موقع أنصار الله - متابعات – 13 محرم 1447هـ
اعتبر رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، أنه من واجب الحكومات مثل الحكومة الكولومبية الوقوف في وجه "إسرائيل"، مضيفاً أن "الكثير من الحكومات فشلت في ذلك".
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، حذّر بيترو من أن عدم اتخاذ إجراءات حاسمة "يعرّض النظام القانوني العالمي لخطر التجريد من أي حماية متبقية للدول الأقل امتيازاً".
وأضاف أنه "على مدار الـ600 يوم الماضية، شاهد العالم بنيامين نتنياهو يقود حملة تدمير في غزة، وتصعيداً للصراع الإقليمي، وتخلياً متهوراً عن القانون الدولي على نطاق واسع".
إذا لم نتحرّك سنصبح متواطئين في فظائع حكومة نتنياهو
كما أكد بيترو في مقاله أنه "لا يمكن لحكومات مثل حكومتي أن تظل مكتوفة الأيدي"، مشيراً إلى التصويت في أيلول/سبتمبر 2024 على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سياسات "إسرائيل" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح أن هذا القرار "حمّلنا التزامات ملموسة: تحقيقات، ملاحقات قضائية، عقوبات، تجميد أصول، ووقف الواردات والأسلحة"، حيث حدد القرار مهلة 12 شهراً لـ"إسرائيل" لإنهاء "وجودها غير القانوني دون تأخير"، لافتاً إلى أن "الوقت يمر بسرعة".
وفي السياق، انتقد رئيس كولومبيا السماح للحسابات الاستراتيجية، بأن تطغى على الواجب القانوني، قائلاً إن "التهديدات بالانتقام، كما حدث مع جنوب أفريقيا بعد تحريكها قضية أمام محكمة العدل الدولية، لا تبرّر التخلي عن المسؤوليات الأخلاقية".
وأردف: "إذا لم نتحرّك الآن، فإننا لا نخون الشعب الفلسطيني فحسب، بل نصبح متواطئين في الفظائع التي ترتكبها حكومة نتنياهو".
إجراءات ملموسة من دول عدّة
وذكر الرئيس الكولومبي في مقاله إلى أنّ بعض الحكومات بدأت بالتحرك، حيث أنّ كولومبيا علّقت صادرات الفحم إلى "إسرائيل"، بينما رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية، ومنعت ماليزيا رسو أي سفن إسرائيلية في موانئها.
وأضاف: "من دون هذا الإجراء الحاسم، فإننا نخاطر بتحويل النظام متعدّد الأطراف إلى منبرٍ للكلام فقط، ونجرّد النظام القانوني من أي حماية للدول الصغيرة والنامية من غرب آسيا إلى أمريكا اللاتينية".
كولومبيا وجنوب إفريقيا تعقدان مؤتمر "بوغوتا" الطارئ
كذلك، أعلن غوستافو بيترو أن حكومته، إلى جانب جنوب أفريقيا، ستعقد في 15 تموز/يوليو الجاري مؤتمراً طارئاً في بوغوتا ضمن إطار مجموعة لاهاي، "لدعوة وزراء دول العالم إلى نقاش حول الدفاع المتعدد الأطراف عن القانون الدولي".
كما أوضح أن هدف المؤتمر هو طرح تدابير قانونية ودبلوماسية واقتصادية ملموسة من شأنها وقف تدمير "إسرائيل" وترسيخ مبدأ أنه لا دولة فوق القانون.
ووصف الدعوة بأنها "مفتوحة وعاجلة"، منتقداً تأجيل المؤتمر الدولي الذي اقترحته الأمم المتحدة بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، والذي ترأسته فرنسا والسعودية، إلى أجل غير مسمّى، معتبراً أن هذا التصرّف "ترك فراغاً حرجاً في القيادة متعددة الأطراف".
كما أشار إلى أن "مؤتمر بوغوتا يدعو الدول إلى الانتقال من الإدانة إلى العمل الجماعي"، مضيفاً أنه "بقطع علاقات التواطؤ عبر محاكم دولنا وموانئها ومصانعها، يمكننا تحدّي رؤية ترامب ونتنياهو لعالمٍ القوة فيه هي الحق".
غزة اختبار للعدالة الدولية
وفي مقاله ذكّر بيترو بأن الأمم المتحدة، أعلنت أن غزة "أكثر بقاع الأرض جوعاً"، وأن إيصال المساعدات إلى القطاع هو من "أكثر المهام عرقلةً في التاريخ الحديث".
وختم رئيس كولومبيا مقاله بالقول إن "الخيار أمامنا قاسٍ لا يرحم. إما أن نقف بثبات دفاعاً عن المبادئ القانونية، أو نشاهد النظام الدولي ينهار تحت وطأة سياسات القوة. الشعب الفلسطيني يستحق العدالة، واللحظة تتطلب شجاعة. سيحكم علينا التاريخ بقسوة إذا لم نلبِّ نداءه".
وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 189 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.