خطاب المكاشفة والمصارحة
موقع أنصار الله ||مقالات || صلاح القرشي
وجَّه السيد عبدالملك الحوثي كلمة قوية وصريحة وعلى الخصوم والحلفاء ان يقرأوها جيدا بتحذيره وبنصحه، فما كان قبل هذا الخطاب لن يكون ما بعد هذا الخطاب، فالحذر الحذر من عدم قراءة كل الرسائل التي وجهها السيد في خطابه القراءة الصحيحة، أو عدم أخذها على محمل الجد، أو التعامل معها بتعامل اللامبالاة، ويبدو أننا مقبلون على تفعيل كل هذه الرسائل والتحذيرات التي سمعناها في خطاب السيد على التنفيذ الواقعي لها ولن تستثني احدا مهما كان موقعه على الساحة الداخلية اكان حليفا أو خصما . ننصح الجميع بالدراسة المتأنية لكل خطوة يخطوها على مستوى مواقفه السياسية الداخلية أو الخارجية.
لقد شاهدنا كل المؤسسات الإعلامية والسياسية للأنصار الله اليوم تواكب خطاب السيد القائد في بث وتوجيه الرسائل السياسية التحذيرية للداخل والخارج ،
لذا ننصح بالتمعن في قراءة خطاب الحوثي، وكذلك الخطاب والتوضيحات التي ألقاها الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام امام حكماء اليمن والذي وضح تاريخ مجريات الحوار السياسي والمفاوضات التي عقدت بين الأطراف اليمنية وغير اليمنية منذ انطلاقها وحتى هذا التاريخ، موضحا ومكاشفا كل ما حدث وخبايا واسرار المفاوضين على طاولة الحوار.
إذاً كان يوم 19 أغسطس عبارة عن انتفاضة من أنصار الله، واثبتوا انهم هم الأقوى في سرعة الحشد بعيدا عن اعين المتربصين والتهيئة لخطاب السيد عبدالملك، وأرسلوا رسائلهم بكل مهنية وحرفية وأيضا بكل حزم وقوة ،
باختصار ان الشراكة التي انتجت قيام السلطة في صنعاء من مجلس سياسي وحكومة، هذه الشراكة اليوم تقع في مفترق طرق، إذا لم يستوعب الجميع الظروف الحقيقية السياسية لوقائع الأحداث والمواقف المتخذة من كل الأطراف، والتي يجب ان تؤدي الى استمرار وتعزيز أواصر الثقة القائمة بينهم، فأي فقدان أو اهتزاز لهذه الثقة ستضع الشراكة كلها في مهب الريح .
وعليه نرجو من جميع الأطراف السياسية ان يتلقوا هذه المكاشفة بكل عقلانية وان يتم التحاور والمراجعة وان يصلوا الى الوفاق والتوافق، وفي مقدمة ذلك ان تكون الأولوية هي الوقوف ضد العدوان، وتسخير كل الموارد والطاقات لذلك، وان يمضوا جميعا نحو السلام المشرف لكل اليمنيين وبحيث يعكس هذا السلام حجم تضحيات شعبنا اليمني العظيم التي قدمها وتحملها في هذه الحرب .