موقع أنصار الله - متابعات – 11 جمادى الآخرة 1447هـ
أكدت "الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، أن مواقف المقرر الأممي الخاص بالحق في مياه الشرب والصرف الصحي، بيدرو آغودو، حول استخدام العدو الإسرائيلي لسياسة التعطيش الممنهجة ضد قطاع غزة، تشكل ضربة للرواية الإسرائيلية، وإدانة دولية صريحة لجرائم الحرب الإسرائيلية.
وأشارت "الدائرة القانونية" في بيان، اليوم الاثنين، إلى أن ما كشفه المسؤول الأممي، لا يمثل موقفاً خاصاً، بل يأتي منسجما أولاً مع تقرير الأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، والذي خلص إلى أن القوات العدو ترتكب إبادة جماعية، وينسجم ثانياً مع سيل متراكم من الشهادات الدولية والتقارير الميدانية، والاستنتاجات التي قدمتها منظمات حقوقية وإنسانية كبرى، وثقت جميعها الاستهداف المنهجي للبنية التحتية المائية في غزة، بهدف كسر إرادة شعب يواجه أبشع أشكال الحصار والعدوان.
وقالت إن شهادة المقرر الأممي تأتي من جهة دولية محايدة، وتتقاطع مع الاعترافات العلنية لقادة العدو أنفسهم، الذين أعلنوا منذ الساعات الأولى للحرب شن "حصار كامل" على غزة يشمل الماء والغذاء والوقود والكهرباء. فقد تفاخر وزير الحرب الأسبق غالانت بقطع إمدادات المياه عن القطاع، وأصدر وزير الطاقة كاتس (وزير الدفاع) أوامر بوقف المياه كلياً، في اعتراف صارخ بأن التعطيش كان قراراً سياسياً مقصوداً وليس نتيجة ظروف طارئة.
ورأت "الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية" أن استخدام المياه كسلاح، من قبل الجيش الإسرائيلي، بهدف إخضاع المدنيين بشكل جماعي يشكل انتهاكاً لمنظومة واسعة من القوانين الدولية، وفي مقدمتها:
1) المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1988).
2) المادة 2، اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية (1948).
3) المادة 54، البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف (1977).
4) المادة 14، البروتوكول الإضافي الثاني (1977).
5) القاعدة 54، القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني.
واكدت "الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية"، أن ما تراكم من أدلة وشهادات من تقارير دولية، وشهادات ناجين، وتصريحات جنود وضباط إسرائيليين، واعترافات رسمية، بات يشكل ملفاً قضائياً متكاملاً هو إثبات لـ"المسؤولية الجنائية الفردية" لقادة العدو، و"المسؤولية الدولية للدولة" القائمة بالعدو.
ودعت الدائرة إلى إدراج هذه الأدلة في الملفات المقدمة أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى الاستفادة منها في المحاكم الوطنية التي تعتمد مبدأ الولاية القضائية العالمية، بما يفتح الباب أمام ملاحقات واسعة بحق كل من تورط في إصدار أو تنفيذ أو التواطؤ في هذه الجرائم.
كما أكّدت الدائرة أن الدول الغربية التي تواصل تسليح العدو وتمنحه الغطاء السياسي والدبلوماسي وتتحمل بدورها مسؤولية أخلاقية وقانونية مباشرة، ليس فقط بوصفها داعماً، بل بوصفها طرفاً مشاركاً في الجريمة من خلال تمكين العدو من الاستمرار في عدوانه. ما يتطلب من هذه الدول مراجعة سياساتها فوراً، ووقف كافة أشكال الدعم العسكري والسياسي.
ووجهت "الدائرة القانونية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، التحية إلى الحركة الشعبية في كافة دول العالم، من أحزاب واتحادات ونقابات وطلاب ومنظمات مجتمع مدني، ودعتها إلى جعل محاسبة العدو على جرائمه شعاراً مركزياً في تحركاتها، وإلى تكثيف الضغط الشعبي على الحكومات لإجبارها على وقف دعمها للعدوان ورفع الغطاء عنه .
ومنذ الـ 8 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكب العدو الصهيوني بدعم أمريكي إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 68800 ألفا شهيد فلسطيني، وما يزيد على 170 ألف جريح، و10 آلاف مفقود ودمار هائل في البنية التحتية العمرانية والخدماتية والمؤسساتية.