لم يكن بيانُ السيد القائد الحقيقي، الذي هزّ أركان كيان الاحتلال الصهيوني، مُجَـرّد كلماتٍ تُلقى في الهواء، بل كان رسالةً تاريخيةً من قلب اليمن المحاصَر، حملت في طياتها إعلانا واضحًا: أي وجودٍ إسرائيلي في أرض الصومال سيكون هدفًا عسكريًّا مشروعًا لقوات اليمن الباسلة.

هذه اللغة القوية، التي عبرت عن موقفٍ ثابتٍ لا يلين تجاه التوسع الصهيوني في المنطقة، تتناقض تمامًا مع بيانات الشجب والتنديد العربية والإسلامية التي لا تقدم ولا تؤخر.

بل إن البيان لم يكن وليدَ اللحظة، بل هو امتداد طبيعي لرؤية استراتيجية تجسّدت في شخصية قائد الجهاد والمقاومة في اليمن: السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

فهو، بحق، سيف الأُمَّــة المسلول في وجه كيان الاحتلال.

قائدٌ استطاع أن يحول اليمن من دولةٍ تعاني التفتت والمؤامرات إلى قوةٍ إقليميةٍ فاعلة، تتدخل في المعادلات الاستراتيجية، وتعيد رسم خريطة التوازنات في المنطقة.

إنه قائدٌ بحجم أُمَّـة بأكملها، تحمّل هموم الأُمَّــة العربية والإسلامية، وتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة ليصبح رمزًا للجهاد والمقاومة في وعي ملايين أبناء الشعوب الحرة.

لقد حوّل اليمن إلى قلعةٍ منيعةٍ وحصنٍ شامخٍ، تنطلق منه الضربات الموجعة نحو مصالح العدوّ في البحر الأحمر وخليج عدن، بل وحتى داخل الأراضي المحتلّة، مؤكّـدًا أن عصر الهزيمة قد ولَّى، وأن الأُمَّــة قادرةٌ على صناعة أدوات ردعها بيدي أبنائها المخلصين.

إنه صخرة صمودٍ لا تتزعزع، يقف بشموخٍ في وجه أعتى القوى الاستعمارية، ويكشف زيف التطبيع وخيانة الخائنين الذين استسلموا لإرادَة المحتلّ.

لقد كانت مواقفه حجر عثرةٍ مدمّـر أمام كُـلّ المشاريع التوسعية التي تقودها أمريكا وكيان الاحتلال الصهيوني ومن يدور في فلكهما، والتي تستهدف جسد الأُمَّــة من المحيط إلى الخليج ومن جاكرتا إلى طنجة.

وبذلك، أعاد الأمل إلى قلوب من كانوا يشعرون بالإحباط، وأثبت أن الجهاد والمقاومة خيارٌ استراتيجيٌّ ناجح، لا شعاراتٌ رنانة.

في قيادته، تجسد الثبات القرآني والإرادَة الجهادية التي حطّمت هيبة الأعداء وأذلّت المستكبرين.

فبعد أن كان اليمن يُنظر إليه كطرفٍ هامشي في الصراع العربي–الإسرائيلي، أصبح اليوم طرفًا فاعلًا يؤثر في مجريات الأحداث، ويدعم صمود غزة وفلسطين ولبنان والشعوب المستهدفة، عبر أساليب مبتكرة فاقت التوقعات.

وبيان الأمس، الذي هدّد الوجود الصهيوني في الصومال، هو تأكيدٌ جديد على أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي توسعٍ للاحتلال في المنطقة، بل ستحافظ على يقظتها، وترصد الفرص لضرب مصالح العدوّ أينما وُجدت.

لقد نجح السيد عبد الملك الحوثي في تحويل المعاناة إلى قوة، والضعف إلى منعة، والهزيمة إلى إرادَة صُلبة.

فهو ليس مُجَـرّد قائد جماعة أَو منطقة، بل ظاهرة جهادية شاملة، تجسد روح أُمَّـة ترفض الانصياع، وتصرّ على كتابة تاريخها بيدها.

وصمود اليمن، تحت قيادته، في وجه التحالف الدولي بقيادة أمريكا وكيان الاحتلال، وبمشاركة أدواته المتمثلة في السعوديّة والإمارات ومرتزِقتها، ثم تحوله إلى قوة بحرية وجوية وبرية مؤثرة، هو دليلٌ قاطع على أن انطلاقتهم مبنية على الثقة بالله والتوكل عليه، وأن الإرادَة الشعبيّة، حين تتجسد في قيادةٍ حكيمة، قادرةٌ على صنع المعجزات وقلب الموازين.

لذا، لم يكن بيان الأمس مفاجئًا لمن يتابع مسيرة هذا القائد، بل كان تتويجًا لمسارٍ طويلٍ من الصمود والتحدي، وإعلانا صريحًا بأن أية محاولةٍ لكَيان الاحتلال لتمديد نفوذه في المنطقة ستُواجه بردٍّ حاسم من قوةٍ باتت لاعبًا رئيسيًّا في المعادلة الإقليمية.

إن الرسالة واضحة: الجهاد والمقاومة لم تعدا حبيستَي الجغرافيا التقليدية، بل أصبحتا استراتيجيةً متحَرّكةً تصل إلى، حَيثُ تصل أطماع العدوّ.

بهذه الروح، يستمر السيد عبد الملك الحوثي في كتابة ملحمةٍ جهاديةٍ ستُحفَر في ذاكرة الأُمَّــة، لتذكّر الأجيال القادمة أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع بالإيمان بالله، والتوكل عليه، وإرادَة الجهاد والصمود.

وأن الأُمَّــة التي تنجب قادةً بهذه العزيمة، لا بُـدَّ أن يكون الله معها، وأن مستقبلها مشرقٌ رغم كُـلّ المؤامرات والتحديات.

 

 

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

مع استراتيجيات العدو.. والاجرام الامريكي ... الواقع اليمني والانجازات

 

بعد مرور أكثر من عشرة أعوام من التآمر والعدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي الصهيوني الذي لم يدخر أي وسيلة قذرة لاستهداف وإلحاق الأذى بالشعب اليمني سوآءا عسكريا أو إقتصاديا أو أمنيا أو عبر الوسائل الناعمة الفتاكة بالمجتمع، كان اليمن وعلى طيلة هذا العدوان يفُشل كل تلك المؤامرات رغم ما قدمه ويقدمه من تضحيات كبيرة في سبيل نيل حريته وصون كرامته ونصرة القضية المركزية للأمة فلسطين..

منذ عقود مضت كان اليمن أحد أهداف الأطماع الأمريكية، لموقعة الجغرافي أولا،، وكذلك لعلم الأمريكان ومن خلفهم من اليهود بعقيدة أهل اليمن النقية والمرتبطة بآل البيت عليهم السلام وأعلام الهدى على مدى التأريخ الإسلامي التي ورغم كل محاولات العداء فصل اليمنيين عنها بآت بالفشل الذريع وهو ما ضهر جليا في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس التي قدم فيها الشعب اليمني أروع مشاهد الإقدام والشجاعة والإقدام إسنادا لغزة..

أدرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي( رضوان الله عليه) مبكرا هذه المؤامرة الخبيثة، فعمل وبأبسط الإمكانيات على التصدي لها وإفشالها، وكان لعملة الأثر الكبير جدا، والذي دفع الأمريكان ومن خلفهم الصهاينة، إلى الزج بالسلطات الحاكمة والخاضعة تحت أقدامهم آن ذك لشن سته حروب شرسة لإنهاء هذا الخطر الحقيقي المهدد لمشاريعهم الخبيثة ضد اليمن بل والإسلام برمته، لكن تضحيات الثلة المؤمنة المتمسكة بكتاب الله انتصرت وحققت انجازا عظيما لم يك في حسبان العداء الذين لم يقفوا عند هذا الحد بل انتقلوا الى تنفيذ مخططات أكثر خطورة وأوسع إجراما.

أدرك الأمريكي أن النور الذي بدء من مران يزداد سطوعا يوما تلوا آخر فتوجه ومن خلال عملائه إلى تنفيذ مخططاته الشيطانية التي تهدف إلى تدمير كل مقدرات البلاد، وذلك من خلال استهداف التعليم والزراعة والإقتصاد والشباب اليمني وهو ما أتضح من خلال اعترافات الخلايا التجسسية التي تم القبض عليها وسمع العالم بأسرة اعترافاتها..

كما عمل الأمريكان على تجريد القوات المسلحة اليمنية من كل الأسلحة التي يعتقد أنها ستشكل خطرا عليه عندما يدخل في مواجهة مباشرة مع اليمن، وقد شاهد الجميع عمليات تفجير الصواريخ المضادة للطائرات، بتواطؤ مخزي من السلطات الحاكمة آن ذاك.

تسارعت الأحداث وانتصرت ثورة الـ21 من سبتمبر وتنفست صنعاء الصعداء، باستقلال قرارها السيادي الذي كان تحت وصاية السفارات الأجنبية وفي مقدمتها الأمريكية، فما كان من قوى الشر والطغيان إلا أن تزج بأذنابها إلى الميدان، فكان العدوان السعودي الإماراتي في الـ26 من مارس 2015م.

تصور الأعداء في الساعات الأولى من العدوان أن الأمر قد حسم وأن سيطرتهم على أجواء البلاد ستتبعها سيطرة سريعة على الأرض، لكن وعي وإيمان الشعب اليمني، وحكمة وحنكة قيادته القرآنية، أفشلت هذا العدوان رغم حجمة الرهيب وخبثة وإجرامه غير المسبوق بحق اليمنيين.

توالت أيام العدوان، وتتابعت آيات الصمود اليمني العظيم، وتنامت قدرات وإمكانيات ال"جيش" واللجان الشعبية، فكانت خسائر قوى العدوان تتضاعف يوميا بعد آخر إلى أن نفذت صنعاء عمليات توازن الردع في عمق دول تحالف العدوان، ما أجبرها على الخنوع والخضوع وإيقاف العدوان عسكريا، لكن الأمر لم ينتهي هنا،،

بعد أن أدرك تحالف العدوان بقيادة أمريكا أن العدوان العسكري لم يجدي نفعا بل زاد من قوى وصلابة، اليمن، اتجه إلى الحرب الاقتصادية والناعمة.