الحمد لله الذي أعزَّ الإسلامَ بالقادة الربانيين الهداة الأعلام، السائرين على المحجَّة البيضاء بالقرآن، واصطفى يمنَ الحكمة والإيمان على سائر الشعوب والبلدان. 

وتلك نعمةٌ أنعم اللهُ بها عليهم واختصاصٌ ربانيٌّ بالفضل والإكرام، قابَلَهُ أُولُو العقول والأفهام من خيرة رجالات اليمن وشبابها بالرضا والتسليم المطلق، والطاعة لله ورسوله والقادة الأعلام، والشكر لله الرحيم المنَّان. 

فبادروا إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله القوي الغالب على أمره، القاهر لقوى الشرك والبغي والطغيان، الناصر لعباده في السراء والضراء وحين البأس والسرِّ والإعلان، لقوله عز من قائل: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ ، وقوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ . 

إسنادًا ودعمًا للمستضعفين المظلومين، الذين نالهم العدو بحرب إبادةٍ جماعيةٍ وحصارٍ وتجويعٍ وهتكٍ للأعراض في القدس والأقصى والضفة وغزة، أقدم عليها أَحفادُ القردة والخنازير، بدعمٍ وإسنادٍ أمريكيٍّ واضحٍ جليٍّ للعيان. 

فشَرَّفَ اللهُ الأعلى شعبَنا العظيمَ بمواجهة محور الكفر أولياء الشيطان، فسَطَّرَ الملاحمَ الكبرى في معركة الجهاد المقدَّس والفتح الموعود آخر الزمان، في الوقت الذي ارتضت الأمةُ لنفسها المذلةَ والهوانَ، وأضحى التخاذلُ العربي والسباقُ المحمومُ لحُكَّام الجَوْر رعاةِ الشاةِ والأغنامِ للارتماء في أحضان الشيطان الأمريكي الكافر والكيان، وتقديم فروض الولاء والطاعة والتسليم للفرعون الأمريكي القادم من مغرب الأرض مفخرةً للحكام الأقزام؛ وهل أتى إلا لِقَبْضِ الجزية بمئات المليارات من الدولارات، لتذهب لِعَدُوِّ الأمة الإسرائيلي الغاصب، ليسوم بها أبناءَ الشعب الفلسطيني الحرِّ الشريف المظلومِ القتلَ والتجويعَ والتعطيشَ وسوءَ العذابِ بلا رحمةٍ منذ نكبته قبل سبعٍ وسبعين عامًا، نتيجةً لتواطؤ وتماهي ملوك وأمراء النفط المنافقين اللئام. 

بيد أن الأولى بتلك الأموال –ولو باليسير منها– هو الشعبُ الفلسطينيُّ المظلومُ المحرومُ، الذي يخوض ملحمةً كبرى للدفاع عمّا تبقّى من شرفٍ وكرامةٍ وعزةٍ ومقدساتِ الأمة وقضيتها المركزية؛ كي لا تتعرض للتصفية من قِبل قوى الاستكبار والغطرسة والصهيونية، الأشدِّ عداوةً للأمة ودينها ومقدساتها على الإطلاق. 

ذلك الشعبُ الذي يقاسي ويعاني الأمرَّيْن جراء العدوان الصهيونيِّ والحصار، والواجبُ شرعًا دعمُه بالمال والسلاح لضمان استمراريته في الجهاد في سبيل الله، وقتال المحتل الغاصب ومواجهته ومواصلة النضال. 

وهيهات لحُكَّامٍ خَتَمَ اللهُ على قلوبهم، واستحبُّوا النفاقَ على الإيمان، أن يُوفِّقَهم اللهُ أو يهديهم إلى الحقِّ ونصرة المظلوم، ولو حتى بدافع الغيرة والشهامة العربية!  وكيف يوفقهم الله وهم المتآمرون على القضية من أول يومٍ وطئت أقدامُ المحتل اليهودي الغاصب أرضَ فلسطين، الطامحِ بإقامة مملكة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات؟! 

وكيف لمن قتل آلافَ اليمنيين الأبرياء من حجاج بيت الله الحرام في مجزرة تنومة، ثم أصبح سيفًا مسلطًا على رقاب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأيدي الأعداء، أن يتخذ المواقفَ المشرفة تجاه قضايا أمته؟! وهذا فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء من عباده الصالحين. 

واستشعارًا لمسؤوليته أمام الله، حمل الشعبُ اليمنيُّ مسؤوليتَه الشرعيةَ والدينيةَ والأخلاقيةَ والإنسانيةَ، مستعينًا بالله ومتوكلاً عليه في الانتصار لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية المركزية للأمة (فلسطين)، ومواجهة أولياء الطاغوت والجور والظلم والفساد والطغيان، وفي مقدمتهم الشر المطلق للفرعون الأمريكي والصهيونية الماسونية العالمية. ولسوف يغرِقُهم إلى قعر البحر بإذن الله، كما أغرق الله فرعونَ على يد نبيِّه موسى. 

وتلك نهايةٌ حتميةٌ لكل فرعونٍ علا في الأرض وطغى وبغى وتجبَّر، وهي سنةُ الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا ولن تجد لسنة الله تحويلًا. 

إن الفشلَ الأمريكيَّ الذريعَ في كسر إرادة اليمن في عدوانه الأول والثاني، وانسحابَ الشيطان الأمريكي من إسناد كيان العدو إثر الرعب والذعر – فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ – من البأس اليماني المستمد من بأس الله، وانتصارَ الإرادة اليمنية في إسناد غزة، تأكيدٌ لصدق وعود الله لأوليائه وعباده في النصر والغلبة والتمكين. 

وهي حجةُ الله القائمةُ على كلِّ خانعٍ خاضعٍ راكعٍ بخوفه وصمته وإعراضه عن واجبه الجهادي انتصارًا للمظلومين في فلسطين.  وهل أمريكا بكل ما تملك من قوةٍ إلا قشةٌ – كما قال سيدي القائد المؤسس الشهيد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه – ورحمةُ الله تُغشاه في كلِّ وقتٍ وحين؟! 

وانطلاقًا من الروحية الإيمانية الجهادية، سيظل اليمنُ – بقائده الرباني الحكيم المنصور بالله السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (حفظه الله ونصر به الإسلامَ وأعزَّ به المسلمين) وشعبِه المؤمن الحرِّ الأبي الكريم، وقواتِه المسلحة القابضة على الزناد الركن الشديد الذي يأوي إليه الأحرار، وحصنِ الأمة المنيع ومترسها الذائد عن حياضها وعزتها وكرامتها، الثابت على الحق والهدى بثبات نهجه الإيماني القرآني القويم. 

والعاقبة للمتقين.  *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.* 

 

اللهُ أَكْبَرُ 

الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا 

الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ 

اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ 

النَّصْرُ لِلْإِسْلَام