نظّمت دائرة الثقافة القرآنية بالتعبئة العامة، ندوة توعوية في الجامع الكبير بصنعاء  بعنوان "حاجة الأمة لمبدأ الولاية"، وذلك في إطار الفعاليات الثقافية المقامة بمناسبة يوم الولاية للعام 1446هـ، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بقيم الولاء لله ورسوله وأعلام الهدى، واستلهام الدروس من محطة الغدير التاريخية.

وفي الندوة، قدّم الناشط الثقافي ضيف الله الجرادي ورقة عمل بعنوان "أهمية إحياء ذكرى الولاية وإطلالة على حادثة الغدير"، تناول فيها دلالات المناسبة وأبعادها الدينية والثقافية في واقع الأمة الإسلامية.
وأوضح الجرادي أن إحياء يوم الولاية يمثل محطة إيمانية سنوية تُستحضر فيها القيم الإلهية المرتبطة بالقيادة الربانية، وتجدد من خلالها الأمة عهد الولاء للنهج المحمدي الأصيل، مشيراً إلى أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كان نموذجاً متفرداً في العدالة والشجاعة والتضحية، وهو ما يجعل ولايته امتداداً أصيلاً لرسالة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم

وأكد أن حادثة "غدير خُم" شكّلت لحظة مفصلية في التاريخ الإسلامي، تجلّى فيها الإعلان الإلهي لقيادة الأمة من بعد الرسول، لافتاً إلى أن هذا الحدث يُعد أساساً في فهم مبدأ الولاية كضمانة لوحدة الأمة واستقامتها، وأن استذكار هذه الواقعة التاريخية هو تأكيد للارتباط الصادق بنهج النبوة وقيادتها.

وتطرق الجرادي إلى الأبعاد التربوية والسياسية لحادثة الغدير، مؤكداً أن التأمل في تفاصيلها يرسخ أهمية التمسك بمنهج الولاية في بناء الوعي الجمعي، وتحقيق التماسك الداخلي في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن مولاة الإمام علي عليه السلام وتعاليمه هي الطريق الأمثل لصون وحدة الصف الإسلامي، وتثبيت معايير الحق والعدالة.

وفي المحور الثاني من الندوة، قدّم الناشط الثقافي عبد الملك الخزان ورقة بعنوان "عظمة مبدأ الولاية والاختلال في الولاء بفعل التطبيع"، أكد فيها على ضرورة تعزيز المفاهيم القرآنية لمبدأ الولاية في أوساط المجتمع، لما لها من دور في توجيه الأمة نحو القيادة الربانية ورفض التبعية للأنظمة العميلة.
وأوضح الخزان أن مبدأ الولاية يمثل جوهر المشروع الإلهي في مواجهة مشاريع الهيمنة والاستكبار، وأن ما يشهده واقع الأمة من اختلالات وانقسامات يعود في جذوره إلى غياب هذا المبدأ، مشيراً إلى أن مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني تعبّر عن انحراف خطير في الولاء، وتكشف عن تراجع في الالتزام بقيم ومبادئ الإسلام.
وأشار إلى أن سيرة الإمام علي -عليه السلام- كانت حافلة بالمواقف المشرفة في العلم والجهاد والعدل، وهو ما يؤكد أن ولايته كانت امتداداً للنبوة، وسفينة نجاة للأمة في مواجهة التحديات والفتن.
وبيّن الخزان أن استعادة الأمة لمكانتها وكرامتها مرهون بالعودة الصادقة إلى الله، وموالاة رسوله وأعلام الهدى الذين يجسدون قيم الإسلام المحمدي الأصيل، ويقودون الأمة نحو التحرر والنهضة
وقد خلصت الندوة إلى التأكيد على أهمية تعميق الوعي بمبدأ الولاية في أوساط المجتمع، وتعزيز الارتباط بالقادة الربانيين، وتحصين الأمة من محاولات الاستلاب الفكري والثقافي التي تستهدف هويتها وقيمها.