هذه هي الحكايةُ باختصـار

موقع أنصار الله ||مقالات ||الشيخ عبدالمنان السنبلي

لو كان العدوانُ الأمريكي على اليمن جاء قبل تحديد اليمن مُهلة الأربعة أَيَّـام، لكنت ـ ربما ـ تفهَّمت ما يطرحه كثيرٌ من المحللين السياسيين من أن هذا العدوان الأمريكي على اليمن ما هو إلا مُجَـرّد رسالة شديدة اللهجة لإيران..

لكن أن يأتيَ هذا العدوان بعد إعلان اليمن البدء تنفيذَ حصار بحري على التجارة الإسرائيلية في البحرَين الأحمر والعربي وخليج عدن حتى يتم إدخَالُ المساعدات إلى غزة، فهذا يدل، وبما لا يدع مجالًا للشك، على أن هذا العدوان ما هو إلا محاولةٌ أمريكية لإفشال قرار اليمن بفرض الحصار، من جديد، على الملاحة الإسرائيلية..

ماذا يعني هذا..؟

يعني أن قرارَ حصار وتجويع أهالي غزة هو بالأَسَاس قرار أمريكي بامتيَاز قبل أن يكون عربياً إسرائيلياً..

أن تقرّر اليمن التصدي لهذا القرار، فهذا بالنسبة للأمريكان يعتبر تمردًا على الإرادَة الأمريكية الجديدة..

وهذا ما لا يروق لأمريكا..

لذلك، قرّرت هذه الإدارةُ الأمريكيـة الجديدة شنَّ هذا العـدوان على اليمن مجدّدًا وبصورة أوسع من ذي قبلُ؛ ظنًّا منها من أنها هذه المرة ستكون قادرة على ردع اليمن..

هذه هي الحكاية باختصار..

محاولةُ إقحام إيران في الموضوع ما هو إلا عمليةُ تضليل متعمدة للرأي العام العربي والعالمي، الهدفُ منها تشويهُ صورة الموقف اليمني ونبل مقاصده، وكذلك تبريرُ صمت وتخاذل وعجز الموقف الرسمي العربي سواءٌ أمام ما يتعرض له اليمن اليوم أَو إزاء ما يجري في غزة من حصار وتجويع..

على أية حال،

اليمن أكبرُ وأعظم من أن يضع معاناة وآلام أهله في غزة موضع المساومة أَو المتاجرة لتحقيق مصالحَ أَو تنفيذ أجندات دول أُخرى حتى ولو كانت دولًا حليفة أَو من أقربِ المقربين له..

وهذا ما لم ولن يفهمه أَو يستوعبه كثيرٌ من السياسيين أَو المحللين أَو المراقبين السياسيين والإعلاميين، لا لشيء سوى لحاجات في أنفسهم وأنفس مشغليهم..

وهذا أَيْـضًا ما ستثبته الأيّام..

والأيّام بيننا..

قد يعجبك ايضا