موقع أنصار الله - متابعات – 17 ذو القعدة 1446هـ
اكدت وزارة الخارجية الايرانية إن إصرار الكيان الصهيوني على مواصلة الإبادة الجماعية في غزة والقتل والتعذيب اليومي للفلسطينيين في الضفة الغربية هو نتيجة ثقة قادة الكيان في غياب أي إرادة على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمحاسبته، وهذا هو في حد ذاته نتاج الدعم الأمريكي الشامل لهذا الكيان.
وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم الخميس بمناسبة يوم النكبة: في ذكرى تأسيس الكيان الصهيوني، الذي أطلق عليه الفلسطينيون وشعوب المنطقة بحق يوم النكبة، فإن وزارة الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تؤكد على الحق الأساسي للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، تذكر المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والأخلاقية في وقف الإبادة الجماعية في غزة ومحاكمة المجرمين الصهاينة ومعاقبتهم.
واضاف البيان: قبل سبعة وسبعين عاماً، في 15 مايو/أيار 1948 ، بدأت أعظم مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر على أرض فلسطين التاريخية بإعلان إقامة كيان غير شرعي. كارثة أدت إلى تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني في ذلك العام وتدمير أكثر من 530 مدينة وقرية، وكانت بداية لعملية الإبادة الاستعمارية للشعب الفلسطيني التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وتابع البيان: لقد ارتكبت خلال هذه العقود الثمانية أخطر الانتهاكات لحقوق الإنسان والحقوق الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني، وارتكب الكيان الصهيوني، بدعم كامل من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وبحصانة كاملة، أفظع الجرائم الدولية في الأراضي المحتلة.
وقالت الخارجية الايرانية: خلال العامين الماضيين، دخلت الخطة الاستعمارية والإجرامية للكيان الصهيوني لتدمير فلسطين كأمة وهوية تاريخية مرحلة جديدة، حيث استخدم كيان الاحتلال أشد الأسلحة فتكاً لقتل الفلسطينيين بوحشية في غزة، وفي الوقت نفسه حرمهم من الماء والغذاء والدواء. لا شك أن الأفعال المروعة واللاإنسانية التي ارتكبها الكيان تنطوي على كل عناصر أخطر الجرائم الدولية، وخاصة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وجريمة الإبادة الجماعية كما حددتها "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، وعلى هذا الأساس، اتخذت محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية إجراءات لإجبار الكيان على وقف جرائمه. ولكن بسبب العرقلة الأميركية والضغوط العلنية والسرية على قضاة المحكمتين، تعطلت عملية النظر في القضايا في هذا الصدد بشكل واضح.
واضافت: إن الإبادة الجماعية والقتل الوحشي للنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء تعكس العقلية الاستعمارية والأيديولوجية العنصرية المروعة للمحتلين، والتي تحققت في ظل الدعم التسليحي والسياسي من حماة الكيان.
واردف البيان: إن إصرار الكيان الصهيوني على مواصلة الإبادة الجماعية في غزة والقتل والتعذيب اليومي للفلسطينيين في الضفة الغربية هو نتيجة ثقة قادة الكيان في غياب أي إرادة على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية المختصة الأخرى لمحاسبته. وهذا في حد ذاته نتيجة للدعم الأميركي الشامل لهذا الكيان، الأمر الذي وضع أميركا في موقف الشريك له في الإبادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين.
واضاف: إن يوم النكبة هو تذكير بجرح قديم في جسد الإنسانية مازال يؤرق الضمير الإنساني منذ ثمانية عقود وكان مصدر أطول مأساة إنسانية في العالم المعاصر. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تلقى مطلب إنهاء الاحتلال وتحرير فلسطين، ووقف جرائم الكيان الصهيوني، صدى عالميًا، وأصبحت الطبيعة البغيضة لكيان الفصل العنصري والاستعمار الصهيوني واضحة للرأي العام العالمي.
واكد البيان انه يقع على عاتق المجتمع الدولي واجب أخلاقي وقانوني للتحرك لوقف الإبادة الجماعية، وإنهاء الاحتلال، وملاحقة ومعاقبة المجرمين الصهاينة. إن جميع الدول ملزمة، بموجب مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات حقوق الإنسان وقواعد القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، بمساعدة الشعب الفلسطيني لتحرير نفسه من الاحتلال وتحقيق حقه في تقرير المصير. ولكن الأمر الأكثر إلحاحاً من ذلك هو الالتزام باتخاذ إجراءات فورية لمنع استمرار الإبادة الجماعية وإبادة الشعب الفلسطيني، وهي مسؤولية عالمية بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وجميع البلدان ملزمة ومسؤولة في هذا الصدد.
وختم البيان بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى جانب سائر الشعوب الحرة في العالم، إذ تؤكد على الحق المشروع وغير القابل للمساس للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان بكل الوسائل المشروعة المتاحة له، وإذ تدين بشدة جرائم المحتلين وترفض أي خطة تتضمن تهجير أهالي غزة والضفة الغربية من وطنهم، فإنها تعتقد أن حل قضية فلسطين التي مضى عليها ثمانين عاماً لن يكون ممكناً إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال استفتاء السكان الأصليين للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حق العودة للاجئين إلى وطنهم.