الشرع الصهيوأمريكي.. رئيس “الإرهاب” المطور وخادم “إسرائيل” الأنيق

موقع أنصار الله ||مقالات ||إبراهيم محمد الهمداني

إن قراءة تطورات الأحداث الراهنة في سوريا، تفرض علينا العودة قليلا إلى الماضي، للبحث عن أوليات التحولات، والأسباب والعوامل التي شكَّلتها، ومدى تأثرها وتأثيرها، على محيطها العربي والإقليمي، بهدف توضيح مسار التغيير والتطور، ومعرفة المنطلقات التي ارتكزت عليها، بما من شأنه رسم صورة متكاملة الأبعاد – ما أمكن – نستطيع من خلالها التنبؤ بمستقبل سوريا، في ظل النظام الحاكم الجديد، برئاسة أبو محمد الجولاني – أحد مؤسسي “تنظيم داعش” “الإرهابي”، في العراق والشام، وزعيم “جبهة النصرة” التكفيرية في سوريا – الذي يُدعى اليوم باسم أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية، ويمكن رصد هذا المستوى من التغيير، بوصفه العتبة الأولى، في مسار التحول السياسي في سوريا، على مستوى أعلى منصب، في هرم السلطة/ النظام الحاكم؛ فمن عُرِفَ بالأمس باسم أبو محمد الجولاني، قد أصبح اليوم أحمد الشرع، ومن كان بالأمس زعيم جبهة النصرة الإرهابية، هو اليوم يشغل منصب رئيس جمهورية، ومن كان يعتنق التكفير عقيدة، والذبح والقتل الجماعي سلوكاً، ها هو اليوم يرتدي بذلة (الكفر)، ويدعو إلى التسامح والسلام، والجولاني المطلوب على قائمة الإرهاب عالمياً، هو اليوم الشرع القائد، الذي يستقبله رؤساء الدول، ويُفرَش له السجاد الأحمر في المطارات، ومهما تعمقنا في رصد مظاهر التحول والتغيير، الذي خضع له ممثل رأس الهرم السلطوي، فإنه لن يتجاوز إطار التغيير الشكلي السطحي، الذي يعكس تفاهة المنظور الفلسفي، القائم على تفكير طفولي ساذج، يظن أن العدول عن الجولاني إلى الشرع، سيمنحه شرعية تمثيل دور المخلّص، وأن الانتقال من زعامة منظمة إرهابية متطرفة، إلى منصب رئاسة الجمهورية، سيمسح من الذاكرة الجمعية السورية والعراقية، جرائمه الأكثر وحشية ودموية، بحق شعب بأكمله، وإن تغيير المظهر الخارجي، وارتداء (البذلة والكرفتة)، قد جعله أكثر ملائمة مع (خامة) الاسم الطارئ، و(ماركة) الدور الجديد، وهي الصورة التي طالما اجتهد الإعلام، الموالي للقوى الاستعمارية، في تقديمها وتلميعها، والتقاط الكثير من الصور، في وضعيات مختلفة، وكأنهم يقدمون للعالم، آخر تقليعات الموضة، عالم الكائنات الوظيفية.

لم تكن لحية الجولاني – وحدها – من أفسدت صورة الشرع الـ “مودرن”، حيث كان يتوجب التخفف من أيقونيتها الإجرامية، ورمزيتها الوحشية، بتشذيب عنصريتها المتعالية، والحد من تطرفها المتنافر، وتنظيفها من مكامن الحقد، ونزعات الانتقام والعنف، غير أنها بقيت مسترسلة في غيِّها، شاهدة على تاريخ حافل برصيد كبير، من الإجرام الدموي والإرهاب العابر للحدود، وكأن ذلك هو ما أراده المهندس الصهيوني والمخرج الأمريكي، بهدف تكريس هيمنة صورة الإجرام، وإخضاع الوعي الجمعي، لذاكرة المجازر الجماعية والدماء، وبقاء تلك اللحية على هيئتها الوحشية – رغم عمليات التحديث الشكلي المصطنع – يدل على أن دور الشرع (المدني)، قصير جداً في مسرحية سوريا الجديدة، وأن عودة الجولاني (الإرهابي) وشيكة جداً، لذلك يجب أن تبقى اللحية على حالها، بما يتناسب والدور الوظيفي الأساس، في خدمة مشاريع الكيان الصهيوني الغاصب، وتنفيذ مخططاته وأهدافه، التي عجز عن تحقيقها في المنطقة عموماً، وقطاع غزة خاصة.

قد يعجبك ايضا