اعتراف أمريكي رسمي بانتصار اليمن في معركة البحر الأحمر
|| صحافة ||
عقبَ أشهر طويلة من العمليات العسكرية البطولية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، ضد الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن؛ دعمًا وإسنادًا للمستضعفين من أبناء الشعب الفلسطيني، وإخضاع السفن الأمريكية والبريطانية للقرار اليمني وإجبارها على تغيير مساراتها، وتكبيدها خسائرَ فادحة في الوقت والتكاليف، اعترفت أمريكا رسميًّا بالفشل الذريع والانتصار الكبير لليمن.
وتزامنًا مع العدوان الأمريكي الإجرامي في استهداف المنشآت والأعيان المدنية ومنازل المواطنين في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات؛ دعمًا للكيان الصهيوني، أقرت الولايات المتحدة بنجاح وتأثير العمليات اليمنية في البحر الأحمر، وكسر هيبة الشيطان الأكبر وقوى الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”.
وفي اعتراف ضمني، أكّـد البيت الأبيض في بيان رسمي بأنه عند بدء العمليات العسكرية اليمنية البطولية الداعمة للمظلومين في غزة عام 2023، انخفضت حركة مرور السفن الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن من 25 ألف سفينة إلى 10 آلاف فقط؛ مما أَدَّى إلى أزمة خانقة في إمدَاداتها، كما اعترفت بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكّنوا من حماية سفنهم؛ ما اضطر 75 % منها لتغيير مسارها حول إفريقيا، وهو ما يضيف أكثر من عشرة أَيَّـام إلى مدة الرحلات ويرفع تكاليف الشحن بمعدل مليون دولار لكل رحلة.
وتعكس تصريحات البيت الأبيض حجم الفشل العسكري الأمريكي، حَيثُ تعترف واشنطن بأن قوات البحرية اليمنية نفذت 174 عملية ناجحة على سفنها الحربية، و145 عملية أُخرى ضد السفن التجارية الأمريكية المتجهة للكيان الصهيوني.
ولفت البيان الصادر عن البيت الأبيض فجر الأحد، 16 مارس، إلى أن الدفاعات الأمريكية لم تتمكّن من منع الضربات اليمنية المتصاعدة، مؤكّـدًا إصابة عدد من السفن والقطع الحربية.
وعلى الرغم من الدعاية التي تروج لها الإدارة الأمريكية، يؤكّـد البيت الأبيض أن واشنطن فشلت في تشكيل تحالف دولي لوقف العمليات اليمنية، حَيثُ فضّلت الدول الأُورُوبية الانسحاب من البحر الأحمر بدلًا من الدخول في مواجهة خاسرة مع اليمنيين، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمكّنت من إدخَال البحرية الأمريكية في حالة استنزاف مُستمرّ، حَيثُ تُجبر على اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل يومي دون أي نجاح في وقف التهديد المتصاعد؛ الأمر الذي يكشف بأن القوات المسلحة اليمنية نجحت في فرض معادلة ردع غير مسبوقة، إذ أصبح الوجود الأمريكي في البحر الأحمر مكلفاً وخطيرًا.
وفي ذات السياق قال تقرير نشره موقع “gCaptain”، وهو منصة إخبارية أمريكية متخصصة في الشؤون البحرية والتجارة العالمية، إن قناة السويس أصبحت فعليًّا غير متاحة للسفن التجارية الأمريكية أَو تلك المرتبطة بحلفاء “إسرائيل”، في ظل استمرار العمليات العسكرية اليمنية ضد سفن الكيان.
وأوضح التقرير الصادر، الأحد، أن العمليات اليمنية التي بدأت قبل أكثر من 15 شهرًا، أَدَّت إلى تغيير جذري في ديناميكيات أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
ونقل التقرير عن ترامب، في منشور له على منصة “تروث سوشيال” قوله: إن “أكثر من عام مر دون أن تتمكّن سفينة تجارية أمريكية من العبور بأمان عبر البحر الأحمر أَو قناة السويس”، منتقدًا إدارة الرئيس السابق جو بايدن التي وصفها بأنها “ضعيفة” في التعامل مع الوضع، غير أن هذا الانتقاد هو محاولة للتغطية على فشل المنظومة الأمريكية بشكل عام، ومحاولة تقليص وقع الهزيمة باتّهام سياسات معينة للرئيس السابق بايدن.
وأوضح التقرير أن اليمنيين نجحوا في منع السفن الإسرائيلية والأمريكية من المرور عبر البحر الأحمر؛ مما أجبر شركات كبرى مثل “ميرسك” و”إم إس سي” على تغيير مساراتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول وأكثر تكلفة، حَيثُ أَدَّت العمليات اليمنية إلى تكبيد واشنطن وتل أبيبت خسائر اقتصادية فادحة، وهو ما يشكل ضربة قاصمة وفشلًا ذريعًا لمن تدّعي بأنها قوى عظمى وطردها بعيدًا عن أهم ممر حيوي مائي في العالم.
وبحسب التقرير، فَــإنَّ عملية ما يسمى “حارس الرخاء”، التي قادتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة منذ ديسمبر 2023، لم تحقّق نجاحًا كَبيرًا في وقف العمليات اليمنية، كما أن الدول الأُورُوبية، مثل فرنسا وإيطاليا، أطلقت عملية “أسبايدس” لحماية سفنها، لكنها لم تستطع تقديم حَـلّ شامل؛ بسَببِ قيود قدراتها البحرية.
وشكك التقرير في قدرة ترامب على تغيير الواقع الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية، مُشيرًا إلى أن “التحديات اللوجستية، مثل محدودية عدد المدمّـرات الأمريكية المتاحة وصعوبة إعادة تسليحها بسرعة، قد تعيق تنفيذ أية خطة لترامب”.
واختتم الموقع الأمريكي تقريره بتسليط الضوء على التحول الإجباري في الخطاب الأمريكي، حَيثُ اعترف صراحة بفقدان السيطرة على البحر الأحمر، متسائلًا: “هل ستنجح أمريكا في استعادة نفوذها في البحر الأحمر وهذا الممر الاستراتيجي؟، أم أن الوضع قد تجاوز نقطة اللاعودة؟”.
صحيفة المسيرة: هاني أحمد علي