في يومٍ مشهود، ودّعت العاصمة صنعاء كوكبةً من الشهداء العظام الذين ارتقوا في الصفوف المتقدمة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، في موكب تشييع مهيب عكس عظمة التضحيات وصدق الانتماء.

وفي جامع الشعب، أدّت جموع غفيرة من المشيعين، يتقدمهم مفتي الديار اليمنية والقائم بأعمال رئيس الوزراء وعدد من القيادات الرسمية والعسكرية والشعبية، صلاة الجنازة على الشهيد اللواء زكريا عبد الله حجر، والشهيد اللواء محمد خالد الحيفي، والشهيد العميد أحمد عبد الله حجر، والشهيد العميد حسين يحيى الهاشمي، والشهيد العميد عبد الله يحيى حجر.

وأكد المشاركون في التشييع أن هؤلاء الشهداء يمثلون قدوةً للشباب الثائر، وللشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة، الذين سارعوا إلى نصرة دين الله، وصبروا وبذلوا أعظم التضحيات، ولم يتنصلوا يومًا عن المسؤولية، حتى نالوا شرف الشهادة في سبيل الله.

وشدد المشيعون على أن الأعداء الذين استهدفوا هؤلاء الشهداء لن ينالوا من عزيمة الشعب اليمني، الذي سيواصل مسيرته بثبات وقوة، مستلهِمًا من دماء الشهداء إرثًا عظيمًا من العطاء والتضحية والبذل غير المسبوق، ورسالة واضحة للأعداء بأن هذا الطريق ليس أول الشهداء فيه ولن يكون آخرهم.

وانطلق موكب التشييع، وجموع الشعب تحفّه عن اليمين والشمال، مرددين عبارات الوفاء والعهد، مجددين التمسك بخيار الجهاد والمقاومة، ومؤكدين المضي على درب الشهداء حتى تحقيق النصر.

ووُوريت جثامين الشهداء الثرى في روضة الشهداء بقمة عصر غرب العاصمة صنعاء، حيث الأرواح الزكية والدماء الطاهرة شاهدة على عظيم البذل وصدق الانتماء، فيما أكّد المشاركون أن الشعب اليمني من بعدهم ماضٍ في البناء والإعداد، متوثب وجاهز لخوض أي جولة قادمة من الصراع.

ووجّه المشيعون رسالة تحدٍّ واضحة للعدو الأمريكي والعدو الإسرائيلي، مؤكدين أن تقديم الشهداء لن يثني اليمن عن مواصلة طريقه، بل يزيده قوةً وثباتًا وإصرارًا، وأن هذه التضحيات العظيمة، ومنها ما قدمته أسرة واحدة بعدد كبير من الشهداء، ستبقى وقودًا للعزة والكرامة والانتصار.