الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة, وأشهد أن لا إله إلا الله الذي بيده ملكوت كل شيء مالك الملك رب العالمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، أما بعد:
فإني أوصيكم بتقوى الله ربنا، وامتثال أمره، واجتناب ما نهى عنه، والتمسك بطاعته في كل أعمالنا؛ فإنا عن قليل راحلون من هذه الدنيا، ومنتقلون إلى الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فعلينا أن نتقي الله، وأن نُعد لذلك اليوم العظيم، الذي وصفه الله وصفاً شديداً في القرآن كما قال: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرا} دَاهية دَهْياء، يوم عظيم جداً، إنما تكون السعادة لمن جاء يوم القيامة آمناً، يوم الفزع الأكبر، فعلينا أن لا نشتغل بهذه الدنيا ولا نؤثرها على طاعة الله في شيء من الأشياء، وأهمها أن نتقي الله في الصبر على الجهاد، على نصر الحق، ومدافعة الباطل، أن نجتهد ونُجِد في دفع الباطل، ونصرة الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40).
فإذا نصرنا الله بنصر دينه - أما الله سبحانه فهو غني عنا - إذا نَصَرْنا دين الله نَصَرَنا وأعزنا، وإذا خذلناه خذلنا وأذلنا، هذا في العاجل في الدنيا: أن من نصر الله نصره، ومن خذل الله خذله.
وفي هذا الزمان زمان استقوى الكفار، وتسلطوا على المسلمين، وحاولوا إبطال الإسلام، وإضاعته، وتمييعه، وأن لا يبقى منه إلا جسد بلا روح؛ فعلينا أن ندافع عنه بقدر ما نستطيع؛ لينصرنا الله ويعزنا؛ ولنقوم بالواجب علينا قبل أن نرجع إلى الله يوم القيامة، ويسألنا ونكون قد فرطنا في حماية الدين، وقصرنا في الجهاد، وهو قد أمرنا في القرآن أمراً بأن ننصر دينه وندافع عنه ونحميه، فإذا لم ننصره لم تقبل الطاعات لا صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا شيء، إذا لم نقم بالدين كله بصدق، إذا تساهلنا في دين الله وتركنا الكفار يتمكنوا، ويضيعوا الإسلام، ولم ننصر الإسلام، ولم نعادِ أعداء الله فالدين لا يقبل منا؛ لأن الدين مترابط لا يقبل بعضه إلا بالبعض الآخر؛ لأن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(المائدة: من الآية27).
وفقني الله وإياكم، وأعاننا وإياكم على ما يرضيه، وجمع القلوب على رضاه وتقواه، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة السيد العلامة المجاهد/ بدر الدين بن أمير الدين الحوثي -رضوان الله عليه
وردت في ملزمة الإرهاب والسلام بتاريخ: 8/3/2002م اليمن - صعدة