مقاطعة كيان العدو الاسرائيلي… أسلوبُ مُقاومة فعّال يفتقد الحاضنة العربية
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري
تواجه أذرع الاحتلال المختلفة صعوبة في الحد من النجاحات المتلاحقة لحركة مقاطعة “إسرائيل” المعروفة اختصاراً بـ”B.D.S”، الأمر الذي عكسته مصادقة الكنيست الصهيونية على قرار يقضي بمنع نشطاء الحركة الدولية من دخول الكيان، وذلك بالتزامن مع انطلاق فعاليات أسبوع مناهضة الاستعمار و”الأبارتهايد” في قطاع غزة والضفة الغربية، فضلاً عن عشرات المدن حول العالم.
وباتت المقاطعة أسلوب مقاومة فعّال، وهي جمعت مختلف مكونات الشعب الفلسطيني على امتداد الوطن السليب، وحتى خارجه.
وشهدت أنشطة الحركة التضامنية خلال السنوات الأخيرة رواجاً كبيراً، وهو ما اعتبرته “تل أبيب” خطراً حقيقياً على مصالحها، فراحت تركز على تكثيف الأنشطة المضادة، التي تتضمن تخصيص مبالغ مالية ضخمة في سبيل التصدي لزحف حملات المقاطعة، إلى جانب العمل على تجريم من يشاركون فيها، واتهامهم بـ “معاداة السامية”.
وتأسست حركة “B.D.S ” عام 2005، وهي ركّزت على فضح النظام الاستعماري العنصري الصهيوني، ونجحت في أن تصبح أهم شكلٍ للتضامن مع نضال الشعب العربي الفلسطيني الطامح للحرية، والعدالة.
وقد تأثر اقتصاد العدو بسبب اتساع رقعة الفعاليات التي تنفذها حركة المقاطعة، وبخاصة في البلدان الأوروبية التي كانت تمثل سوقاً رئيسياً لمنتجات الاحتلال.
وبهذا الصدد، رأى عضو “الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل” د. حيدر عيد أنّ” أهم ما يميز هذا الأسبوع التضامني هو أن أنشطته تقام في أكثر من 200 مدينة حول العالم، إلى جانب مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات”.
ولفت عيد في حديث لموقع “العهد” الإخباري إلى أنّ “حملة المقاطعة قد حققت انجازات كبيرة، ووصلت إلى مرحلة أصبحت فيها حكومة العدو تعتبرها الخطر الاستراتيجي الذي يستدعي مواجهته”.
وأضاف عيد ” إنّ من أخطر المعوقات التي واجهت حملات المقاطعة هي عملية التطبيع التي تنفذها عدة عواصم عربية، فضلاً عن غياب الغطاء الرسمي في تلك العواصم للحملات الشعبية المناهضة للكيان”.
من جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة د. وليد المدلل إلى أنّ” حملة المقاطعة قد لعبت دوراً هاماً في جذب اهتمام العالم، ودفع الكثير من المؤسسات باتجاه العمل على كشف جرائم وممارسات الاحتلال غير القانونية بحق الشعب الفلسطيني”.
وتابع المدلل “لقد شكّلت الحملة قوة ضغط كبيرة على صناع القرار، والمؤسسات الدولية، وما تقوم به “إسرائيل” من خطوات متلاحقة ضدها وضد نشطائها هو دليل واضح على نجاح المقاطعة”.
أما منسّق “اللجنة الوطنيّة لمقاطعة إسرائيل” في قطاع غزّة عبد الرحمن أبو نحل، فأكد أنّ” هذا الجهد التضامني الدولي قد نجح فعلياً في عزل “إسرائيل”، وهو أمر يمكن البناء عليه مستقبلاً من أجل تعزيز النضال الفلسطيني في وجه الاستعمار، والتمييز العنصري، وصولاً إلى إقامة الدولة المستقلة، وعودة اللاجئين الذين هجروا من ديارهم إبان النكبة”.
ويتطلع منظمو “أسبوع الأبرتهايد” هذا العام إلى منح فعالياتهم نطاقاً أوسع من المعتاد من خلال رفع شعار “100 عام من الاستعمار، و100 عام من المقاومة الشعبية من أجل العدالة”، في إشارة إلى الذكرى المئوية لـ”وعد بلفور” المشؤوم.