خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء / سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود الاحتلال

موقع أنصار الله – صنعاء – 29 رمضان 1446هـ

أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، مساء اليوم السبت، أن الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله بعدم تعطيله من العدو الإسرائيلي.
وقال الحية في كلمة مصورة تابعتها وكالة “صفا”: “تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”.
وأضاف “نأمل ألا يعطل الاحتلال المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه”.
وأردف “على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع الاحتلال ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون الاحتلال”.
وبيّن الحية أن “الاحتلال لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين “فيلادلفي”، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات”.
وزاد قائلًا: “مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي”.
ولفت الحية إلى أن “رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن “الاحتلال ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو”.
وأشار الحية إلى أن الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات الاحتلال.
في سياق متصل قال الحية: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”.
وشدد على أن “لا تهجير ولا ترحيل” مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال الاحتلال يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه”.
وفي الشان الداخلي قال الحية: “تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء”.
وأضاف “ثم استجبنا لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو”.
وأردف الحية: “وصلنا إلى مراحلَ متقدمةٍ في هذه الحوارات، وقدّمْنا مع عددٍ من القوى والفصائل للأشقاء في مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها”.
وتابع “نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون”.
وهنأ الحية الفلسطينيين بقدوم عيد الفطر قائلا: “في يوم الجائزة، يومِ عيد الفطر، الذي كنا نأمل أن يأتي على غزةَ سعيداً، نقول لكم: تقبل الله الطاعات”.
وأردف “إننا ندرك ما مرَّ ويمرُّ على غزةَ الحبيبة، وما يعيشُه أهلُنا وشعبُنا من عذاباتِ هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال على مدار الساعة، من حصارٍ وتجويعٍ ومنعِ الماءِ والغذاءِ والدواء، فضلاً عن القتلِ والاغتيالِ والتدميرِ، ومحاولةِ نشرِ الفوضى في كل مكان”.
وتابع “مع ذلك نجد هذا الثباتَ والإرادةَ والصخرةَ الفلسطينية، التي يتحطم عليها كل مؤامرات ومخططات الأعداء، فحالةُ الوعيِ والفهمِ لدى هذا الشعبِ العظيم، قادرةٌ وكفيلةٌ بعون الله أن تواجه الاحتلالَ ومكرَه وبطشَه وإرهابَه”.
وخاطب الأمة العربية والإسلامية قائلا: “يأتي العيد هذ العام، وشعبُنا في قطاع غزة يُضرب عليه حصار مطبق، ويواجه حرب إبادة همجية، وأهلُنا في الضفةِ والقدسِ و48 يواجهون عمليات التهجير وسلب الهوية، وفي مخيم جنين يعيث الاحتلال فيه فساداً وخراباً، وشعبُنا في الشتات ينتظر يوم عودته إلى وطنه وأرضه التي طُرد منها”.
وزاد “كل هذا يجري أمام صمت عالمي مريب، وتمر هذه الجرائم وكأنها حالة اعتيادية، ولكنها في الحقيقة هي كارثة تهدد مصير قضيتنا، وإننا جميعاً مطالبون بالتحرك الجادّ لوقف جرائمِ ومخططاتِ الاحتلال بكل الوسائل والسبل، ونحن على يقين أن شعبنا بعون الله لديه من القدرة والإمكانات والاستعداد للبذل، لوقف ما يقوم به العدو من همجية وإرهاب”.
واستطرد “من الموافقات أن يأتي العيد في ذكرى يوم الأرض التاسعة والأربعين، التي يُحييها شعبُنا كل عام، تأكيداً على تجذر شعبنا في أرضه وتمسكِه بحقوقه، ورفضه لكل مخططات التهجير والتصفية”.
واستكمل “أمتَنا العربيةَ والإسلامية أنتم بعد الله سندٌ لهذا الشعب، والأملُ بكم كان كبيراً ولا يزال، فإن ما تملكه الأمة من قدرات وإمكانات هائلة، يمكن أن يغيّر من هذا المشهد، ويمكننا معاً صناعةَ مستقبلٍ مختلفٍ لأجيالنا القادمة، لا يكون فيه هيمنةٌ ولا احتلالٌ جاثم على أرضنا ومنطقتنا”.

قد يعجبك ايضا