وأنا أتصفح الزوامل في تلفوني، طلع لي زامل للشهيد البطل لطف القحوم، الزامل اللي يقول:
"يعرَف الكلّ أبو جبريل لا حذّر...".
وقفني هذا البيت!
رجّعني لأيام، وخلاني أستعرض بخيالي شريط طويل من الخطابات والمواقف...
قلت بيني وبين نفسي:
"ليش الشهيد قالها بثقة؟ ليش قال (يعرف الكلّ)؟
إيش كان يقصد بـ (لا حذّر)؟"
جاتني حالة فضول، ورحت أراجع خطابات السيّد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، خَاصَّة الخطابات اللي كانت تسبق الأحداث الكبيرة...
وفعًلا والله إنك إذَا راجعتها، بتعرف إن السيّد إذَا حذّر… فاحذر!
تحذير ما قبل الفتنة...
واحدة من أهم اللحظات اللي ما ينساها الشعب اليمني، كانت قبل فتنة ديسمبر 2017، لما السيّد القائد طلع في خطاب واضح وقال بكل عقلانية:
"نحن لا نُريد أن تُراق دماء اليمنيين، وننصح قيادات المؤتمر أن يتعقّلوا..
نصح، ورجى، وتكلم بكل حرص ومسؤولية...
لكن الطرف الآخر، وبالذات عفاش ومَنْ حوله، فهموا التحذير غلط، ظنوا أنه ضعف، وانهزام، وهروب...
وقالوا: هذا وقته، حان وقت السيطرة!
لكن كانت المفاجأة، يوم تحوّلت الساحة من تهديد إلى حسم خاطف، وانتهت الفتنة بتوفيق ونصر من الله، وخرج السيّد بعدها بخطاب أقوى من الرصاص.
وفعلًا…
ما كانت تحذيراته ناتجة من ضعف، بل من حكمة ومسؤولية، ورغبة في حقن الدماء.
واليوم... يعيد التحذير!
واليوم، نسمع السيد القائد يعيد التحذير من جديد، ولكن بصيغة مختلفة، بصوت أكثر هدوء، وبنبرة فيها حرص كبير…
لأنه عارف إن المرحلة حساسة جِـدًّا، وإن العدوّ الخارجي، الصهيوني والأمريكي جالس يشتغل من الداخل.
ما قدروا يعملوا شيء لا بالطائرات
ولا بالغارات
ولا بالأقمار الصناعية
ولا بالحصار
ولا بالحرب النفسية
فجاؤوا يشتغلوا من الداخل، بالفلوس، بالإعلام، بالشائعات، وبالطابور الخامس.
"من يخدم العدوّ، سيتم التعامل معه كما يُتعامل مع العدوّ نفسه…"
كلام واضح، ما يحتاج تأويل.
التحذير واصل، والنبرة صريحة، والقرار محسوم.
الشعب الذي ما انكسر... مش بيسقط بالخونة!
شعبنا اليمني العظيم، هذا الشعب اللي ما قدر عليه لا عدوان ولا حصار،
هذا الشعب اللي صمد 10 سنوات، وقدّم الدماء، وتحمل المصاعب،
مش معقول يتأثر بكلمتين من خائن أَو مرتزِق باع نفسه لسفارة أَو قناة تافهة!
أمن اليمن خط أحمر...
ومن يظن أنه قادر يخترقه، أَو يزعزعه، أَو يخدم الصهيوني من الداخل،
فليعلم أنه سيُعامل كما يُعامل أي صهيوني محتلّ!
يا من لا زلت تفكر بالخيانة… خُذ العبرة من التاريخ!
من تحذيرات السيّد في الماضي، ومن نهايات الخونة!
احذر إذَا حذّر السيّد… فحذره مش تهديد، بل وعد!
وإحنا كشعب…
واقفين على السدّ، نعرف عدونا، ونعرف مَنْ يريد أن يجرّنا للهاوية…
وسنكون لكل خائن بالمرصاد،
لأن هذا الوطن مش للبيع… ولا للمساومة… ولا للركوع!