موقع أنصار الله - متابعات – 28 جمادى الآخرة 1447هـ
أنهت طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة عملية انتشال جثامين شهداء عائلة «سالم» من تحت أنقاض منزل عائلة «أبو رمضان»، الذي دمّره العدو الصهيوني خلال الحرب في حي الرمال غرب مدينة غزة.
وبيّن المقدم محمود الشوبكي، قائد تنفيذ المهمة، أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال جميع جثامين الشهداء من الموقع، والبالغ عددهم 60 جثمانًا، بعضها عبارة عن رفات، إضافة إلى نقل 17 جثمانًا آخر كانت قد دُفنت في محيط المنزل أثناء الحرب.
وأشار الشوبكي إلى أن عمليات الانتشال نُفذت باستخدام معدات محدودة، شملت «باقر وحبار وكباش»، لافتًا إلى أن المهمة استغرقت ثلاثة أيام متواصلة من العمل الشاق، في ظل الإمكانات المتواضعة.
وطالب بضرورة إدخال المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لتسهيل وتسريع عمليات انتشال جثامين آلاف الشهداء الذين ما زالوا تحت الأنقاض في مختلف مناطق القطاع.
وأفاد بأن طواقم الدفاع المدني انتقلت، اليوم، إلى منطقة اليرموك للبحث عن جثامين شهداء آخرين تحت أنقاض منزل عائلة «النبريص».
وتواصل طواقم الدفاع المدني والجهات المختصة جهودها لانتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المباني والمنازل التي دمّرها "جيش" العدو الصهيوني فوق ساكنيها خلال حرب الإبادة الجماعية.
ووفق وزارة الصحة، تواجه طواقم الإسعاف والدفاع المدني صعوبات كبيرة في الوصول إلى الشهداء المدفونين تحت مئات المنازل المدمرة، في ظل نقص حاد في المعدات والآليات الثقيلة، وغياب أنواع حيوية منها كالحفارات.
ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، لا تزال سلطات كيان العدو الصهيوني تتنصل من التزاماتها، عبر منع إدخال مئات الآليات الثقيلة اللازمة لرفع آلاف الأطنان من الركام المنتشر في أنحاء القطاع.
وبحسب معطيات المكتب الإعلامي الحكومي، فقد دمّر العدو الصهيوني خلال عامي الإبادة نحو 90% من البنى التحتية المدنية في غزة، ما خلّف أكثر من 70 مليون طن من الركام، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في المنطقة.
وكان جهاز الدفاع المدني قد أشار في بيانات سابقة إلى تلقيه مناشدات متواصلة من عشرات العائلات في غزة للمساعدة في انتشال جثامين ذويهم بعد أشهر من استشهادهم، إلا أن غياب المعدات اللازمة يحول دون الاستجابة لتلك النداءات.
وخلفت الإبادة الصهيونية في غزة، التي استمرت عامين وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.