هكذا تحدثت معركة الجرود عن نفسها

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري :

 

الإرادة تصنع الانتصارات، هذا ما أثبته مجاهدو المقاومة في معركة جرود عرسال. كدخول النار في الهشيم دخل المجاهدون معاقل النصرة. لم يعطهم رجال الله الفرصة لأخذ المبادرة، فكانت الخطة محكمة بشكل لم يتوقعه الإرهابيون، فأصحبت نسب التفافهم ضيئلة فأصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما  إما الاستسلام وإما الموت.

 

عادة ما تعتبر الخطط العسكرية المحكمة أساس الحسم الميداني، فنجاح الخطة وتطبيقها يعطي نسبا عالية عسكرياً في الانتصار، وقد قالت قيادة العمليات أنه ليس هناك وقت محدد للعملية وأنها ستتحدث عن نفسها، وفعلاً لقد تحدثتالعمليات عن نفسها.

 

 

توقع المحللون أن تأخذ المعركة وقتاً طويلاً، وذلك نابع من طبيعة المنطقة الجردية الشاسعة والوعرة، وما تضم من تضاريس يصعب دخولها بسهولة، فأصغر مرتفع فيها يعلو 2000 كيلومتر عن سطح البحر. وما توقعه المحللون لم يكن خطأ من ناحية نظرية، فما كان أمامهم من عناصر وخرائط بينت أنّ معركة الجرود قد تكون الأكثر صعوبة. لأن الانطلاق من جغرافية المنطقة لتحليل مجريات المنطقة يوصل إلى هذه النتيجة، سيما أن الإرهابيين أعدوا العدة واستحموا في المغاور والكهوف الموجودة هناك.

 

هذه الطبيعة تعطي ايضاً، نسبة دفاع عالية للإرهابيين فيما تكون أصعب على مجاهدي المقاومة الذين يهاجمون هذه النقاط. لقد كان من نقاط قوة المسلحين وضع الكمائن والالغام بطريقة لا تكتشف، فضلاً عن نشر عناصر قليلة في مواجهة المهاجيمن لتجنب الكثير من القتلى لهم في مواجهة المجاهدين، مع إمكانية استخدام اسلحتهم ضد المقاومين خاصة أسلحة ضد الدروع.

 

يوماً بعد أخر تثبت المقاومة جدارتها في الدفاع عن أرض الوطن

 

لقد كانت المواجهات عنيفة دون أدنى شك، لكن ما يمتلكه الإرهابيون من تضاريس وأسلحة كان يشير إلى إمكانية صمودهم أكثر، لولا أن المقاومة قد أخذت عنصر المفاجئة والاختراق السريع المبني على خبرات رجالها، وكان دخول الجرود، حيث تحدثت العمليات عن نفسها، في قلب منطقة العمليات.

 

إذا، يوماً بعد أخر تثبت المقاومة جدارتها في الدفاع عن أرض الوطن، وتشكيلها معادلات الردع في وضع العدو الصهيوني والتكفيريين، وهي لم تنم عيونها منذ تحرير لبنان للدفاع عن الوطن، واستثمار كل خبراتها وتراكم قوتها وتقديمها التضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان.

 

هذه المقاومة دأبت على إهداء كل انتصار للبنان كله، دون تفرقة بين أبنائها، فهي من لبنان وللبنان وكل تضحياتها في سبيل الدفاع عن لبنان، وهذا ما أخذ يشكل قناعة كبيرة لدى أغلبية الشعب اللبناني بأطيافه كافة، أن هذه المقاومة عابرة للطوائف والخلافات السياسية، وقد أثمرت دماء الشهداء نصراً عسكرياً، كما أثمرت نصراً سياسياً جامعاً، حيث أدت بشكل أو بأخر إلى إجماع كل اللبنانيين حولها، وكما قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على شاشة تلفزيون “OTV” أنه “سيأتي يوم نُشكر فيه على دخولنا إلى سوريا”.

قد يعجبك ايضا