موقع أنصار الله - متابعات – 26 محرم 1447هـ
يعتبر البيض من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، إذ يحتوي على بروتين عالي الجودة، وفيتامينات مثل فيتامين "د"، ومعادن كالفوسفور والسيلينيوم...
لكن بسبب احتوائه على كميات ملحوظة من الكوليسترول الغذائي، ظل البيض موضع نقاش بين خبراء التغذية والأطباء لسنوات، حيث كان يُعتقد أنه يرفع مستويات الكوليسترول الضار، ويزيد خطر أمراض القلب ويُنصح الأشخاص المعرضين لأمراض القلب باستشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة لهم
........
صحة لخسارة الوزن.. هل نتناول البيضة كاملة أم بياضها فقط؟
الدهون المشبعة
في هذا السياق كشفت دراسة أسترالية أن تناول البيض، حتى بمعدل بيضتين يومياً، لا يؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، موضحة أن الدهون المشبعة في النظام الغذائي هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع الكوليسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وبيّن الباحثون، من جامعة جنوب أستراليا، أن دراستهم تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم التي أظهرت بشكل قاطع أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الكوليسترول الموجود في البيض، بل في الدهون المشبعة التي يتم تناولها مع الطعام.
كما قام الباحثون، خلال الدراسة، بفصل تأثير الكوليسترول الغذائي عن تأثير الدهون المشبعة على مستويات الكوليسترول الضار. وأُجريت الدراسة بمشاركة 61 شخصاً بالغاً بمتوسط عمر 39 عاماً، وجميعهم لديهم مستويات كوليسترول ضار أقل من 3.5 مليمول/لتر في بداية الدراسة.
العامل الرئيسي
كذلك تم تقسيم المشاركين عشوائياً لاتباع 3 أنظمة غذائية متساوية في السعرات لمدة 5 أسابيع لكل منها: الأول عالي الكوليسترول ومنخفض الدهون المشبعة ويشمل بيضتين يومياً، والثاني منخفض الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة دون بيض، والثالث نظام تحكم عالي الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة مع تناول بيضة واحدة أسبوعياً. وبعد كل مرحلة، تم قياس مستويات الكوليسترول ومؤشرات صحية أخرى.
فيما أظهرت النتائج التي نُشرت بدورية "American Journal of Clinical Nutrition" ، أن تناول بيضتين يومياً ضمن نظام منخفض الدهون المشبعة خفض بشكل ملحوظ مستويات الكوليسترول الضار مقارنة بالنظام عالي الدهون المشبعة مع بيضة واحدة أسبوعياً.
ولم يُظهر النظام منخفض الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة تأثيراً واضحاً، مما يؤكد أن الدهون المشبعة وليس الكوليسترول الغذائي، هي العامل الرئيسي في رفع الكوليسترول الضار.
كما وجد الباحثون أن مستويات الكوليسترول الضار لم ترتفع لدى المشاركين الذين تناولوا البيض، بل لوحظ أن البيض، ضمن نظام منخفض الدهون المشبعة، قد يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار.
وختم مشدداً: "يمكننا القول إننا قدّمنا أدلة قاطعة لصالح البيض. لذا، عندما يتعلق الأمر بوجبة الإفطار المطبوخة، ليس البيض هو ما يجب أن يقلقك، بل القطع الإضافية من اللحم المقدد أو السجق، التي من المحتمل أن تؤثر على صحة قلبك".
"فيما يلي أدلة قاطعة لصالح البيض"
قال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة جنوب أستراليا، جون باكلي: "لقد آن الأوان لإعادة النظر في السمعة التي لحقت بالبيض بسبب نصائح غذائية قديمة".
كذلك أردف باكلي عبر موقع الجامعة أن "البيض يتميز بتركيبة فريدة، فهو غني بالكوليسترول، نعم، لكنه منخفض في الدهون المشبعة. مع ذلك، لطالما أُثيرت التساؤلات حول مكانته في النظام الغذائي الصحي بسبب مستوى الكوليسترول فيه".
وختم مشدداً: "يمكننا القول إننا قدّمنا أدلة قاطعة لصالح البيض. لذا، عندما يتعلق الأمر بوجبة الإفطار المطبوخة، ليس البيض هو ما يجب أن يقلقك، بل القطع الإضافية من اللحم المقدد أو السجق، التي من المحتمل أن تؤثر على صحة قلبك".
فوائد البيض التي تفوق المخاطر المحتملة
- البيض مصدر غني بالبروتين عالي الجودة، الفيتامينات (مثل B12، D)، والمعادن (مثل السيلينيوم)، ومضادات الأكسدة (مثل اللوتين) التي تدعم صحة العين والدماغ .
- يساعد البيض على الشعور بالشبع، مما قد يدعم التحكم في الوزن .
نصائح للاستهلاك الأمثل
- طهي البيض بطريقة صحية: يُفضل تناول البيض المسلوق أو المخفوق بزيت الزيتون بدلًا من القلي بالزبدة أو الزيوت المهدرجة ...
- مراقبة النظام الغذائي ككل: إذا كنت تتناول البيض يوميًا، قلل من مصادر الدهون غير الصحية في وجباتك الأخرى .
الخلاصة:
لا يرفع البيض مستويات الكوليسترول بشكل كبير لدى معظم الأشخاص، خاصة عند تناوله ضمن الكميات الموصى بها وبطرق تحضير صحية. ومع ذلك، يُنصح الأشخاص المعرضين لأمراض القلب باستشارة الطبيب لتحديد الكمية المناسبة لهم ...