منذُ أكثر من 15 عامًا تُعد (إسرائيل) العدة لاقتناص فرصة مواتية للهجوم على إيران لأسباب متعددة أبرزها، دعم إيران غير المحدود للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، اللتين أصبحتا عقبة وجداراً حديديًّا أمام الكيان الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه في تهويد القدس والسيطرة الكاملة على غزة، والتوسع في لبنان والمنطقة، يرى الكيان الإسرائيلي أنهُ لا بُـدَّ من مواجهة إيران وأن التأخير في ضربها سيجعل من مشروع (إسرائيل) في الاحتلال والتوسع مُجَـرّد أوهام وحلم لن يتحقّق؛ فعملت (إسرائيل) الهجوم الواسع وبدأت في حربها الشاملة على إيران، ويدعمها النظام الأمريكي والبريطاني والأنظمة المشاركة في تأسيس الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين المحتلّة..
الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران ستكون خاسرة، صحيح أنها حرب وضع لها أهداف مسبقة ومحدّدة، وفي مقدمة أهدافها تدمير الترسانة العسكرية الإيرانية، وهدف ذو بعد استراتيجي وهو الإطاحة بالنظام الحاكم في إيران، ولهذا أقول إنها ستكون خاسرة ولن تحقّق أهدافها؛ لأَنَّها أهداف غير واقعية؛ فالأسلحة الإيرانية في مأمن وفي مدن تحت الأرض، لن تصل إليها الغارات الإسرائيلية، ولن تحسم معركة بالطيران الجوي فقط، وَأَيْـضًا لن يستطيع الإسرائيلي أن يطيح بحكم النظام الإيراني الحالي؛ فالشعب الإيراني شعب قومي ويعطي الانتماء لإيران أهميّة كبرى، ولن يحدث الشرخ بين النظام الإيراني الإصلاحي والقيادة الإيرانية والشعب؛ فالأهداف الإسرائيلية المرتبطة بالحرب على إيران لن تتحقّق وستبقى في دائرة الفشل حتى وإن طال أمد هذه الحرب.
أبعاد ومآلات هذه الحرب الإسرائيلية على إيران ستبقى واردة، وكلّ الاحتمالات ممكن أن تحصل وبنسب متفاوتة، وبشكل مختصر نقرأ من الأحداث والحرب الإسرائيلية والرد الإيراني على عمق الكيان الإسرائيلي مآلات هذه الحرب، وما هي السيناريوهات المتوقع أن تصل إليه في الساعات والأيّام القادمة:
أولًا: اتساع رقعة هذه الحرب الكبرى التي تسبب بها الكيان الإسرائيلي، وأن يتم إدخَال الإدارة الأمريكية في هذه الحرب مباشرة ضد إيران، وبالتالي هجمات أمريكية غربية إسرائيلية مشتركة على إيران ومحاولة إلحاق أكبر ضرر ممكن بإيران، وستضطر أَيْـضًا لمواجهة هذه الحرب ضدها بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية، وقد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز، وسيتدخل حزب الله في لبنان على الخط، أما اليمن فهو في هذه المعركة منذُ بدء طوفان الأقصى، وإنما سيصعد اليمن عملياته، وسيغلق باب المندب، ويواصل استهداف السفن والبوارج الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، بل وقد يصل إلى إغلاق كامل لباب المندب، وستكون لهذه الحرب تبعات كبيرة على كُـلّ أطراف هذه الحرب الإسرائيلية على إيران، وبغض النظر عن احتمال انضمام باكستان والصين وروسيا إلى الحلف الإيراني لمواجهة أمريكا، وستكون هزيمة أمريكا و(إسرائيل) وبريطانيا مؤكّـدة مهما طالت مدة هذه الحرب، وأعتقد أن هذا الاحتمال سيحصل بنسبة 45 % لما سيكون لهُ من نتائج كارثية فالاحتمال هُنا أقل..
ثانيًا: أن يخفف الإسرائيلي من هجماته على إيران، وبالتالي التهدئة ومع الحراك الدولي للوساطة لإيقاف الحرب، وأن يقتنع بها الإسرائيلي والأمريكي، وبالتالي يمكن أن نقول إن المفاوضات ستحل مكان هذه الحرب الكبيرة ضد إيران، ولكن ما يحصل اليوم عكس هذا الاحتمال؛ فالأمريكي والبريطاني يحشدان حاملات الطائرات، والتهديد بحرب واغتيال خامنئي والقيادات ومواصلة مسار هذه الحرب، وبالتالي أعتقد أن هذا الاحتمال بوجود حَـلّ دبلوماسي ومفاوضات قريبة ليس وارداً مع كُـلّ هذه التوترات والتصعيد الذي تقوم به (إسرائيل) والإدارة الأمريكية..
وهنا الخلاصة أن مصير ومآل هذه الحرب الإسرائيلية على إيران لها احتمالان فقط، وهما ما تم ذكره أن تحدث الحرب بشكل أكبر وتتسع رقعة الصراع وتطال المضائق البحرية من المندب إلى هرمز، ولن ينجو أحد من تبعات هذه الحرب الإسرائيلية ضد إيران؛ فلا أهداف (إسرائيل) ستتحقّق، ولا إيران ستنهزم، بل ستهزم وتكسر الإرادَة الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في هزيمة إيران، وستكتب (إسرائيل) بداية النهاية كلما صعدت هذه الحرب ضد إيران، والأيّام القادمة ستثبت كُـلّ ما نقول هنا؛ فلا خيار آخر إما سلام ووقف الحرب أَو تتطور وتصبح حرباً شاملة، وَستنتهي هذه الحرب الإسرائيلية على إيران بنصر كبير لإيران ومن سيكون في حلفها ضد مشرع أمركة وصهينة العالم والمنطقة.