اليمن يستأنف التصعيد ضد الكيان الصهيوني من أعلى مستوياته: سقوط أهداف العدوان الأمريكي
|| صحافة ||
بعد أقل من 24 ساعة على عودة العدوان ضد غزة واستهداف الحاملة “ترومان” للمرة الثالثة:
– “فلسطين2” يقصف قاعدة “نيفاتيم” ويضع الصهاينة أمام مأزق التهديد اليمني من جديد
– اضطراب الملاحة الجوية في أجواء فلسطين المحتلّة وتسجيل إصابات بين قطعان المستوطنين
استأنفت القوات المسلحة عملياتِها ضد العدوّ الصهيوني، بعدَ أقلَّ من 24 ساعة على استئناف عدوانه الوحشي على قطاع غزة منقلبًا على اتّفاق وقف إطلاق النار بدعم أمريكي معلَن، وأكّـد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن عودة العمليات اليمنية ستكون بأعلى مستوياتها، وهو ما يجدد التأكيد على فشل العدوان الأمريكي الجديد على اليمن في تحقيق هدف تحييد الجبهة اليمنية وتقليل تأثيراتها.
وأعلنت القوات المسلحة في بيان عسكري مساء الثلاثاء، أنها نفذت عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الصهيوني بصاروخ بالستي فرط صوتي من نوع (فلسطين2) مؤكّـدة تحقّق هدف العملية، كما أعلنت أنها “ستوسِّعُ من دائرةِ الأهداف في فلسطينَ المحتلّةِ خلالَ الساعاتِ والأيّام المقبلةِ، ما لم يتوقفِ العدوانُ على غزة”.
وَأَضَـافَ المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن “اليمنَ -قيادةً وشعبًا وجيشًا- لن يقفَ مكتوفَ الأيدي وهو يرى كُـلّ هذه المجازرِ بحقِ إخوانِنا في غزةَ”، وأن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ بعونِ اللهِ تعالى ستُسخرُ كافةَ قدراتِها وإمْكَانياتِها؛ دفاعًا ونصرةً للمظلومينَ في فلسطينَ حتى تتوقفَ هذه الجرائمُ بحقِّ إخوانِنا في غزة”، كما أكّـد “الاستمرار في التصدي للعدوِّ الأمريكيِّ المجرمِ وكذلكَ في منعِ الملاحةِ الإسرائيليةِ حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ وإدخَال المساعداتِ إلى قطاعِ غزة”.
وجاءت العملية العسكرية بعد أقلَّ من 24 ساعة على استئناف العدوان الصهيوني الوحشي ضد قطاع غزة وارتكاب مجازر أَدَّت إلى ارتقاء مئات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال، في خطوة أكّـدت المقاومة الفلسطينية أنها “انقلاب” صهيوني على اتّفاق وقف إطلاق النار الذي كان العدوّ يريد تجنب الدخول في مرحلته الثانية للتهرب من التزامات إنهاء الحرب ورفع الحصار وإعادة الإعمار والانسحاب من غزة.
وجاء استهدافُ قاعدة “نيفاتيم” الصهيونية تطبيقًا للمعادلة الاستراتيجية التي أعلنها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وشدّد عليها في أكثر من مناسبة سابقة بشأن الاستعداد للتدخل العسكري الفوري في حال عودة العدوان على غزة، وهي المعادلة التي حاولت الولايات المتحدة تقويضها من خلال شن العدوان الجديد على اليمن قبل استئناف التصعيد ضد غزة، حَيثُ بات من الوضح أن التحَرّك الأمريكي جاءَ بهَدفِ إشغال اليمن وإعاقته عن العودة إلى مساندة الشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، كتب كبير استشاريي شركة (إي أو إس ريسك جروب) البريطانية الأمنية، مارتن كيلي، أن “التنسيق” بين العدوان على اليمن والعدوان على غزة كان هدفه “تقليل خطر” عودة العمليات اليمنية ضد كيان العدوّ.
لكن العملية العسكرية ضد قاعدة “نيفاتيم” الجوية كشفت فشل المسعى الأمريكي بوضوح، حَيثُ كشفت العملية أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يؤثر على استعداد القوات المسلحة للتدخل بشكل سريع للرد على التصعيد الصهيوني، وبالتالي لم يؤثر على القدرات اليمنية، وهو أَيْـضًا ما أكّـده السلاحُ المستخدم في العملية، والذي كشف بوضوح قدرة صنعاء على البدء من حَيثُ انتهت مرحلة الإسناد السابقة.
هذا أَيْـضًا ما رسّخه تأكيدُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الثلاثاء، على أن استئناف التصعيد العسكري ضد العدوّ الصهيوني سيكون “بأعلى المستويات” توازيًا مع التصدي للعدوان الأمريكي، وهو ما يعني أن القوات المسلحة ستنشط على مساراتٍ متزامنة تشمل الضربات الصاروخية والجوية المباشرة على كيان العدوّ، وَأَيْـضًا الحظر البحري على الملاحة الصهيونية والأمريكية، ثم استهداف السفن الحربية الأمريكية؛ رَدًّا على العدوان، بالإضافة إلى “خيارات أُخرى” سبق أن تم التلويح بها في حال استمرار العدوان الأمريكي.
وقد جسَّدت القوات المسلحة هذا التأكيد عمليًّا، حَيثُ جاءت عمليةُ استهداف قاعدة “نيفاتيم” الجوية، بعد قرابة نصف يوم على استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس هاري ترومان) ومدمّـرة أمريكية للمرة الثالثة خلال 48 ساعة، في عملية استباقية قالت القوات المسلحة إنها نفذت بثلاثة صواريخَ مجنحة وست طائرات مسيرة، وأسفرت عن إفشال هجوم عدواني جديد على اليمن، وإجبار القطع الحربية الأمريكية على التراجع إلى شمال البحر الأحمر.
ووفقًا لوسائل إعلام عبرية فقد دوَّت صافراتُ الإنذار؛ بسَببِ الضربة الصاروخية اليمنية في العديد من الأراضي الفلسطينية المحتلّة بما في ذلك منطقة “ديمونا” الصناعية، وبئر السبع، ونيفاتيم، وقد وثَّقت مشاهدُ مصوَّرة إلغاءَ حَلْفِ تخرج لدفعة من ضباط الجيش الإسرائيلي، أثناء وقوع الهجوم، ولجوئهم إلى الانبطاح على الأرض، في الوقت الذي أشَارَت فيه تقارير إلى تعطُّل حركة الملاحة الجوية فوق أجواء الأراضي المحتلّة لفترة من الوقت.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن الإسعاف التابع للعدو الصهيوني عن تسجيل إصابات بين قطعان المستوطنين أثناء هروبهم إلى الملاجئ.
وتعيد هذه التأثيراتُ العدوّ الصهيوني مباشرة إلى المأزق الكبير الذي لم يستطع التعامل معه في الأشهر التي سبقت وقف إطلاق النار، عندما تسببت الضرباتُ الصاروخية والجوية شبه اليومية بتعطيل حياة المستوطنين الصهاينة، ودفعهم بالملايين إلى الملاجئ كُـلّ ليلة، واضطراب حركة النقل الجوي، وهبوط أسهم البورصة، وسط حالة فشل فاضحة للدفاعات الجوية، وإخفاق تامٍّ لسلاح الجو الصهيوني على مستوى الدفاع والهجوم، مع العجز حتى عن السيطرة على الرواية الإعلامية بشأن التهديد.
وقد أقرَّ مسؤولٌ أمني صهيوني للقناة العبرية الثانية عشرة مؤخّرًا بأن تلك التأثيراتِ كان لها دورٌ مهمٌّ في دفع العدوّ نحو القبول بوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وفي ظل ثبوتِ قدرةِ القوات المسلحة على مواكبة التصعيد الأمريكي والإسرائيلي معًا بعمليات مكثّـفة ذات تأثيرات مباشرة على عدة مسارات، فَــإنَّ الجبهة اليمنية تبرهنُ مجددًا أنها ليست فقط عصية على “الردع” بل وأن الأفقَ مفتوحٌ لتزايد فعالية نشاطها وحضورها في ميدان الصراع، الأمر الذي يحرم العدوّ من امتلاك زمام السيطرة على مجريات المعركة ويجعل أهدافه من استئناف العدوان على غزة مستحيلة التحقّق مرة أُخرى، وهي مشكلةٌ سرَعانَ ما ستفرض وقفَ إطلاق النار كحل وحيد أمام جبهة العدوّ، الأمر الذي سيكرِّسُ مفاعيلَ الواقع الجديد الذي شكّله انخراطُ اليمن في الصراع، كجبهة ضاغطة، وكعُقدة جيوسياسية وأمنية غيرِ مسبوقة للعدو.
صحيفة المسيرة