المُخا لم تسقط… ومعركة الساحل تتجه إلى التغيير
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||رشيد الحداد / الاخبار اللبنانية
يواصل طيران تحالف العدوان بقيادة السعودية استهداف مدينة المُخا وعدد من مناطق الساحل الغربي في اليمن، التي تقول القوات الموالية لـ«التحالف» مراراً إنها سيطرت عليها أكثر من مرة. وفي خلال اليومين الماضيين، شملت سلسلة الغارات الجوية مناطق سبق أصلاً أن أعلن «التحالف» السيطرة عليها كلياً.
مصدر عسكري في مديرية المخا، قال لـ«الأخبار»، إن «معركة الساحل الغربي لم تتوقف حتى الآن»، مشيراً إلى أن طيران العدوان شن أكثر من عشرين غارة على منطقة ومعسكر العمري في ذوباب، كان آخرها غارتان استهدفتا محيط المعسكر الذي لا يزال تحت سيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» التابعة لـ«حركة أنصار الله».
وأكد المصدر أن الجيش و«اللجان» تمكنا أول من أمس من تفجير طقم وناقلة جند لتحالف العدوان في منطقة الميزان شرق المخا في «كمين محكم أدى إلى مقتل منها كان فيهما»، لافتاً في السياق نفه إلى إطلاق صاروخ «زلزال 2» على تجمعات موالية للعدوان في منطقة واحجة في المخا.
ورغم حديث العدوان عن سيطرته على ميناء المخا، فإن العمليات العسكرية متواصلة في المدينة، ولم يعد أي من النازحين إلى منازلهم، فيما تتهم مصادر محلية وناشطون حقوقيون العدوان باللجوء إلى قصف أبراج المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسكية في المخا والمناطق القريبة منها بهدف عزل المديرية عن المحيط الخارجي.
وكانت قوات موالية لدولة الإمارات، الشريك الثاني كُبراً في «التحالف»، قد اقتحمت في التاسع من الشهر الجاري فرع «الاتصالات» في المخا، وأوقفت محطة بث الهاتف الخليوي لشركة «يمن موبايل» وشبكة الهاتف الأرضي.
وبعد تحذيرات من تعرض المزارات والأضرحة الدينية في المخا لاستهداف من المسلحين المتطرفين، الذين استعانت بها القوات الإماراتية في معركة الساحل الغربي، نقل مصدر محلي في تعز حادثة اعتداء مسلحين سلفيين على قبة الشيخ الشاذلي (مؤسس إحدى الطرق الصوفية) التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 821 هجرية، وهي حادثة رأت فيها مصادر قبلية أنها تمهد لفتنة طائفية يريدها العدوان أن تشتعل.
واللافت أن الصراع المحتدم بين الأطراف الموالية للإمارات، والأخرى الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي المتحالف مع حزب الإصلاح الإخواني في مدينة عدن (راجع عدد الأمس)، كان له تأثير كبير في سير مواجهات الساحل الغربي.
القوات الموالية لـ«الإصلاح»، التي تولت الهجوم على الجيش و«اللجان الشعبية» في جبهات الوازعية ومقبنة، وهي مناطق لها أهمية كبيرة لأنها تكشف قوات العدوان من الخلف، تراجعت عملياتها، كما انحسرت مواجهات الساحل الغربي في مديريات ذوباب والمخا بعد انسحاب مجاميع كبيرة من عناصر «الحراك الجنوبي» الموالية لأبو ظبي، وعودتها إلى عدن.
وهؤلاء استُبدل بهم مسلحون ينتمون إلى السلفية الجهادية، وهو ما قد يغير مسار معركة الساحل، كما ترى مصادر عسكرية.
وكانت قيادات في «الحراك الجنوبي» قد اتهمت هادي ونائبه علي محسن الأحمر الموالي، بالزج بالقوات المحسوبة على «الحراك» ــ تطالب بفك ارتباط الجنوب بالشمال ــ في معركة المخا بهدف استنزاف قدراتها البشرية والمادية.