مجلة” Euro-SD” العالمية: ” الهجمات اليمنية باتت تمثل تحديا استراتيجيا للأساطيل الغربية”
نشرت مجلة Euro-SD العالمية المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع تقريرًا مفصلًا يرصد التحولات التي فرضتها هذه المواجهة البحرية مسلطة الضوء على تأثيرها على القدرات الدفاعية للتحالفات البحرية، والتحديات التي باتت تهدد فاعلية استراتيجيات الردع التقليدية.
وجاء في التقرير الذي ورد في مجلة Euro-SD بأن معركة البحر الأحمر والهجمات التي قامت بها القوات اليمنية منذ نوفمبر 2023، أظهرت بوضوح تأثير التقدم التكنولوجي على العمليات البحرية، مع توقعات بأن تترك تداعياتها بصمة على مستقبل الأساطيل البحرية لسنوات.
وأوضح التقرير أن تحالف الازدهار واجه صعوبات في مواجهة العمليات الهجومية لصنعاء كون هذه المعركة تتكشف في منطقة ساحلية مغلقة نسبيًا بالبحر الأحمر، حيث تلعب الجغرافيا دورًا محوريًا في تعقيد التهديدات التي تواجهها القوات البحرية المتحالفة،
وأضاف التقرير أن البحرية الأمريكية وحلفائها لم يتمكنوا من منع اضطرابات كبيرة في حركة التجارة البحرية، ما أدى إلى تكاليف اقتصادية ملموسة.
وحول قدرات صنعاء القتالية قالت المجلة إن “الحوثيين رغم غياب بحرية تقليدية لديهم، اعتمدوا على صواريخ برية متطورة ومجموعة واسعة من الطائرات بدون طيار، مما جعل تهديداتهم صعبة الصد في ظل غياب خيارات فعالة لضرب مصادرها”.
وسلط التقرير الضوء على “تصاعد استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة، حيث نفذوا هجمات منسقة جمعت بين المسيّرات والصواريخ المجنحة والباليستية، كما حدث في يناير 2024، عندما تصدت السفن الأمريكية والبريطانية لـ18 طائرة مسيرة وصاروخين مجنحين وصاروخ باليستي، وإن مثل تلك الهجمات أدت إلى ضغط كبير على الذخائر والأطقم، خاصة مع تركيز العمليات على نقطة اختناق محددة في نطاق أسلحتهم البرية”.
وأبرز التقرير “التحديات اللوجستية الناجمة عن هجمات الحوثيين، حيث استهلكت مخزونات صواريخ الدفاع الجوي باهظة الثمن، مما أجبر المدمرة البريطانية “HMS Diamond” على العودة إلى جبل طارق في فبراير 2024 لإعادة التزود بالذخيرة بعد شهرين فقط من العمليات”، بالإضافة إلى “دفع التحالف نحو البحث عن حلول مثل توسيع القدرات الصاروخية أو تطوير أسلحة الطاقة الموجهة”.
وفي جانب التدريب، قالت المجلة إن “عمليات التصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر كشفت عن ثغرات، كما في حالة الفرقاطة الدنماركية “KDM Iver Huitfeldt” التي انسحبت في مارس 2024 بعد هجوم مسير ناجح، عكس ضعفًا في معداتها وتأهيل أطقمها”.