إعلامي يمني يكتب انطباعاته بعد زيارته ضمن الوفد الاعلامي الى محافظة صعدة

وارتسمت صورة جديدة عن صعدة… في مران تلفت انتباهك هذه المدينة المعلقة فوق الضباب وبساطة أهلها الطيبين، وأرضها الخصبة الجميلة، ثم تشدك ذكريات الحرب ومآسي أهلها وصمودهم وصبرهم على كبرياء الحاكم الظالم المستبد.
وفي جرف سلمان بالتحديد ألف حكاية وحكاية.. كربلاء جديدة في مكان جديد وحسين كالحسين وزينب كزينب ويزيد كيزيد.. يا الله ما أبشع قساوة الظالم، وما أعظم ابتلاء المؤمن، لك أن تتخيل أي موت ياتيك، لكن هنا في صعدة للشهادة تهافت عجيب في صفوف أبنائها، وللشهيد كرامة لا تجدها في أي مكان بأرض اليمن حتى لكأنك تحسد الشهيد على هذا التبجيل.

وفي أي مكان نزلت فيه تجد للشهداء حكايات كثيرة، ولأبناء المحافظة هموم واحدة وقضية مشتركة.. الكل يتحدث عن الكرامة والعزة والشموخ، فيما القضايا الهامشية لاتحضر لديهم على الإطلاق، وإنما يحاول ابتعاثها زمرة من النشطاء على صفحات الفيس البوك والمواقع الإخبارية لدفن القضية الكبرى لهؤلاء المظلومين نتيجة إرهاب الدولة الذي فرض عليهم.

لقد كانت الزيارة الأولى بالنسبة لي لمحافظة صعدة، صحيح أن المدينة ليس فيها مترو أنفاق، ولا ملاعب رياضية ضخمة، ولا بنية تحتية كبيرة، ولا منشآت ضخمة، غير أنني أحسست بمعاناة أهلها وكأنهم يريدون القول إننا هنا عشنا أكثر من عشر سنوات نعاني من مرارة الظلم والحرمان والحروب العبثية التي شنها علينا نظامي صنعاء والرياض وحصدت أرواح الآلاف من المواطنين وأحرقت الكثير من المزارع، ومع ذلك تجد أيضاً عزيمة كبيرة لدى هؤلاء بالنهوض، فثمة تكاتف عجيب وتكافل اجتماعي لا نظير له، واهتمام كبير بالبناء والزراعة، وكأني بصعدة بعد سنوات وقد أصبحت تتصدر المحافظات في البناء والتنمية.
وفي المقابل يلفت انتباهك (المجاهدين) وبأعمارهم المتفاوتة يحملون الأسلحة على أكتافهم، يقظين حذرين من ضربة غادر أو هجوم ناقم عليهم، ففي المناورات العسكرية فقط التي أجريت مؤخراً حضر الآلاف من المواطنين على متن سيارات متعددة، الكل يهتف بالوطن وبالسيادة، والسخط عارم تجاه الجارة السعودية التي تسعى للنيل من وحدة الوطن.

وتختتم الزيارة بلقاء قائد الثورة.. يدخل إلى القاعة مبتسما متواضعاً، يرحب بالجميع، ويناقش الجميع.. كل همه أن ينهض البلد ويتقدم إلى الأمام، لا تنتهك سيادته طائرات بدون طيار ولا يرحل أبناؤه كالقطيع من أي بلد.. إنه واثق كل الثقة بنجاح هذا المشروع وبأن الدولة العادل لا مناص منها

قد يعجبك ايضا