موقع أنصار الله - صنعاء - 26 ذو الحجة 1446هـ
عُقد بصنعاء اليوم الأحد، اللقاء الموسع لعلماء اليمن بعنوان "وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة وتأييد إيران في مواجهة أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل"، نظمته رابطة علماء اليمن.
وفي افتتاح اللقاء، أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء في الصدع بكلمة الحق وتوضيح ما التبس على أبناء الأمة، خاصة في ظل الابتلاء والتمحيص الذي تمر به خلال المرحلة الراهنة.
وقال "من فرط وتكاسل وتخاذل عن نصرة قضايا الأمة، إنما يؤكد غياب الوعي الإيماني بكتاب الله ووعود المولى تبارك وتعالى بالنصر".. مؤكدًا وجوب الجهاد في سبيل الله في حال المواجهة مع الأعداء، باعتبار أن الخاتمة ستكون الميتة السوية التي دائمًا ما كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المولى عز وجل".
وأضاف "سيموت الجميع، سواء من جاهد في سبيل الله وواجه الطغاة والظالمين، أو من اكتفى بالدعاء للمسلمين بالنصر، ولكن هناك فرق بين المجاهدين والمتخاذلين والقاعدين والصامتين عن الحق في وجه الباطل".
وثمن العلامة شرف الدين، موقف علماء اليمن في نصرة قضايا الأمة في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وإيران، باعتباره موقفا متقدما، وكذا موقف العلماء الأحرار في مختلف الدول العربية والإسلامية الذين لهم الدور والتأثير الكبير في أوساط الأمة.
وشدد على وجوب تحرك العلماء في تحريض المسلمين على الجهاد في سبيل الله.. مشيرًا إلى أن كثيرًا من علماء الأمة في مصر وتونس والأردن وبلاد الحرمين وغيرها غير جديرين بتحمل المسؤولية، في التحريض والحديث عن الجهاد في سبيل الله لمواجهة أعداء الأمة.
وجددّ مفتي الديار اليمنية، التأكيد على أن الأمل معقود بالشعوب في التحرك، والشعوب لن تتحرك إذا لم يتحرك العلماء في توضيح الحق.. مؤكدًا أن المسألة جد خطيرة، وعلى العلماء أن يكونوا في مقدمة الصفوف وطليعة المجاهدون وصدارة الأمة.
وأشاد بموقف باكستان الداعم للجمهورية الإسلامية الإيرانية.. مؤكدًا على ضرورة ترجمة هذا الموقف على الواقع العملي، بالدعوة لمقاطعة أمريكا وإسرائيل سياسيًا وعسكريًا وسحب السفراء والعمل على كل ما من شأنه الدفاع عن القضايا الإسلامية ونصرة المظلومين.
وحث العلامة شرف الدين، علماء الحرمين والأزهر الشريف على الخروج عن دائرة الصمت وعدم القبول بالمداهنة والمجاملة والمحاباة، وتوجيه بوصلة العداء للأعداء وعملائهم من يقدّمون الدعم المالي والعسكري، لاستهداف أبناء الأمة وإرهابهم.
وناشد علماء الأمة، وفي المقدمة علماء وشيخ الأزهر الشريف، بتحمل المسؤولية أمام الله والوقوف مع الحق ضد الباطل ومواجهة الأعداء.. معبرًا عن الأسف من وقوف البعض ودعمهم للأعداء لضرب إيران والتحكم بمصير الأمة وقرارها وسيادتها ونهب ثرواتها.
من جهته ثمن مفتي محافظة البيضاء الشيخ حسين الهدار، موقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ووقوفه إلى جانب المستضعفين في غزة وإسناد المقاومة في فلسطين لمواجهة العدو الصهيوني، ونصرة قضايا الأمة بصورة عامة.
وأكد أن ما يرتكبه العدو الصهيوني في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، أمر لا يُطاق ولا يمكن تحمّله.. وقال " أبناء الأمة يرون ويسمعون ولا يحركون ساكنًا، والواجب تفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال واللسان والقلم، كون الجهاد ذروة سنام الإسلام".
وشدد الهدار، على ضرورة توحيد الصفوف وجمع الكلمة والوقوف في وجه العدوان الصهيوني الأمريكي على فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران، وما يرتكبه من مجازر وجرائم إبادة بحق الأطفال والنساء والشيوخ في انتهاك سافر للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
وعبر عن الأسف لسماع أصوات نشاز من أبناء الأمة ممن يتنقدّون الرد الإيراني على العدوان الصهيوني الأمريكي.
وأشار مفتي محافظة البيضاء، إلى أن اليهود يشعلون النيران والفتن بين أبناء الأمة.. وقال "ما يجري من قبل اليهود والنصارى، من أعمال إجرامية في فلسطين ولبنان واليمن وإيران، تنسف شعارات الإنسانية التي يدّعونها".
وجددّ التأكيد على أن المعركة بين الإسلام والكفر ستستمر وهي سنة الله.. داعيًا المقاومة في فلسطين والمجاهدين في غزة إلى أن يجعلوا من الجهاد في سبيل الله فريضة دينية، لافتا إلى أن إسناد اليمن لهم، إنما هو موقف ديني وإنساني وأخلاقي.
وخاطب الشيخ الهدار المشككين في قتال المسلمين لليهود بالقول " الدين هو الدين، ولا يمكن أن نؤمن ببعض ما جاء في كتاب الله ونكفر ببعض، وإنما وجب علينا العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول من مات ولم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق".
فيما أدان عضو رابطة علماء اليمن الشيخ محمد أنعم، العدوان الصهيوني الأمريكي على اليمن وفلسطين وإيران ولبنان والعراق وسوريا.. مؤكدًا أن الأمة في معركة موحدة وكبرى مع الأعداء حتى تقوم الساعة.
وشدد على وجوب مشاركة العلماء والمثقفين والسياسيين في معركة الحق مع الباطل، والإسلام مع الكفر.. لافتًا إلى الدعم الأمريكي والأوروبي لليهود في إسرائيل لقتل الفلسطينيين والاعتداء على سوريا ولبنان والعراق وإيران واليمن.
وقال "ما يحصل في فلسطين من إجرام من أنكر المنكرات، ونصرتهم وتقديم الدعم والإسناد لهم من أوجب الواجبات، والتخاذل عن ذلك خيانة لله ورسوله والمؤمنين".. مشيرًا إلى أن ما تمتلكه أمريكا من إمكانيات وقدرات وترسانة أسلحة لا يمكن مقارنتها بقوة الله تعالى الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وقادر على كل شيء".
وأضاف " نعم تمتلك أمريكا السلاح والمعدات والبوارج والسفن، ويتم تزويدها ودعمها ماليًا من قبل أبناء جلدتنا، بهدف إرغام المؤمنين وسلب حريتهم، ولكن في عقديتنا الدينية والإسلامية أن الله أكبر من كل ذلك".
وأشاد الشيخ أنعم، بالتضحيات التي تسطرها الأمة الإسلامية من فلسطين إلى لبنان والعراق واليمن وإيران وغيرها من الدول.. مشددًا على وجوب تحريض العلماء لأبناء الأمة على قتال اليهود والنصارى، وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة لمواجهة ما تتعرض له الأمة من مؤامرات تستهدف عقيدتها ودينها ومسخ هوية أبنائها.
وخاطب من يقولون اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين قائلا" الوقت حان للتآخي والاصطفاف في مواجهة أعداء الأمة الذين يستهدفون الجميع دون استثناء وليس للخذلان والتآمر مع الأعداء، وتقديم الأموال لإرهاب وإذلال أحرار الأمة".
بدوره أشار عضو رابطة علماء اليمن - عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الشرعية الشيخ علي عضابي، إلى أن الله تعالى حمّل العلماء مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي بكتاب الله عز وجل، والنظر إلى الأحداث الراهنة انطلاقًا من عين على الأحداث وعين على القرآن.
وقال "إذا نظرنا للواقع، نجد الكثير من أبناء الأمة بعيدين كل البُعد عمن أنعم الله عليهم وقليلين من المغضوب عليهم ولا الضالين".. مؤكدًا أن غياب الوعي بكتاب الله والقرآن الكريم، جعلهم يغوصون في ملذات الدنيا وشهواتها وترك ما أمر الله به ونهى عنه.
وأضاف "الحرب الدائرة بين الإسلام والكفر، هي إيمان بالوعود الإلهية بالنصر المحتوم لعباده المؤمنين على القوم الظالمين، كما هو إيمان بالغيب".. مستشهدًا "بهذا الشأن بقصة نبي الله طالوت وامتحان المولى تعالى له بجالوت وجنوده، وقوله لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده".
وأفاد الشيخ عضابي، بأن الأزمة الحاصلة للأمة الإسلامية، تتمثل في غياب الوعي بالقرآن الكريم.. لافتًا إلى الدور المنوط بالعلماء في تعزيز وعي أبناء الأمة وتوكلهم على الله، والأخذ بأسباب النصر على الأعداء مهما كانت قوتهم وإمكانياتهم وعدتهم وعتادهم.
وأشار إلى أن القرآن الكريم هو منهج السلام، وفي ذات الوقت يحرض المؤمنين على القتال، كما قال تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".. مبينًا أن الإسلام وجب الرد بالمثل، ولا يوجد ما يسمى بالاحتفاظ بحق الرد وتقديم شكاوى لمجلس أمن وغيره.
ولفت عضو رابطة علماء اليمن، إلى أن المشكلة ليست كما يُروج لها طائفية أو مذهبية وإنما مشكلة وعي.. مدللًا على ذلك بمن يّدعون انتسابهم لأهل السنة لكنهم خذلوا أهل غزة إزاء ما يتعرضون له من عدوان صهيوني إجرامي
حضر اللقاء كوكبة من العلماء والمشايخ والوجهاء من مختلف المحافظات.