار.

 

الرسالة وصلت:

ردود الأفعال الأولية في وسائل إعلام ومراكز أبحاث جبهة العدوّ عبرت عن وصول رسالة القيادة اليمنية بوضوح، حَيثُ تصدر إعلان السيد القائد بشأن خطة التهجير وقبله الإعلان عن الاستعداد للتدخل الفوري للرد على أية خروقات للاتّفاق، واجهات مختلف وسائل الإعلام “الإسرائيلية”، واعتبرته إحدى الصحف العبرية بأنه دلالة على أن اليمنيين “لا يخافون من ترامب”.

وفي هذا السياق أَيْـضًا قالت “مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات” وهي منظمة ضغط أمريكية داعمة لـ “إسرائيل”، إن على صناع القرار في كيان العدوّ “الانتباه إلى التحذيرات من أن الحوثيين سيستأنفون ضرب “إسرائيل” إذَا اندلعت الصراعات في غزة” حسب قولها، وذلك؛ لأَنَّ اليمن “قد أثبت أنه يشكل تهديدًا واضحًا” وأنه ” قادر على تنفيذ هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ ضد “إسرائيل” الواقعة على بعد أكثر من 1000 ميل” مشيرة إلى أن بروز اليمن كطرف في الصراع خلال معركة طوفان الأقصى “كان تطورًا مفاجئًا لمعظم خبراء الشرق الأوسط”.

 

تصاعد تأثير الجبهة اليمنية لا يتوقف:

الدور الجديد الذي باتت جبهة الإسناد اليمنية تلعبه من خلال تحمل مسؤولية التصدي لمخطّط التهجير، يرسل رسالة أُخرى واضحة لجبهة العدوّ بأن المسار التصاعدي لتأثير الجبهة اليمنية في الصراع لا يزال مُستمرّا ولم يتوقف بعد وقف إطلاق النار، ولم يتأثر بالمساعي والضغوط الانتقامية مثل قرار التصنيف الجديد الذي اتخذته إدارة ترامب.

والحقيقة أن وسائل إعلام ومراكز أبحاث جبهة العدوّ كانت قد أكّـدت على ذلك مسبقًا، حَيثُ كانت العديد من التقارير والتحويلات قد أكّـدت بشكل صريح خلال الفترة الماضية على أن التهديد الذي يشكله اليمن على كيان العدوّ الصهيوني وعلى مصالح الولايات المتحدة لن يتغير بعد وقف إطلاق النار في غزة، وبعد قرار التصنيف الأمريكي، وأن المأزق المعقد للغاية الذي واجهته جبهة العدوّ في التعامل مع اليمن خلال معركة طوفان الأقصى لا يزال قائمًا ولم يتغير، وهو ما يعني أن الأفق مفتوح أمام تصاعد دور وتأثير جبهة الإسناد اليمنية للشعب الفلسطيني.

وقد عبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” هذا الأسبوع عن تصاعد الدور اليمني في الصراع بالقول: إن اليمن يسعى لأن يصبح “الجبهة الرئيسية” ضد كيان العدوّ، في ظل فشل كُـلّ محاولات ومساعي الردع “الإسرائيلية” والأمريكية.

ومع تصاعد دور جبهة الإسناد اليمنية لغزة، فَــإنَّ واقع انهيار “الردع” الأمريكي والصهيوني في مواجهة اليمن يزداد تثبيتًا؛ لأَنَّ ارتفاع سقف حضور هذه الجبهة في تفاصيل الصراع يخلق ضغوطًا متزايدة بشكل مُستمرّ على جبهة العدوّ ويحرمها من أية فرصة لعزل اليمن عن المشهد بطريقة تساعد على التعامل معه، وهي الفرصة التي فشلت الولايات المتحدة في إيجادها خلال معركة طوفان الأقصى.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا