عن زيارة ترامب لمملكة العدوان
موقع أنصار الله ||مقالات || محمد المنصور
لا يجب أن نقلق أو نخاف من زيارة ترامب للسعودية كما قال السيد حسن نصرالله لأن الحروب والفتن الأمريكية في اليمن وسورية سابقة لهذه الزيارة، والمخططات باتت مكشوفة بأهدافها ووسائلها وأطرافها، والتصدي لهذه المخططات باتت أمرا واقعا، وهزائم محور الشر الأمريكي السعودي الصهيوني الوهابي مشهودة وملموسة في اليمن وسورية والعراق.
زيارة ترامب تأتي لتحقيق عدد من الأهداف أهمها:
– إعطاء دفعة معنوية لمزيد من التصعيد في اليمن وسورية ومزيد من توريط السعودية والإمارات وقطر في تلك الصراعات ضمن مخطط أضعاف دول المنطقة وتمرير مخططات التقسيم والإضعاف الممنهج للمنطقة بما يحقق أهداف السيطرة وتأمين الكيان الصهيوني.
– تحقيق مكاسب اقتصادية لأمريكا كبيرة من خلال عقد مزيد من الصفقات التسليحية الضخمة مع السعودية ودويلات الخليج الأخرى، الأنباء تتحدث عن صفقات ب300 مليار سبقت الزيارة المشؤومة.
– تعد الزيارة وما سوف تشهده من قمم خليجية أمريكية، وإسلامية أمريكية فرصة لترامب للظهور بمظهر الرئيس القوي القادر على جلب أكبر قدر من المكاسب للاقتصاد الأمريكي والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة والعالم، بخاصة وترامب يعاني من أزمات داخل إدارته يحاول الفرار منها باللعب على المستوى الخارجي والبداية من المنطقة العربية والإسلامية التي تمثل حجر الزاوية في الاستراتيجية الأمريكية.
– محاولة إظهار السعودية بمظهر الحليف الموثوق لأمريكا في المنطقة، بخاصة بعد الخطوات التقاربية مع الكيان الصهيوني، إضافة إلى أنها نجحت في خطب ود ورضى ترامب، وخضعت كلية لابتزاز ترامب خلال حملته الانتخابية بتقديم مئات المليارات من الدولارات للإدارة الأمريكية، وسوف يتبعها المزيد.
وبالنسبة لمساعي محمد بن سلمان للوصول المبكر إلى الحكم فإن الزيارة تمثل دفعة قوية لمساعيه تلك، على أن الشكوك تبقى قائمة في نجاح الزيارة في تشكيل تحالف عربي إسلامي (وهّابي) أمريكي صهيوني لمواجهة إيران علانية، بل سيصار إلى استمرار ما هو قائم من توترات سياسية وإعلامية، والاستمرار في تغذية الحروب القائمة في اليمن وسورية والعراق وغيرها كاستمرار للمخطط القائم منذ مطلع الألفية الجديدة.
وبالطبع ستبقى لمصر وتركيا تحفظاتهما على أي محاولة سعودية لزعامة تحالف إسلامي بقيادة أمريكية، فكلتا الدولتين تسعيان إلى استمرار سياسة توزيع الأدوار القائمة ضمن المظلة الأمريكية، والاحتفاظ بهامش للحركة يسمح لهما بممارسة الدور المرسوم.
ولأن السعودية ومعظم الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية قد تخلت عن القضية الفلسطينية، واستبدلت العداء للكيان الصهيوني المحتل بالعداء لإيران وسورية وحزب الله، فإنه من غير المتوقع أن تتطرق اللقاءات والقمم التي سيحضرها ترامب إلى معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الغاشم، ولن يجرؤ محمد بن سلمان أو سواه من الرؤساء إلى طرق موضوع الأسرى الفلسطينيين والاستيطان والدولة الفلسطينية الموعودة وغيرها من القضايا المتعلقة بما يسمى السلام مع الكيان الصهيوني.
خلال ثلاثة أشهر منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض تخلى عن جل وعوده الانتخابية بما فيها القضاء على الإرهاب، وبزيارته للسعودية الداعم الأول للإرهاب فإنه في الحقيقة يقدم الدعم والمباركة لداعش الأم والقاعدة والنصرة وجيش الشام وغيرها، ويتجاوز كل وعوده الانتخابية الكاذبة.
من سوء الأحوال العربية الإسلامية أن صارت التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية للاستعمار الأمريكي الغربي مطلقة، لذلك لا نتوقع من زيارة ترامب للسعودية والكيان الصهيوني سوى تكريس المزيد من التبعية والخذلان للشعوب وقضاياها.