صحيفة التلغراف البريطانية: ” قدرات لندن المحدودة تُضعف فاعلية التدخل ضد الحوثيين”

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرًا موسعًا أعدّه الضابط السابق في البحرية الملكية، توم شارب، تناول فيه تفاصيل الاستعدادات البريطانية لنشر مجموعة حاملة الطائرات الضاربة “إتش إم إس برينس أوف ويلز” في مهمة تمتد لثمانية أشهر نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وذلك في إطار عملية عسكرية تحمل اسم “هاي ماست”.

ونقل التقرير عن وزير الدفاع البريطاني أن المهمة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع الحلفاء، ودعم التجارة البريطانية التي بلغت 286 مليار جنيه إسترليني مع منطقة المحيطين الهندي والهادئ في العام الماضي. وأشار شارب إلى أن هذا يعكس دور البحرية التقليدي في تعزيز النفوذ والعلاقات التجارية.

وتساءل التقرير عن “إمكانية أن توجه المجموعة تركيزها نحو البحر الأحمر لمواجهة جماعة الحوثي، وهو ما لم يرد ذكره في إعلان وزارة الدفاع البريطانية”. وأشار الكاتب إلى أن “مهمة الحاملة الأمريكية “هاري إس ترومان” وقصفها المتزايد مؤخرًا لم يُحدث فرقًا يُذكر في كبح الحوثيين أو حماية حركة الشحن”.

وأشار الكاتب إلى أن البحر الأحمر “لا يزال يشهد مستويات تهديد مرتفعة بسبب هجمات الحوثيين، مما دفع السفن التجارية إلى تجنب المنطقة منذ ديسمبر 2023، مفضلة الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح”. وأوضح أن الضربات الأمريكية، التي زادت وتيرتها الشهر الماضي بدعم من سلاح الجو الملكي البريطاني، لم تُحدث تأثيرًا كبيرًا على قدرات الحوثيين، ولم تُعِد حركة الشحن التجاري إلى طبيعتها”. واستند شارب إلى “تحليل سابق له، مؤكدًا أن استراتيجية القصف وحدها لن تنجح في إضعاف الحوثيين، مهما بلغت شدتها”.

مضيفا  أن مجموعة “حاملة الطائرات البريطانية، التي تضم حاملة الطائرات “برينس أوف ويلز”، ومدمرة من طراز 45، وفرقاطة من طراز 23، وغواصة هجومية نووية، تفتقر إلى قدرات هجومية كافية ضد أهداف برية أو بحرية، مما يحد من فعاليتها المحتملة في مواجهة الحوثيين. كما أنها تفتقر إلى قدرات المراقبة بعيدة المدى، وهو ما يُعد عيبًا ملحوظًا عند مقارنتها بالمجموعات الأمريكية”.

وطرح شارب ثلاثة خيارات استراتيجية أمام المجموعة في التعامل مع الوضع في البحر الأحمر: “الاستمرار دون توقف: تجاهل البحر الأحمر والمضي قدمًا في الخطة الأصلية للتوجه إلى المحيطين الهندي والهادئ. الدعم المؤقت: الانضمام لفترة قصيرة إلى الضربات الأمريكية بقيادة حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”، مما يوفر خبرة عملياتية قيمة، لكنه قد يُنظر إليه كإجراء رمزي يفتقر إلى التأثير الحاسم. إعادة ترتيب الأولويات: جعل البحر الأحمر محور المهمة، والتخلي عن الأهداف الأخرى للانتشار، وهو الخيار الذي يفضله الضباط البحريون مثل شارب، معتبرين أن العمليات القتالية تتغلب على أهداف النفوذ الدبلوماسي”.

وقال التقرير أن قرار التدخل في البحر الأحمر سيُتخذ على أعلى المستويات، لكنه غاب بشكل ملحوظ عن الإعلان الرسمي للمهمة. ورجح شارب أن الاعتبارات السياسية قد تمنع تدخلًا نشطًا، مستشهدًا بتجربة يناير 2024 عندما امتنعت حاملة الطائرات “إتش إم إس كوين إليزابيث” عن المشاركة في المنطقة بسبب المخاطر السياسية، رغم وجود مجموعة حاملات طائرات أمريكية لتخفيف النقاط الضعف البريطانية. وأشار إلى أن “مساهمة المجموعة البريطانية لن تغير المعادلة ضد الحوثيين بشكل كبير، خاصة مع محدودية تأثير الموارد الأمريكية الحالية”. وانتقد تصريحًا من نائب الرئيس الأمريكي وصف فيه البريطانيين بالمتطفلين، رغم أن المملكة المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تدعم الجهود الأمريكية في المنطقة حاليًا.

أكد شارب أن التكامل السليم مع المجموعة الأمريكية يمكن أن يخفف من المخاطر في البحر الأحمر، مشيرًا إلى تحليله السابق في 2024 الذي دعا إلى إرسال “كوين إليزابيث” إلى المنطقة بشرط وجود دعم أمريكي. ومع ذلك، أعرب عن توقعه بتكرار سيناريو الحذر السياسي هذه المرة، حيث قد تُعتبر المخاطر في البحر الأحمر أمرًا يجب تجنبه بدلاً من مواجهته.

واختتم التقرير بالتأكيد “على أن كيفية تعامل مجموعة حاملة الطائرات البريطانية مع الوضع في البحر الأحمر ستكون مؤشرًا واضحًا على الإرادة السياسية لاستخدام هذه القوة في أدوارها القتالية المصممة لها. ومع استمرار تهديدات الحوثيين دون تراجع ملحوظ، يبقى قرار التدخل محفوفًا بالتعقيدات السياسية والعملياتية، مع احتمال أن تختار المجموعة تجاوز المنطقة حفاظًا على أهدافها الأوسع في المهمة”.

قد يعجبك ايضا