خرج المجرم بنيامين نتنياهو، بصفاقة منقطعة النظير، ليعلن أمام الإعلام والعالم:

"لا توجد مجاعةٌ في غزة، ولا توجد سياسة تجويع، ونحن ملتزمون بأهداف الحرب!"

وكأنّ مليونَي إنسان في غزة، ومعهم شرف الإنسانية، باتوا خارج الحسابات، وخارج البصر والبصيرة.

 

الكذبة التي لن تمر:

إن ما قاله المجرم نتنياهو لا يمكن وصفه إلا بأنه أقصى درجات الوقاحة السياسية، ومحاولة فاشلة لتزييف الحقيقة، بينما أجساد الأطفال تذبل، وعيون الأُمهات تغور، ومقابر الفقراء تتوسع بصمت الجوع.

فهل أصبح العالم بلا ذاكرة؟

هل نسي مجرم الحرب نتنياهو أن الصور والوثائق التي نشرتها كبرى الصحف والمنظمات الأممية توثّق موت أطفال غزة؛ بسَببِ الجوع والمرض؟

هل نسي أنه تم رصد عشرات الحالات من الموت البطيء في رفح ودير البلح وخان يونس ومخيمات الشمال؛ بسَببِ نقص الغذاء الكامل والماء النظيف والدواء؟

هل يظن أن تكرار الكذبة كفيل بتحويلها إلى "حقيقة"؟

 

الجوع كسلاح.. نعم، هذه هي سياستكم:

منذ أُكتوبر، انتهجت قوات الاحتلال سياسة واضحة: خنق غزة حتى الموت.

جاء في بيانات المنظمات الحقوقية ما يلي:

منع دخول القوافل الغذائية والمساعدات الإنسانية.

استهداف الشاحنات الإغاثية وقصفها عمدًا.

تدمير مزارع ومخازن الحبوب والمؤن.

منع الوقود والماء عن المستشفيات والمخابز.

إغلاق المعابر بالكامل ومنع أي شريان حياة.

فهل هذه مصادفة؟ أم سياسة مُنظمة لتجويع المدنيين وكسر إرادتهم؟

الجواب واضح: إنها سياسة صهيونية ممنهجة، ترتقي إلى جريمة إبادة جماعية باستخدام الجوع كسلاح حرب.

 

من يموت جوعًا لا يحتاج لإثبات.. فقط انظر!

إن الطفل "مالك" الذي مات في حُضن أمّه في رفح، لا يحتاج إلى تقارير تثبت أنه مات من الجوع.

و"سمية" التي لم تجد حليبًا لطفلها منذ أسبوع، لا تنتظر تحقيقًا دوليًّا.

والأُمهات اللاتي يغلين الحصى ويقدمن لأطفالهن الماء المالح على أنه "شوربة"، لا يحتجن إلى محامٍ ليدافع عن معاناتهن.

الجوع في غزة ليس إشاعة؛ إنه واقعٌ صارخ، مدججٌ بالألم.

 

من الكذب إلى الإدانة:

نتنياهو لا يتهرّب من المسؤولية فقط، بل يعترف ضمنًا بجريمته حين ينفي وجود المجاعة وهو من خلقها.

تصريحاته ليست مُجَـرّد أكاذيب عابرة، بل محاولة يائسة لتجميل وجه الاحتلال القبيح أمام المحاكم والرأي العام.

لكنه نسي أن العالم بات يرى ويسمع ويشهد:

أطفالا يُقتلون جوعًا في القرن الواحد والعشرين.

طوابير تبحث عن قطعة خبز وسط الركام.

شعبًا يُذبح مرتين: بالقصف، وبالتجويع والحصار.

 

 غزة لن تُكسر.. والجوع لن يُخضعها:

رغم كُـلّ هذا الحصار والموت والجوع، ما زالت غزة تقاوم، تتحدى، وتقف على قدميها.

لأنها تعرف أن ما يجري ليس فقط حربًا عسكرية، بل حرب كرامة وصمود وبقاء.

ولأن الجوع، مهما كان قاسيًا، أهون من الخضوع والذل والانبطاح.

 

الكلمة الأخيرة.. لن تُغسل جرائمكم بالكلام:

إلى الإرهابي نتنياهو وكل أركان حكومته المجرمين، نقول:

لن تمحو الكاميرات جثث الأطفال.

لن تزيل الكلمات صرخات الجياع.

لن تُغسل جرائمكم بأكاذيب تُطلق من على منابر إعلامية.

ستُلاحقون بالجوع والدم والنار، في المحاكم، وفي ضمير البشرية، وفي صفحات التاريخ.

وستبقى غزة، رغم الجوع، أعلى من رؤوسكم جميعًا.