رمضان والبقرة الحلوب

موقع أنصار الله  || مقالات ||بقلم / عبدالفتاح علي البنوس

 

يبدو أن آل سعود لا يزالون تحت تأثير الحشيش الأفغاني الفاخر ولذا لم نسمع عن تعرض الزهايمري سلمان لجلطة دماغية ، أو تعرض محمد بن نايف لأزمة قلبية، أو تعرض المهفوف محمد بن سلمان لإرتجاج في المخ، على خلفية إقدامهم على إهدار 460 مليار دولار منحوها لسيدتهم أمريكا ولخليفتهم الراشد دونالد ترامب وذلك مقابل عربون صداق وجزية مستحقة جاءت على هامش زيارة الخليفة ترامب للرياض والتي كان قد سبقها زيارة المهفوف لأمريكا قدم خلالها ما يزيد على 200مليار دولار مقابل أن يرفع خليفته ترامب السخط عنهم ويتفضل عليهم برضاه ، فلو كان هؤلاء الأوغاد يشعرون بذرة مسؤولية أو يمتلكون ذرة كرامة ،أو لديهم ذرة حياء أو خجل لكانوا اليوم في رحاب العناية الفائقة في كبريات المستشفيات الأوروبية أو أنهم فارقوا الحياة على خلفية الفضحية التي إرتكبوها والجرم الذي إقترفوه في حق أنفسهم أولا وفي حق وطنهم وشعبهم ثانيا بإهدار قرابة التريليون دولار في غضون فترة وجيزة إرضاء للخليفة ترامب ولقداسة البيت الأبيض الذي بات مقصد أمراء النفط في دول الخليج الذين باتوا يقصدونه ويتبركون به أكثر من قصدهم للبيت الحرام وتبركهم بالمقدسات الإسلامية .

منتهى الإجرام وأكبر المنكرات أن تهدر هذه العصابة التي تهيمن على بلاد الحرمين وتسيطر على ثرواتها المالية والنفطية الهائلة التي تكفي لإعاشة كافة الفقراء والمعدمين من العرب والمسلمين في مختلف بقاع العالم ، في حين يتم صرفها على السفور والخلاعات والملاهي الليلية والحشيش والمخدرات والغواني والراقصات وعلى المصايف والنوادي والحفلات وعلى تفكيك الأمة وضربها في قيمها وأخلاقها ومبادئها وإستهداف دينها من خلال نشر العقائد الزائفة والترويج للأفكار الهدامة والثقافة المغلوطة وإشعال الفتن والصراعات والحروب الطائفية والمذهبية وإذكاء المشاحنات والمناكفات السياسية والحزبية وتفكيك النسيج الإجتماعي للأنظمة والدول العربية وتحويل الأموال السعودية من نعمة إلى نقمة وصل شرارها وضررها إلى كل دولة عربية وإسلامية .

في الوقت الذي يعيش فيه الكثير من العرب والمسلمين في هذه الأيام وسط ظروف معيشية صعبة جدا نتيجة الأوضاع المادية والمعيشية الصعبة وكان الأحرى بهذه الأسرة الصهيونية بأن تتقي الله في نفسها وفي شعبها وفي الثروة التي منحهم الله إياها دون الحاجة إلى إهدارها في شراء الأسلحة ورعاية المشاريع التدميرية والتخريبية في المنطقة ، فما الذي حصدته من تمويلها للحرب على سوريا ؟! وما الفائدة التي حصلت عليها من وراء مؤامرتها الفاشلة ضد لبنان وفشلها في إشعال الحرب الطائفية فيها عقب اغتيال رفيق الحريري ؟؟! وما الذي استفادته من وراء دعمها وإسنادها للفتنة المذهبية والطائفية في العراق ؟! وما الذي كسبته في اليمن بعد أكثر من عامين على العدوان والقتل والخراب والدمار الذي لا يزال مستمرا مخلفا الآلاف من الشهداء والجرحى ومتسببا في إيذاء وتعذيب أكثر من ثلاثين مليون نسمة من اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر ؟! ما الذي حصدوه غير الهزيمة والخسائر المادية والبشرية في صفوف جنودهم ومرتزقتهم وتحولهم إلى بقرة حلوب تتسابق الدول العظمى على حلبها وشفطها .

بالمختصر المفيد، لا خير في هذه الأسرة العبرية ولن يتحقق أي خير للمنطقة ما دامت هذه الأسرة جاثمة على صدور السعوديين وما دامت شرورها المستطيرة تتوزع على الدول العربية الواحدة تلو الأخرى إرضاء للبيت الأبيض وللخليفة ترامب وللصهيونية العالمية التي يمثلون الإمتداد لها في شبه الجزيرة العربية ، ولذلك ستواصل القوى العالمية إستنزاف هذه البقرة الحلوب وشفط ثرواتها حتى آخر لتر بترول وآخر ريال سعودي ، وحينها تكون هذه الأسرة قد حكمت على نفسها بالهلاك والفناء والإندثار والسقوط المدوي الذي لن يكون لهم أي قائمة بعدها على الإطلاق .

صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا