موقع أنصار الله ||مقالات ||أصيل علي البجلي

أيها الأحرار، يا أُمَّـة اصطفاها اللهُ بالحقِّ والبيان، ويا ورثةَ مجدٍ تليدٍ سطّرهُ الأجدادُ بمدادِ العزةِ والإيمان! إنَّ سهامَ الغدرِ تُطلقُ اليومَ مُسمَّمةً نحو قلبِ أمتنا، مُتجسدةً في "اتّفاقياتِ إبراهامَ" المشبوهة، تلكَ التي يسعى دعاتُها لترسيخِها كأمرٍ واقعٍ، ضاربينَ بعرضِ الحائطِ دماءَ الشهداءِ وآلامَ المنكوبينَ وتطلعاتِ الشعوبِ الحرة.

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾. إنَّ التاريخَ لن يرحمَ المتخاذلينَ، ولن يغفرَ للمُفرِّطينَ، وسيسجلُ بأحرفٍ من نارٍ أسماء من باعوا القدسَ والجولانَ وفلسطينَ بثمنٍ بخسٍ، مُستبدلينَ العزةَ بالذلةِ، والكرامةَ بالمهانةِ.

يُسوِّقونَ للخيانةِ تحتَ مُسمَّى "التطبيع"، أي تطبيعٍ هذا الذي يُقامُ على أنقاضِ الحقِّ وخرائبِ العدلِ؟ أي سلامٍ هذا الذي يُبنى على حسابِ دماءِ الأطفال اليتامى ودموعِ الأُمهات الثكالى؟ إنَّهُ محضُ استسلام مُقنَّعٍ، وخنوعٍ مُغلَّفٍ بعباراتٍ زائفةٍ عن "المصالحِ المشتركةِ" و"الواقعيةِ السياسيةِ".

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ، وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾. إنَّ حكمَ اللهِ هو الحقُّ، وشرعَهُ هو العدلُ، وما دونَ ذلكَ فهو زيغٌ وضلالٌ. لن تنطليَ علينا أكاذيبُهم، ولن تُغيِّرَ الحقائقَ ترهاتُهم. ستبقى فلسطينُ قضيتَنا الأولى والأخيرة، وستظلُّ القدسُ عاصمتَنا الأبديةَ، مهما تكالبَ المتآمرونَ وتخاذلَ المُدَّعونَ.

إنَّ صرخةَ الحقِّ ستظلُّ مدويةً في وجهِ الباطلِ، وإنَّ جذوةَ المقاومةِ لن تنطفئَ حتى يتحقّق النصرُ وتعودَ الأرض إلى أهلها. فليعلمْ كُـلّ متخاذلٍ وكلُّ مُطبِّعٍ أنَّهُ يبيعُ آخرتَهُ بدنيا غيرِهِ، وأنَّ لعنةَ التاريخِ ستلاحقُهُ أبدَ الدهرِ.