السيد عبد الملك وتغيير معادلة المواجهة في الشرق الأوسط

موقع أنصار الله  || مقالات ||بقلم /حميد رزق

 

لا يمكن أن نقول عن جانب من كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إنه مهم مقابل الجوانب الأخرى فكل ما ورد في كلمة أبو جبريل  يعالج في حقيقة الأمر قضايا ملحة وهامة أكان على صعيد الداخل اليمني أوعلى المستوى العربي والإسلامي كون الملفات متداخلة ومن المعروف آن واحدا من أسباب العدوان على اليمن هو الموقف الشعبي المؤكد على محورية القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي ..

 

لكن من حيث البدء حرص قائد الثورة على استعراض الظروف السياسية التي كانت تمر بها منطقتنا قبل انطلاق مشروع الشهيد القائد القراني حيث كانت تعيش الشعوب العربية والمسلمة حالة استلاب وضعف وحيرة فيما كانت الانظمة ترتمي اكثر في احضان المشروع الامريكي الاسرائيلي وفي وقت ساد القمع والترهيب بحق كل من يعمل ضدا على مشروع الهيمنية الامريكية انطلق شعار الصرخة في وجه المستكبرين ليعبر عن مشروع نهضوي قراني تحرري يسعى الى ايقاض الشعوب العربية والمسلمة لمواجهة المخاطر الوجودية التي تحدق بها خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي اتخذتها امريكا ذريعة لاحتلال البلدان العربية وتدمير الشعوب ونشر الدواعش تمهيدا لمرحلة أخطر من الاستهداف والتصفية الكاملة للأمة في صورتها ووجودها التاريخي لتتحول إلى اقطاعيات مذهبية وعنصرية متصارعة  ..

 

وخلص السيد إلى أن اطلاق الشعار وصرخة

 

الله أكبر

 

الموت لأمريكا

 

الموت لإسرائيل

 

اللعنة على اليهود

 

يعد الاستجابة الحقيقة لمعنى انتمائنا للإسلام وإيماننا بالقرآن ،لأنه إذ لا معنى لأن نكون مسلمين ونرضى بالمذلة والهوان والعيش تحت اقدام الامريكان واليهود من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ، والقبول أو الإستسلام لهذه الحالة حالة الضعف والهزيمة لن يكون سببا لاستمرار الهوان والمذلة في الدنيا بل الخسارة والخزي في الآخرة وذلك لأن تخلف المسلمين وضياعهم هو نتيجة تقصير بدر منهم وليس وليد الصدفة او أنه قدر لا فكاك منه ..

 

وفي حال  ولد المشروع والقيادة الصادقة والربانية  التي تؤمن بقدرة الجماهير على النهوض والتحرر فإن حركة التاريخ ستستجيب لإردراة الشعوب وبرغم المؤامرات الكبيرة التي ستنطلق لوأد اي حركة تحرر ثوري الا ان النصر حليف الشعوب وهذا ما تجلي في حركة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي انطلق بصرخته وحيدا إلا من ثلة قليلة مؤمنين وبرغم قلة الإمكانات بل انعدامها وفي ظل تآمر القريب والبعيد لكن المشروع النهضوي انتصر ومن تآمر عليه وشن عليه الحروب سقط سقوطا مدويا أمام قبضات المستضعفين والثائرين وصرخاتهم ..

 

فيما يخص المواقف التي أطلقها  السيد عبد الملك كان اللافت هذه المرة انه تقدم خطوة في مضمار المواجهة مع المشروع الامريكي ليتجاوز هذه المرة المعركة على الصعيد المحلي معلنا جاهزية الشعب اليمني وحضوره للمشاركة في أي مواجهة قادمة يشنها العدو الإسرائيلي ضد الشعبين العربيين الفلسطيني واللبناني ، لم يحاول السيد عبد  الملك ان يسجل موقفا إعلاميا او إيصال رسائل سياسية ولكنه كما يعرفه الجميع كان صادقا وجادا حين دعى إسرائيل لأن تأخذ في حساباتها حضور ومشاركة الشعب اليمني  في أي مواجهة قادمة وعدوان تشنه على أي من حركات المقاومة في لبنان أو فلسطين كما كان واضحا وجادا في حديثه عن الحضور والجاهزية لإرسال مقاتلين يمنيين في أي مواجهة مع العدو الإسرائيلي حتى في ظل الحرب والعدوان الحاصل على اليمن مؤكدا ان استمرار العدوان لن يثني الشعب اليمني عن التقدم في خطوط النار وصولا إلى التماس المباشر مع الصهاينة والأمريكيين.

 

لا شك أن الموقف المتقدم للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد صدم العدو الذي سيأخذ هذا الموقف على محمل الجد وسيخضع موقف قائد الثورة  للكثير من الدراسة والتحليل في مراكز القرار ومعاهد الأبحاث والدراسات بعواصم الغرب لاسيما واشنطن وتل أبيب   ..

 

والمتأمل في موقف السيد عبد الملك  لم يأت اعتباطا ولكنه التصعيد الموازي في النبرة والحضور لمستوى التحرك الأمريكي المتصاعد في المنطقة العربية والإسلامية وبموازاة المخاطر المتزايدة والمحدقة بالقضية الفلسطينة والتهديد الامريكي لحركات المقاومة كانت المواقف العروبية والاسلامية المنطلقة من اليمن تقول للعالم إننا حاضرون وجاهزون لأن نكون عند مستوى المواجهة والتحديات التي يفرضها الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا وضدا على شعوبنا وقضايانا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ..

 

يذكر أن السيد حسن نصر الله كشف في كلمته بمناسبة يوم القدس قبل أسابيع قليلة إن أي حرب قادمة من العدو الإسرائيلي لن تكون محصورة في ساحة واحدة مشيرا إلى إمكانية وصول عشرات آلاف المقاتلين والمجاهدين من مناطق عربية وإسلامية عديدة تمتد من باكستان إلى إيران والعراق وسوريا واليمن الأمر الذي يعني في الاستراتيجيا العسكرية إسقاط أوهام المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يراهن على حسم معركة الهيمنة على الشرق الأوسط من خلال النقاط التي سجلها جراء تدمير سوريا والعراق وشن العدون على اليمن ..

 

اليوم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ومن أرض الإيمان والحكمة ومن اوساط الشعب اليمني العظيم يكمل صورة المشهد ويصدم الاعداء بتأكيد واحدية المعركة فلا الحدود الجغرافية ولا الحسابات السياسية ستقف عائقا دون مواجهة المشروع الامريكي الإسرائيلي في اشارة ضمنية ان محور المقاومة على تنسيق وتواصل بأعلى المستويات وقد ولى زمن الاستفراد بأحد اعضاء هذا المحور في ظل سلبية وتفرج بقية الأعضاء ..

 

إننا أمام معادلة جديدة وبمقابل التصعيد الأمريكي الإسرائيلي كان الرد اليماني فالمعركة لن تظل داخل الحدود اليمنية وكما كان العدوان على اليمن عقابا للشعب اليمني بسبب مواقفه في نصرة قضايا الأمة فإن هذه العدوان لن يكون سببا للتراجع أو العودة عن هذه الثوابت ولكنه كان سببا في التقدم والانتقال بالمعركة الى حيث يخشى العدو ، معركة الأمة كل الأمة معركة كل حر وشريف تحرير الأقصى وإسقاط وهم إسرائيل ..

قد يعجبك ايضا