“بشائر الانتصار” .. المعركة التي كبلت يد العدو الاسرائيلي
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || موقع “سرايا القدس”
سيظل التاسع من آذار للعام 2012 , يوماً مشهوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني، حين قررت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الثأر لدماء الشهيد الشيخ المجاهد زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، فخاضت معركة “بشائر الانتصار” لمدة أربعة أيام دكت خلالها المغتصبات الصهيونية بعشرات الصواريخ، وأدخلت مغتصبات جديدة تحت مرمى صواريخها، الأمر الذي دفع الاحتلال الصهيوني إلى طلب تهدئة سريعة، وخضعت لشروط المقاومة التي تمثلت بوقف جرائم الاغتيال بحق أبناء شعبنا الفلسطيني والالتزام بتنفيذ شروط التهدئة السابقة التي قطعها الاحتلال على نفسه.
اغتيال الشيخ القيسي
عصر يوم الجمعة التاسع من مارس للعام 2012 حلقت غربان السماء ترصد هدف لاختبار صبر المقاومة الفلسطينية, فأطلقت صواريخها الحاقدة على السيارة التي كان يستقلها الشيخ المجاهد ” زهير القيسي ” الأمين العام للجان المقاومة الشعبية.
خاب ظن العدو حينما أعتقد أن عملية الاغتيال ستمر مرور الكرام وأن المقاومة لن ترد بحجم كبير وستكتفي بإطلاق بعض من الصواريخ وينتهي الأمر, حيث كان يظن واهماً أن المقاومة لازالت منهكة ولم تستعد قوتها وجهوزيتها العسكرية بعد الحرب الشرسة عام 2008 _ 2009 م، والحصار الخانق الذي فرضته على القطاع حزيران 2007م.
بداية المعركة
لم يطل الانتظار طويلاً على رد سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فبعد ساعات على عملية الاغتيال الجبانة، كان مجاهدو الوحدة الصاروخية لسرايا القدس ينتظرون إشارة البدء للرد على هذه الجريمة, بالفعل صدرت الاوامر للوحدة الصاروخية والوحدة المدفعية بإطلاق العنان للصواريخ والقذائف من مرابضها لقصف المغتصبات الصهيونية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة , حيث أمطرت سرايا القدس المغتصبات الصهيونية بوابل كبير من صواريخ جراد والقدس وصاروخ 107 وقذائف الهاون , وأصبحت عسقلان وأسدود وكوسوفيم وزيكيم وكريات ملاخي وبئر السبع ونيتيفوت وأوفوكيم , تحت جحيم صواريخ سرايا القدس , واستمرت عملية القصف الصاروخي من قبل السرايا أربعة أيام متواصلة .
مفاجأة المعركة
لم تتوقف مفاجأة سرايا القدس في الجهوزية وسرعة الرد على أي حماقة صهيونية بحق أبناء وقيادات الشعب الفلسطيني , والوقوف لوحدها في الميدان أربعة أيام تقاتل بكل شراسة وبسالة , ففي الوقت الذي حاول العدو أن يطمأن جبهته الداخلية بأنها ساعات ويوم أو يومين وينتهي الأمر , جاءت رسالة السرايا في اليوم الثاني للمعركة حيث قامت السرايا بإدخال سلاح جديد للمعركة ” راجمات السرايا ” المحمولة ذو كفاءة وفعالية أكبر وتحمل صواريخ “جراد” متطورة, والتي تستطيع إطلاق دفعات ورشقات من الصواريخ عبر آليات إلكترونية وتكنولوجيا جديدة .
في اليوم الثالث أضافت السرايا طعماً جديداً للمعركة , حيث وصلت صواريخها إلي أماكن لم يعتقد الصهاينة في يوم من الأيام أن تطالها صواريخ المقاومة فقد تمكنت سرايا القدس من قصف لأول مرة مهابط الطيران الصهيونية ومواقع عسكرية أمنية ووصول الصواريخ إلى داخل العمق الصهيوني بمسافة 45 كم لأول مرة في تلك الفترة .
الاحتلال الصهيوني يستنجد
في اليوم الرابع من المعركة ومع استمرار القصف اليومي من قبل سرايا القدس للمدن المحتلة، وتخوفاً من قصف تل أبيب بصواريخ فجر 5 ويصل مداه الى 75 كم , بدأ المستوى السياسي داخل أوساط دولة الاحتلال يستجدي الوسطاء المصريين لإنهاء المعركة بأي ثمن ، وعندما جثا الاحتلال على ركبتيه أمام ضربات السرايا التي فرضت شروطها عليه وأقر صاغراً بالموافقة على املاءات قيادة سرايا القدس التي حققت نصراً يسجل لها في تاريخ الصراع الفلسطيني _الصهيوني , واجبرته على وقف سياسة الاغتيالات التي عانى جراءها شعبنا الويلات.
السرايا فاجأت الجميع
لم يكن باعتقاد أحد أنه بإمكان فصيل مقاوم أن يصمد لوحده أمام الاستهداف المتواصل واغتيال مقاوميه، لكن في هذه المعركة فاجأت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس أنها قادرة على أن تقود معركة ضد الكيان الصهيوني لوحدها وتستهدف مناطق بعيدة عن حدود قطاع غزة وتصيب مواقع حساسة لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني _ الصهيوني.
كما أن السرايا استطاعت أن ترغم الاحتلال على القبول بالشروط التي وضعتها للتهدئة والتي كان على رأسها أنه لن يتم وقف إطلاق الصواريخ إلا بعد وقف سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة ، وفعلاً استجابت القيادة الصهيونية ورضخت للشروط .
حصاد معركة بشائر الانتصار
معركة بشائر الانتصار في التاسع من آذار مارس 2012 ,شكلت مرحلة إعداد وتجهيز وتطوير لامكانيات وقدرات المقاومة، حيث اكتسبت منها العديد من الخبرات فعلى المستوى التكتيكي من خلال الدورات والتدريب والتأهيل على خوض المعارك ومفاجآة العدو, أما على المستوى التقني فقد استطاعت سرايا القدس تطوير إمكانياتها الصاروخية بشكل ملموس، و تمكنت من ضرب بئر السبع، و اسدود لأول مرة بصواريخ قدس محلية الصنع 20 ,40 كيلو , كما امتازت هذه المعركة بكثافة استخدام صواريخ الجراد , وهذا كله يدل على تطور العمل العسكري وكثافة مخزون المقاومة , إضافة إلي ذلك فإن اختيار اسم المعركة ( بشائر الانتصار ) يدل على أنها كانت مقدمة لمعارك وانتصارات اخرى.
بعد أربعة أيام متواصلة من معركة بشائر الانتصار والتي قدمت فيها السرايا صورة مشرفة للمقاومة الفلسطينية , ودعت سرايا القدس 14 شهيداً من خيرة قادتها ومجاهديها الميامين وهم : “عبيد الغربلي ومحمد حرارة وحازم قريقع وشادي السيقلي وفايق سعد ومعتصم حجاج واحمد حجاج ومحمد المغاري ومحمود نجم ومحمد الغمري ورأفت أبو عيد وحمادة أبو مطلق وبسام العجلة ومحمد ظاهر”، الذين ارتقوا في عمليات استهداف صهيونية متفرقة في قطاع غزة.
كما أعلنت مسؤوليتها عن دك حصون المحتل بـ185 صاروخ وقذيفة، من ضمنها 91 صاروخ جراد و39 صاروخ قدس و 24 صاروخ 107 و31 قذيفة هاون، أوقعت عشرات الإصابات المتوسطة والحرجة في صفوف المغتصبين الصهاينة، كما الحقت دماراً هائلاً وجسيماً بالمباني والمملكات ومراكز المدن الصهيونية.