الإعلاميون اليمنيون.. مجاهدون في معركة مواجهة التضليل الأمريكي والصهيوني
موقع أنصار الله ||مقالات || عبدالحكيم عامر
في زمن تتداخل فيه الحروب بصورها المتعددة، لم تعد المعارك تُخاض بالسلاح وحده، بل صارت الكلمة سلاحاً لا يقل فتكاً، والوعي ميداناً لا يقل خطراً عن ساحات القتال.
هنا، في اليمن، يقف الإعلاميون كـ”مُرابطين” على ثغور الإعلام، يحملون راية الحق لمواجهة عواصف التضليل الأمريكي والإسرائيلي وأدواته من الغرب والدول العربية، مدافعين عن الإيمان والهوية والإرادة الوطنية، في معركة وجودية تتطلب شجاعة الكلمة وثبات الموقف.
الإعلام.. سلاحٌ في مواجهة الحرب الناعمة
مع اشتداد العدوان على اليمن، لم تكن المعركة عسكرية فحسب، بل رافقتها حرب إعلامية شرسة تهدف إلى طمس الحقائق وتشويه المقاومة وتزييف وعي الشعوب، وفي هذا السياق، برز الإعلاميون اليمنيون كقوة مضادة، يعملون على تفكيك الدعاية المغرضة وكشف الأجندات الخفية، عبر نقل الحقيقة بكل مصداقية وموضوعية، وبناء وعي جمعي يعزز مناعة المجتمع أمام الغزو الفكري والثقافي.
مواجهة مشاريع التطبيع والتغلغلة الصهيوني في المنطقة
لم يقتصر الدور الإعلامي اليمني على نقل الأخبار، بل كان منبرًا لمواجهة مشاريع التطبيع التي تسعى لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية، فمع تصاعد موجة التطبيع التي قادتها أنظمة عربية تابعة لأمريكا، كشف الإعلام اليمني عن الأهداف الحقيقية لهذه التحركات، موضحًا أنها محاولات لاختراق المجتمعات العربية ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وإضعاف موقف الشعوب تجاه القضية الفلسطينية.
وساهم الإعلام اليمني في تشكيل وعي عربي وإسلامي معارض لهذه المشاريع، مؤكداً أن التطبيع خيانة للقضية الفلسطينية وخطوة نحو تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
دعم المقاومة الفلسطينية وتعزيز نهج الوعي الجهادي
كان الإعلام اليمني واضحًا في موقفه الداعم للمقاومة الفلسطينية باعتبارها الخيار الوحيد لمواجهة الاحتلال واستعادة الحق الفلسطيني المحتل، فبينما حاول الإعلام الغربي والخليجي تشويه صورة المقاومة، وحرصت وسائل الإعلام اليمنية على إبراز الدور البطولي للمجاهدين في فلسطين، وتقديمهم كنموذج للصمود والتحدي في وجه الاحتلال الصهيوني.
فلم يكن الدعم الإعلامي للمقاومة مقتصرًا على التغطية الإخبارية فقط، بل امتد إلى تبني خطاب تحريضي ضد الكيان الصهيوني، وكشف جرائمه والإبادة الجماعية والحصار الذي يفرضه العدو على غزة، وتحليل استراتيجيات المواجهة، وإبراز نجاحات المقاومة في التصدي للاعتداءات الإسرائيلية، وكما لعب الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل دورًا في تنظيم حملات تضامن واسعة مع غزة، والتفاعل مع الأحداث الفلسطينية، رغم التضييق والحظر الذي تفرضه الشركات الرقمية الكبرى على المحتوى المناهض للصهيونية،
فقد ساهمت المنابر الإعلامية اليمنية في تعزيز ثقافة الجهاد والمقاومة لدى الشعوب، وتوعية الأجيال الجديدة بحقيقة الصراع مع العدو الصهيوني.
منابر المقاومة.. صوت اليمن الحر
لم يكن الإعلام اليمني مجرد ناقل للأحداث، بل تحول إلى منبر للجهاد والمقاومة، يوصل صوت الشعب اليمني القوي إلى العالم، ويفضح جرائم العدوان الأمريكي والإسرائيلي، ويفند الأكاذيب التي تحاول القوى المعادية ترويجها، لعبت القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية الوطنية دوراً بارزاً في تشكيل جبهة إعلامية صلبة، قادرة على مواجهة الهيمنة الإعلامية الغربية والخليجية التي حاولت فرض رواية زائفة عن الواقع اليمني.
معركة الوعي مستمرة
رغم التحديات، تستمر معركة الوعي في اليمن، حيث يبذل الإعلاميون جهوداً جبارة في توعية الشعب بحقيقة الصراع وأبعاده، وتعزيز روح الصمود والمقاومة، وإن دورهم لا يقتصر على الحاضر، بل يمتد ليؤسس لإعلام وطني قوي يكون حصناً منيعا أمام كل محاولات الاستهداف المستقبلي.
لقد أصبحت الحرب الإعلامية اليوم أحد أهم الأدوات التي يستخدمها العدو لفرض هيمنته وإملاء شروطه على الشعوب، ولذا فإن الإعلاميين اليمنيين يحملون على عاتقهم مسؤولية كبرى في مواجهة هذه الحملة المنظمة، وإن توثيق الجرائم، ونقل معاناة الشعب، وإبراز البطولات في ميادين الصمود، يمثل الركائز الأساسية لمعركة الوعي المستمرة.
وفي الإخير، أثبت الإعلام اليمني أنه سلاح استراتيجي في مواجهة مشاريع الاحتلال والاستعمار، فمن دعم القضية الفلسطينية وفضح جرائم العدو الإسرائيلي، إلى مواجهة التطبيع وكشف المخططات الأمريكية في المنطقة، كان الإعلام اليمني جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة، يسهم في تشكيل وعي جماهيري رافض للهيمنة الصهيونية-الأمريكية.
وفي ظل الحصار والتعتيم الإعلامي، يبقى الإعلاميون اليمنيون في طليعة المجاهدين، مسلحين بالإيمان والوعي، مدافعين عن الحقيقة في وجه العواصف الإعلامية المضللة، وكما يواجه المقاتلون الأبطال العدو في ميادين القتال، فإن الإعلاميين يخوضون معركتهم بشجاعة، ساعين لكسر الحصار الإعلامي، وتأكيد أن اليمن عصيٌّ على كل محاولات الطمس والتشويه.
وفي ظل استمرار العدوان على فلسطين واليمن وسائر شعوب المنطقة، تبقى معركة الوعي مستمرة، ويبقى الإعلاميون اليمنيون في طليعة المجاهدين الذين يواجهون التضليل والتزييف، حاملين مشاعل الحقيقة، ومؤكدين أن فلسطين ستبقى البوصلة، وأن الإعلام المقاوم هو درع الشعوب في مواجهة الحرب الناعمة.