صحيفة ” Stars and Stripes ” الأمريكية: “ترامب يحتاج إلى التراجع خطوة إلى الوراء في البحر الأحمر”
نشرت صحيفة ” Stars and Stripes ” الأمريكية المتخصصة في الدفاع والأمن تقريرًا تناولت فيه التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر، محذرة من تداعيات استمرار الهجمات ضد اليمن. وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي عادت إلى السلطة، صعّدت عملياتها العسكرية بشكل ملحوظ، متجاوزةً في شدتها ما قامت به إدارة جو بايدن، في خطوة قال التقرير إنها قد تقود إلى حرب واسعة النطاق.
ولفت التقرير إلى أن الرؤساء في أمريكا يحتاجون إلى استخدام قوة عسكرية ضاربة. ولكن ونظرًا لمحدودية المصالح الأمريكية المعرضة للخطر، فإن اليمن ليست المكان المناسب لذلك. ولصالح الأمن القومي الأمريكي، ينبغي على ترامب اتباع نهج أكثر تحفظًا قبل فوات الأوان.
وأضاف أن ما ينبغي على ترامب فعله الآن هو “وقف الضربات الموسعة على اليمن. مع الضربات الأمريكية اليوم. فبدلًا من إضعاف الحوثيين أو ردعهم، ستُضفي هذه الضربات شرعية أكبر عليهم في الداخل وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط. ومثال على ذلك الردع: في غضون ساعات من ضربات ترامب الأولية، تحدى الحوثيون طلب ترامب بالتوقف والكفّ، وردّوا بهجمات صاروخية على إسرائيل والسفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر”.
وبحسب التقرير، فإن التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر لا تعكس مصلحة استراتيجية واضحة للولايات المتحدة، حيث إن 12% فقط من الشحنات المتجهة إلى أمريكا تمر عبر هذا الممر المائي، بينما يتأثر الاقتصاد الأوروبي أكثر بكثير جراء العمليات هناك. وأضاف أن معظم السفن التجارية الأمريكية توقفت عن العبور، وأن انخفاض تكاليف الشحن خفف من أي تداعيات اقتصادية مباشرة على الولايات المتحدة، ما يجعل التصعيد الأمريكي “غير مبرر”.
وأشار التقرير إلى أن تاريخ التدخلات العسكرية في اليمن أثبت فشل الغارات الجوية في إضعاف الحوثيين أو ردعهم، مستشهدًا بأكثر من 25 ألف غارة نفذها التحالف السعودي الأمريكي بين عامي 2015 و2022، والتي لم تؤدِّ إلا إلى تعزيز الدعم الشعبي للحوثيين، بل وتصاعد هجماتهم الانتقامية. ولفت إلى أن الهجمات الأمريكية الأخيرة لم تردع الحوثيين، الذين ردوا فورًا بمزيد من الضربات الصاروخية ضد السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر.
وحذر التقرير من أن استمرار الهجمات الجوية قد يدفع إدارة ترامب إلى التفكير في عمليات برية، وهو سيناريو شبهه بما جرى في العراق وأفغانستان، مؤكدًا أن اليمن يمثل بيئة معقدة مليئة بالانقسامات الداخلية، ما يجعل أي تدخل بري مغامرة محفوفة بالمخاطر.
ودعا التقرير ترامب إلى التراجع عن التصعيد، معتبرًا أن الحل يكمن في “دفع إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، حيث إن هجمات الحوثيين جاءت كجزء من الاحتجاج على تلك الحرب”. وأضاف أن وقف العدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى وقف الهجمات على السفن، كما أثبتت فترات الهدنة السابقة.
وأضاف التقرير ” إن تورط أمريكا في حرب في اليمن أو إيران أو كليهما سيكون كارثة على أمنها. سترحب الصين بذلك، من كوريا إلى فيتنام، ومن العراق إلى أفغانستان، تُظهر التجارب أن الخطاب المتشدد من الرؤساء قد يدفعهم إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مكلفة يفضلون عدم القيام بها. هذا هو النهج الذي يتبعه ترامب مع الحوثيين”.